روت مجندة اسرائيلية تفاصيل تعرضها للاغتصاب تكرارا من قبل أسير فلسطيني في سجن جلبوع، بعدما اجبرها الضباط ونحو اربع مجندات اخريات، على الرضوخ لرغباته الجنسية مكافأة له على "الوشاية بزملائه في السجن والتجسس عليهم".
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد خلال جلسة مجلس الوزراء الاحد، فتح تحقيق في المعلومات التي أوردتها المجندة، مؤكدا انه انه "لا يمكن التسامح مع اغتصاب مجندة أثناء خدمتها"، مؤكدا انه "يجب، وسيجري التحقيق. سوف نتأكد من أن الجندية تتلقى المساعدة".
وصرح لابيد بأن جوانب القضية التي تعود بدايات احداثها الى العام 2014، تخضع لأمر حظر النشر، لكنه أجرى مناقشات مع مفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية كاتي بيري "لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث مرة أخرى".
وذكر وزير الأمن الداخلي عومر بارليف في بيان منفصل أن "القضية التي شهدها سجن جلبوع قبل بضع سنوات هزت الرأي العام الإسرائيلي". وأوضح "قرأت الشهادات التي تم نشرها وأنا مصدوم بكل بساطة".
"القوادة في سجن جلبوع"
وكان جرى الكشف عن الفضيحة التي باتت تعرف بقضية "القوادة في سجن جلبوع" في تسريبات مقتضبة للصحف عام 2018. وقيل في حينها، إن هناك أسيراً فلسطينياً يقوم بالتحرش بسجانات يهوديات.
لكن التسريبات لم تحدث اثرا كبيرا حينها، وكان الافول السريع مصيرها، قبل ان تعود الى الاضواء مجددا بالتزامن مع فرار الاسرى الستة من سجن جلبوع مطلع العام.
يومها تحدث قائد السجن فريدي بن شيطريت خلال إفادته أمام لجنة تقصي الحقائق الحكومية حول فرار الأسرى عن وجود مؤامرة ضده يقف وراءها ضباط حاقدون يريدون تحميله مسؤولية الحادثة عبر اتهامه التقصير والإهمال، بهدف الانتقام.
وقال ان الضباط شكّلوا شبكة دعارة وأرسلوا سجانات إلى غرف الاسرى الفلسطينيين بناءً على طلبهم، وعندما كشف امرهم سعوا الى الانتقام منه لأنه قطع أرزاقهم.
غير ان لجنة تقصي الحقائق رأت في حينه ألا تتعمق في هذه التفاصيل، حتى لا تحرف النقاش عن القضية الجوهرية، وهي فرار الأسرى، وقررت إحالتها إلى الشرطة التي باشرت التحقيق بتكتم شديد.
شبكة دعارة
وفي الأيام الأخيرة، عادت القضية لتنفجر مجددا، وبصورة اكثر قوة عندما اعلنت حارسة سابقة في السجن أنها تعرضت للاغتصاب عدة مرات من أسير فلسطيني محكوم بالسجن المؤبد، خلال عملها.كحارس من 2014 إلى 2017.
وقالت المرأة التي اشير اليها باسم "هيلا"، انها واحدة من خمس حارسات في السجن تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل الأسير محمد عطالله في سجن جلبوع. مشير الى شبكة دعارة يديرها ضباط في السجن "مقابل معلومات وأموال".
وقالت انه جرى إرسالها للعمل في هذا السجن من قبل الجيش عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها.
وحسب روايتها، فإن الأسير عطالله 43 عاماً، كان حينها مسيطرا وبمثابة حاكم بأمره في السجن، ويحظى بمعاملة خاصة مكافأة له على تعاونه وتجسسه على رفاقه الأسرى، وأيضا بسبب امتلاكه معلومات محرجة" عن مسؤولين في السجن
وقد بلغ نفوذه، وفقاً لروايتها، حد أن يطلب من الضباط المسؤولين أن يجلبوها إلى غرفته لحراسته، حيث تحرش بها ثم صار يغتصبها. وقالت هيلا "الكل عرف. كان الجميع صامتين. كان الجميع خائفين".
واضافت "لقد سلمني قادتي، وأفراد طاقمي، الذين اعتقدت أنهم من المفترض أن يحرسوني ، إلى أيدي ذلك الإرهابي. لقد ساعد الجميع ، وكان الجميع يعلم ، وكان الجميع صامتين وكان الجميع جزءًا من هذه الحملة القاسية من الإساءة".
وتابعت قائلة : ‘منذ تسريحي من الجيش الإسرائيلي ، عانيت لسنوات من انهيار عصبي. أنا أعالج بشكل مكثف عدة مرات في الأسبوع. لا أمتلك القوة العقلية اللازمة لشخص عادي ليخرج من الفراش في الصباح ليوم روتيني ومفيد ومفيد.