أغرق مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الاثنين في عملية تفجير في بيروت، لبنان في حالة من الصدمة والتساؤلات حول مصير البلاد.
وحول الانفجار الرهيب بلمح البصر، المنطقة الواقعة على شاطئ البحر وتضم عدة فنادق فخمة الى ساحة معركة.
وذكر "تلفزيون لبنان" الرسمي ان اكثر من 350 كيلوغراما من المواد المتفجرة استخدمت في الاعتداء الذي ادى الى مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق وتسعة اشخاص آخرين.
ووقع الانفجار الناجم على الارجح عن سيارة مفخخة قرابة الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (الساعة 11.00 ت.غ.) في منطقة تشهد حركة كبيرة في هذا الوقت من النهار مخلفا وراءه جثثا متفحمة وسيارات محترقة واضرارا جسيمة.
وانهارت جدران مبان كليا وتحطم زجاج الابنية على بعد كيلومتر في حين ارتفعت السنة النار ومنعت الناس من الاقتراب من الضحايا في السيارات المتفحمة.
وافرغت الفنادق الكبرى الواقعة على شاطئ البحر مثل فندق فينيسيا من نزلائها الذين غادروا في حالة من الذعر مع حقائبهم متجهين الى المطار على ما افاد مصورو وكالة فرانس برس.
وتداول شهود عيان اولا نبأ تعرض الحريري لاعتداء . فقد اكد ضابط في الشرطة في المكان "موكب الحريري هو المستهدف. كان في احدى السيارات التي تفحمت. لقد مات بالتأكيد".
واغلقت المتاجر على الفور ابوابها وخلت الشوارع من المارة. وفي شارع الحمراء التجاري قال تاجر باكيا وهو يزيل شظايا الزجاج الذي تحطم "الحريري مات ومصير البلاد بات غير مؤكد".
وفي صيدا مسقط رأس الحريري (40 كلم جنوب بيروت) نزل مئات الاشخاص الى الشوارع واحرقوا الاطارات وسدوا الطريق الساحلية المؤدية الى العاصمة.
وفي مستشفى الجامعة الاميركية التي نقلت اليها الجثث المتفحمة ونحو مئة جريح، راح عشرات الاشخاص يبكون ويصبون غضبهم على المصورين محطمين آلات التصوير التي كانوا يحملونها.
ويقول رجل تملكه الغضب "انها مؤامرة محاكة ضد السنة لان الحريري الشخص الوحيد الذي كان قادرا على حمايتهم".
ويصيح اخر وهو يرطم صدره "مات الحريري الرجل المحب للسلام رجل اعادة اعمار لبنان".
ويؤكد رجل مسن يعصره الالم "الحريري مات. لن يستمر لبنان. سيتشرذم الى كانتونات طائفية. كان الضامن الوحيد للوحدة الوطنية".
واعتبر الوزير السابق والنائب الحالي المسيحي المعارض بطرس حرب ان مقتل الحريري يفتح الباب على مرحلة من الشكوك لا يمكن تجاوزها الا اذا تضامن اللبنانيون.
اما المرجع محمد حسين فضل الله فدعا اللبنانيين في بيان الى "الوحدة والتضامن لاننا نمر في اخطر مرحلة وفي اصعب الظروف وفي اوضاع تقبل فيها المنطقة على كثير من الاهتزازات. وعلينا ان نحرص على الوحدة الداخلية (...) قبل ان يقضي حريق المنطقة على الاخضر واليابس من وضع لبنان اقتصاديا وسياسيا وحتى امنيا".
ويتوجه مئات الاشخاص وهم يبكون ويرطمون صدورهم الى منزل رفيق الحريري في بيروت.
ودعا رئيس الجمهورية اميل لحود الى اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع الذي يضم عدة وزراء ومسؤولي الاجهزة الامنية المختلفة للبحث في انعكاسات هذا الاعتداء.
ونعت عائلة الحريري "الى الشعب اللبناني شهيد الوحدة الوطنية" في بيان دعت فيه انصاره الى الهدوء.