اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء، سقوط شهيد اخر في جنين، ما يرفع الى 11 عدد الشهداء في المدينة ومخيمها حيث يشن الجيش الاسرائيلي لليوم الثاني على التوالي عملية هي الاوسع منذ عشرين عاما.
وقالت الوزارة في بيان ان الشاب عبد الرحمن حسن صعابنة من قرية فحمة، استشهد متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في جنين.
وقتل الجيش الاسرائيلي الاثنين، 8 فلسطينيين في عملية توغل في المدينة ومخيمها حشد لها اكثر من الف جندي واستخدم خلالها طائرات مسيرة واليات عسكرية مجنزرة. كما فقد سقط شهيد تاسع في رام الله والبيرة اثناء تظاهرة خرجت تضامنا مع جنين.
وعثر صباح الثلاثاء على جثمان شهيد في جنين، ليرتفع بذلك اجمالي عدد الشهداء الى 11، اضافة الى اكثر من 100 جريح بينهم 20 في حال الخطر.
وواصل طيران الجيش الإسرائيلي غاراته على مخيم جنين الثلاثاء، مستهدفا حارة الدمج التي تصاعدت فيها أعمدة الدخان. كما تسمع بين الحين والاخر اصوات انفجارات في المخيم.
"لن يكون لمرة واحدة"
ومساء الاثنين، ارغم جيش الاحتلال الاسرائيلي الاف الفلسطينيين على مغادرة منازلهم في مخيم جنين تحت طائلة استهدافهم في حال بقائهم فيها، وذلك في تكرار لذات الاسلوب الذي انتهجته ابان نكبة عام 1948.
ونقل "التلفزيون العربي" عن عدد من اهالي المخيم قولهم ان الجيش الاسرائيلي اجبرهم بالقوة على الخروج من منازلهم و"هددت باستهدافها".
وأضافوا ان الجنود الاسرائيليين قاموا بالفعل باطلاق النار على منازلهم لتاكيد جدية تهديده باستهدافها دون مراعاة لوجود اطفال ونساء وشيوخ فيها.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة تقييم بمشاركة كبار القادة العسكريين الثلاثاء، ان العملية التي يشنها الجيش نجحت في تدمير البنى التحتية للمسلحين في جنين ومنعت العديد من العمليات التي كانت ستستهدف اسرائيليين.
وأضاف نتنياهو بحسب بيان لمكتبه، ان الجيش يواصل الان هذه المهمة، متوعدا بان لا تكون العملية الواسعة التي يشنها في جنين هي الاخيرة.
وقال ان اسرائيل ستواصل عمليتها في جنين "طالما كان ذلك ضروريا"، وذلك حتى لا تعود المدينة "ملجأ للإرهاب".
وفي اشارة الى عملية الدهس التي نفذها فلسطيني في تل ابيب واسفرت عن اصابة 7 اسرائيليين قبل ان يستشهد، فقد شدد نتنياهو على ان مثل هذا الهجوم لن يردع حكومته المتطرفة عن مواصلة حربها "ضد الارهاب".
"احترام أرواح المدنيين"
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اسرائيل في بيان الثلاثاء، بضمان وصول الاهالي في جنين إلى الخدمات الصحية والمأوى والغذاء والمياه دون عوائق، و"احترام أرواح المدنيين وممتلكاتهم وحمايتها".
وعبّرت اللجنة في البيان عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف المسلح في جنين، والذي يشكل خطرًا على الأرواح والمنازل والخدمات والبنية التحتية في المدينة.
وكان الجيش الاسرائيلي كثف في الاشهر الماضية هجماته التي تستهدف جنين مع تزايد عمليات المقاومة ضد جنوده وكذلك المستوطنين الذين تصاعدت اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية بصورة غير مسبوقة.
وفي اول تعليق له على العدوان الاسرائيلي على جنين قال البيت الأبيض انه يراقب الوضع، مع تاكيده دعمه ما قال انه حقّ اسرائيل في الدفاع عن نفسها.
كان الجيش الاسرائيلي قال في وقت سابق انه قصف "مركز عمليّات مشتركة" قال انها تمثل مركز قيادة "كتيبة جنين" التي شكلها مقاومون ينتمون الى فصائل مختلفة قبل اكثر من عامين.
ومن ضمن الاهداف الاخرى التي قال الجيش الاسرائيلي انه قام بقصفها "موقع للمراقبة والاستطلاع" ومخزن اسلحة ومخبأ لمقاومين قاموا بشن هجمات استهدفت اسرائيليين في الاشهر القليلة الماضية.