شهيد..واولمرت يلمح للتخلي عن احياء بالقدس غداة اول اجتماع اسرائيلي للتخطيط للانسحاب من غزة

تاريخ النشر: 09 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

استشهد فلسطيني قرب بيت حانون شمال قطاع غزة، بينما اعلن ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الدولة العبرية قد تسلم الفلسطينيين يوما السيطرة على 6 احياء عربية في القدس الشرقية. وتزامنت هذه التصريحات مع عقد لجنة حكومية اسرائيلية اول اجتماع لبحث اليات الانسحاب من غزة. 

استشهد فلسطيني وجرح عدد اخر خلال توغل اسرائيلي قرب بيت حانون شمال قطاع غزة، وتزامن هذا التصعيد مع عقد لجنة حكومية اسرائيلية مكلفة الاعداد للانسحاب من القطاع اول اجتماع للنظر في كيفية تعويض واعادة توطين المستوطنين الذين تعهدوا بمقاومة اجلائهم. 

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان الفلسطيني وليد عاشور استشهد واصيب عدد آخر خلال عملية توغل قامت بها قوات الاحتلال في جنوب شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. 

وذكرت مديرية الأمن العام في قطاع غزة في وقت سابق ان قوات الاحتلال توغلت في البلدة، واحتلت أحد المنازل فيها. 

وقال متحدث باسم المديرية، أن قوة عسكرية إسرائيلية، توغلت جنوب شرق البلدة وتقدمت باتجاه المدرسة الزراعية، تحت وابل كثيف من إطلاق النار وقذائف المدفعية. 

وذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال حاصرت أحد المنازل قبل أن تقتحمه وتعتلي سطحه.  

من جهة اخرى، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا في قرية دير قديس غربي محافظة رام الله والبيرة بعد اقتحام للقرية ومداهمة منزله. 

وذكر شهود عيان أن وحدات معززة من جيش الاحتلال يرافقها ضباط من المخابرات الإسرائيلية حاصرت منزل الشاب محمد محمود ناصر(20سنة)، واعتقلته دون ذكر الاسباب ونقلته الى جهة غير معلومة، وتبين لاحقاً أن المعتقل طالب في جامعة بيرزيت.  

كما اعتقلت قوة اسرائيلية ثلاثة فلسطينيين في مدينة الخليل. 

وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت عمليات دهم وتفتيش في عدد من أحياء المدينة، تركزت في أحياء واد الهرية، وقب الجانب، واعتقلت سليمان محمد سليمان الحريزات (22 عاماً) وشاهر مازن راشد أبو قويدر (21 عاماً) وعماد صادق حسين يزوخ (34عاماً) واقتادتهم إلى جهة مجهولة. 

وفي سياق متصل، توغلت قوات اسرائيلية في مدينة بيت جالا. وأفاد شهود عيان، أن جنود الاحتلال المدعومين بعدة آليات عسكرية، شنوا حملة تفتيش طالت منازل المواطنين، حيث تم على إثرها اعتقال الشاب "زياد نمر أبو ياس (16 عاماً) واقتياده إلى جهة مجهولة. 

كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان في بلدة الخضر وقرية جورة الشمعة جنوب بيت لحم بعد دهم منازلهم والعبث بها. 

وقالت مصادر إن من بين المعتقلين اثنين من بلدة الخضر هما: أحمد حسين صلاح (20 عاماً) وحمزة مصطفى حسن صلاح (21 عاماً) أما الآخر فهو محمود سالم حسين عيد من جورة الشمعة. 

اولمرت يلمح لتسليم احياء بالقدس للفلسطينيين 

الى ذلك، قال ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون الاربعاء في تصريحات منشورة قد تشير لتحول سياسي كبير ان اسرائيل قد تسلم الفلسطينيين يوما ما السيطرة على ستة أحياء عربية في القدس الشرقية. 

وصرح أولمرت لصحيفة جيروزاليم بوست بأنه قد يتم تسليم السيطرة على تلك الاحياء للفلسطينيين لكنه لم يقل بموجب أي شروط وبخاصة ما اذا كان ذلك سيتم في اطار اتفاق للسلام في المستقبل أم لا. 

