صراع القوى داخل فتح يهدد وحدة الشعب الفلسطيني

تاريخ النشر: 03 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

في تحليل لوكالة الصحافة الفرنسية، اعتبر محللون سياسيون ان اغتيال الصحافي الفلسطيني خليل الزبن الذي كان يشغل ايضا منصب مستشار للرئيس ياسر عرفات فجر الثلاثاء جاء في سياق صراع القوى الداخلية في حركة فتح ونتيجة لحالة الانفلات الامني.  

وقتل خليل الزبن (59 عاما) برصاص مسلحين مجهولين عندما كان يغادر مكتبه فجر الثلاثاء في مدينة غزة، وهو من كوادر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عرفات وتقلد مناصب عدة في مكتب الرئيس الفلسطيني.  

وقد وقعت في الاونة الاخيرة عدة حوادث اعتداء بالاسلحة النارية على مقربين من الرئيس ياسر عرفات او مسؤولين في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال اياد السراج احد المحللين السياسيين الفلسطينيين "واضح ان ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة من اعتداءات انما يعكس صراعا قويا داخل حركة فتح وصراعا بين الاجنحة تحاول الاسلحة حسمه".  

وراى السراج ان الصراع "يعكس المواجهة بين الحرس القديم المتمثل بالرئيس ياسر عرفات واللجنة المركزية ومن حوله وبين الحرس الجديد ممثلين بوزير شؤون الامن السابق العقيد محمد دحلان ومن حوله".  

وقد بدات الصراعات تطفو على السطح ولا سيما في شهر شباط/فبراير الماضي، فقد تعرض مكتب ابراهيم ابو النجا نائب رئيس المجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني في خان يونس جنوب قطاع غزة في التاسع عشر من شباط/فبراير الى اطلاق نار وقام مسلحون بتحطيم الاثاث في داخله دون ان يصاب ابو النجا نفسه باذى .  

وقبل ذلك بيوم واحد فتح مسلحون فلسطينيون النار في مطعم بجنين بالضفة الغربية وطردوا وزير الصحة الفلسطيني جواد الطيبي.  

وفي الخامس من الشهر نفسه نجا قائد الشرطة الفلسطينية اللواء غازي الجبالي من محاولة اغتيال تعرض لها على ايدي مسلحين هاجموا مكتبه في غزة واسفرت عن مقتل شرطي.  

وكان مسلحون قاموا باقتحام مبنى الارسال التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية في مدينة خان يونس نهاية شباط/فبراير بعد اربعة ايام من قيام مسلحين خرين بمحاصرة واقتحام مقر سلطة الاراضي بغزة محدثين حالة من الرعب والفوضي.  

كما تعرض مسلحون على معبر رفح لرمزي خوري مدير مكتب الرئيس ياسر عرفات واقتادوه عنوة بعد ان اطلقوا النار في الهواء ليرافقهم لرؤية الدمار في مخيم رفح على الحدود المصرية بحسب مصادر امنية.  

وقال السراج "هذه الصراعات ما زالت في البداية ولكنها ستزداد، وما يسكت هذه الاجنحة الان هو ان الرئيس عرفات حي يرزق، وسيخرج الصراع بشكل حاد الى النور بعد غياب عرفات".  

ومن جهته راى المحلل السياسي علي الجرباوي "ان الاحداث التي تجري هي نتيجة فلتان امني وخلافات داخلية".  

واشار الجرباوي الى "ان مسعى الاسرائيليين لضرب السلطة والقيادة الفلسطينية من خلال حصارهم ادى الى ظهور قوى محلية تتصرف وفق مصالحها".  

وقال امين عام الرئاسةالطيب عبد الرحيم اثناء تشيع الزبن "هذه رسالة واضحة للجميع (..) وبالتالي لابد ان يقف الجميع وقفة للدفاع عن المشروع الوطني ووقفة في وجه المحاولات التى تريد العبث من الداخل" (في اشارة الى اقطاب الصراع).  

وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اكد الاثنين على ضرورة "ان تقوم الاجهزة الامنية بايقاف ومحاسبة كل الافراد او الجهات التي تتصرف بعيدا عن سياق القانون وتلحق الاضرار بشعبنا وسلطتنا".  

وكانت حركة فتح الحركة التي تشكل العمود الفقري للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير عقدت اجتماعا لمجلسها الثوري بعد ان تعرضت لضغوطات داخلية وخارجية بالاصلاح في مدينة رام الله الاسبوع الماضي وشهدت الاجتماعات صعوبات تتعلق بالتحضير لعقد مؤتمر عام للحركة.  

وقال مشاركون ان خلافات وقعت خلال الاجتماع بين الرئيس ياسر عرفات واللواء نصر يوسف، بسبب مقاطعة الثاني لعرفات حينما تحدث عن قوات الامن الفلسطيني في الخارج، حيث قال يوسف انه لا يوجد قوات فلسطينية في الخارج، الامر الذي اثار حفيظة عرفات ضده فرشقه بالميكروفون.  

وخلال الاشهر الماضية اطلقت "قذيفة ار بي جي على مكتب اللواء موسى عرفات رئيس شرطة الاستخبارات العسكرية الفلسطينية وهو (ابن عم الرئيس ياسر عرفات) لكنها اخطاته. كما ادى انفجار غامض في 24 تموز/ يوليو الى اصابة 13 شخصا بجروح بينهم محتجزون مدنيون بالقرب من مقر اللواء عرفات.  

وقتل شقيق غسان الشكعة رئيس بلدية نابلس كبرى مدن الضفة الغربية واحد المقربين البارزين من الرئيس عرفات بيد مسلحين في 25 تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت مصادر امنية ان غسان الشكعة "هو المستهدف".  

واعلن الشكعه استقالته في الشهر الماضي بسبب التدهور الامني والاجتماعي في المدينة. وقال "ان مجتمعنا مدمر والاحتلال الاسرائيلي ليس السبب الوحيد لهذا الدمار" مشددا على انه لا يريد ان يكون "شريكا او شاهدا" عاجزا على هذا الوضع.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن