امريكا تشهد صباح هذا اليوم انفلات امني داخل ولايتها بسبب التفرقة العنصرية في البلاد وذلك في اعقاب مقتل عدد من المواطنين السود على ايدي رجال الشرطة البيض
وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية حالة من الانقسام الشديد، فجّرته الأحداث الدموية فى مدينة دالاس بولاية تكساس، الأسبوع الماضى، والتى راح ضحيتها 5 ضباط شرطة، قتلوا على يد قناص أسود، على ما يبدو انتقامًا لاثنين من المواطنين السود على يد الشرطة فى ولايتى لويزيانا ومينيسوتا، ما أدى لنشوب مظاهرات احتجاجية على نطاق واسع.
ويسعى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، خلال الفترة المتبقية من ولايته التى تنتهى رسمياً فى يناير المقبل، إلى معالجة عدد من القضايا الملحّة التى فجّرتها مجدداً تلك الأحداث، التى اعتبرها مراقبون ومحللون ووسائل إعلام أمريكية أنها تضع البلاد على حافة الهاوية.
ومن بين أبرز تلك القضايا تأجج التوترات العِرقية، واستخدام الشرطة للقوة المميتة ضد السود، وكيفية إنفاذ القانون، وانتشار السلاح وحرية امتلاكه على نطاق واسع.
ومن المقرر أن يجتمع أوباما، اليوم، فى البيت الأبيض مع ممثلين من قوات الأمن وناشطين فى مجال الحقوق المدنية وأساتذة جامعيين ونواب محليين لإيجاد ما وصفه بـ«حلول ملموسة»، للتصدى لأجواء الخوف وانعدام الثقة المتفشية فى فئات عدة من المجتمع.
كان الرئيس الأمريكى التقى وبايدن، الإثنين، مع قادة الشرطة من جميع الرتب لمناقشة اعتماد سلسلة من الإصلاحات التى صِيغت من قبل مجموعة عمل داخل البيت الأبيض حول كيفية استعادة الثقة بين ضباط الشرطة وأفراد المجتمع.
وشارك أوباما، الثلاثاء، عائلات الضباط وإدارة شرطة دالاس وعددًا من المسؤولين الحاليين والسابقين، وشخصيات عامة، ومواطنين، فى حفل تكريم الضحايا والصلاة على أرواحهم بإحدى الكنائس.
والتقى أوباما، بمشاركة زوجته، عائلات الضحايا، حيث قدم لهم التعازى، متمنياً الشفاء العاجل للضباط التسعة المصابين فى نفس الحادث، وأكد لعائلات الضحايا أنهم قتلوا أثناء تأديتهم لواجبهم فى الدفاع عن كل مواطن أمريكى، كما شهد حفل التأبين إلقاء كلمات من جانب الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، ورئيس بلدية نيويورك، مايكل رولينجز، وقائد شرطة دالاس، ديفيد براون، كما شملت الصلاة أيضًا كلمات من قس أمريكى من أصل أفريقى، وإمام مسلم، وحاخام يهودى.
وبينما تعيش البلاد حالة صدمة بعد أحداث دالاس، أبدى سكان مدينة دالاس تعاطفًا غير مسبوق مع شرطتهم المحلية التى تعرضت للهجوم.
وتوقع المحلل السياسي قدري سعيد ازدياد وتصاعد حدة التوتر بين البيض والسود في الولايات الأمريكية بسبب الممارسات الأخيرة للشرطة الأمريكية ضد المواطنين السود .
وأوضح سعيد لـموقع "عين اليوم" أن أمريكا تواجه تحديا صعبا منذ قتل الشرطة عددا من الأمريكيين من أصل أفريقي في أكثر من ولاية .
وخشي المحلل السياسي اندلاع فتنة عنصرية بين البيض والسود بعد حالة الاحتقان التي تسود الشارع الأمريكي والذي لا يمكن تهدئته بسهولة .
وقال إن هناك العديد من الإحصاءات التي توضح أن نسبة البطالة بين السود هي أكثر من ضعفي نسبتها بين البيض بالإضافة إلى أن نسبة توظيف المتعلمين من السود مقارنة بالبيض هي 25% كذلك، فإن السود يعاقبون بفترات حبس أطول من البيض لنفس الجريمة المرتكبة. وأكثر من 70% من عائلات السود تعيش تحت خط الفقر.
ولفت إلى أن صبر المواطنين الأمريكيين من أصل أفريقي نفد، وعلى الحكومة الأمريكية أن تغير سياسة التمييز العنصري التي تتبعها وتنفيذ شعارات حقوق الإنسان على أرض الواقع وأن تتوقف عن إسداء النصح للآخرين والالتفات إلى الداخل الأمريكي للحفاظ على وحدة المجتمع الأمريكي ومنع الفتنة لأنها تشكل قنبلة موقوتة تنفجر في أي وقت.
يذكر أن يوم الجمعة الماضية شهد مقتل خمسة من رجال الشرطة، وإصابة أكثر من ستة آخرين ومدني بجروح في مدينة دالاس الأمريكية خلال تبادل إطلاق النار مع قناص في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في زيارة عمل إلى بولندا، كما أتت تلك الأحداث على خلفية قتل الشرطة الأمريكية اثنين من المواطنين السود .