وقال "القدس عزيزة علي لكن على المرء ألا يغيب عنه التقييم النسبي للامور فيما يخص المناطق الخارجية التي لا حاجة لنا بها." 

وتشير تصريحات أولمرت الى تحول كبير نظرا لانه هو وشارون يصران دائما على ضرورة احتفاظ اسرائيل بالسيطرة على المدينة بأكملها وهو نفس رأي المستوطنين اليهود وغيرهم من المتشددين الاسرائيليين. 

ولم يتضح ما اذا كان اولمرت وهو رئيس سابق لبلدية القدس يعبر عن ارائه الشخصية ام يتحدث باسم حزب ليكود اليميني الذي يراسه شارون. وكثيرا ما اغضب اعضاء الحزب بمجاهرته باراء تتعارض في كثير من الاحيان مع مواقف الحزب. 

وكانت اسرائيل قد ضمت القدس الشرقية بعد الاستيلاء عليها في حرب 1967 الى جانب الضفة الغربية وغزة. ولا يعترف المجتمع الدولي بادعاء اسرائيل بشأن القدس الشرقية التي يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية. 

اول اجتماع اسرائيلي للتخطيط للانسحاب من غزة  

هذا، وتزامنت تصريحات اولمرت مع عقد لجنة حكومية اسرائيلية اول اجتماع لبحث اليات الانسحاب من غزة. 

فقد اجتمعت لجنة حكومية اسرائيلية مكلفة بالاعداد للانسحاب من غزة الاربعاء للمرة الاولى للنظر في كيفية تعويض واعادة توطين المستوطنين اليهود الذين تعهدوا بمقاومة اجلائهم. 

ونقلت صحيفة اسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع مطالبته لاسرائيل باخلاء المواقع الاستيطانية المقامة دون ترخيص حكومي في الضفة الغربية دون تأخير لتوسيع نطاق خطة رئيس الوزراء ارييل شارون الخاصة "بفك الارتباط" مع الفلسطينيين. 

وردا على سؤال بشأن تلك التعليقات قال دبلوماسي أميركي في المنطقة "سأترك تلك التصريحات تتحدث عن نفسها. ليس ثمة سبب للشك في أن أحدا ما قال ذلك." 

وأسهمت الازمات التي تواجه ائتلاف شارون في تعقيد الصورة. وتقول مصادر قريبة من شارون انه عازف عن ازالة هذه المواقع الاستيطانية الان في الوقت الذي يواجه فيه ائتلافه خطر الانهيار مع احتمالات انسحاب حزب مشارك مؤيد للنشاط الاستيطاني من الائتلاف. 

ويتولى جيورا ايلاند رئيس مجلس الامن القومي قيادة اللجنة المسؤولة عن التخطيط للانسحاب من غزة والتي تضم مسؤولين كبار من وزارتي الدفاع والمالية ووزارات أخرى. 

وقال مكتب شارون في بيان ان اللجنة بدأت النظر في التحدي المتمثل في مليارات الدولارات اللازمة لتعويض واعادة توطين 7500 يهودي يعيشون الان في قطاع غزة في جيوب استيطانية معرضة لهجمات المسلحين بين 1.3 مليون فلسطيني يكتظ بهم القطاع. 

وأضاف البيان "طلب من الوزارات تسريع وتيرة العمليات من أجل تطبيق الجوانب المختلفة للخطة." 

وقال مصدر سياسي رفيع لرويترز "كان مجرد اجتماع أول ومجرد مناقشة عامة للقضايا لكنه يظهر أن شارون سيمضي قدما برغم مشاكل الائتلاف." 

وستخلي خطة شارون مستوطنات غزة الاحدى والعشرين وأربع مستوطنات من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية لكن شارون وافق في اطار تنازل لليمينيين المتشددين على الا يبدأ تطبيقها قبل مارس اذار عام 2005 وان يتم التطبيق على أربع مراحل يحتاج كل منها الى تصويت جديد في مجلس الوزراء. 

وأعرب منتقدون من المعارضة عن أسفهم بشأن الوقت الفاصل بين اقرارها وتطبيقها. وقالوا انه سيسمح بالمزيد من الهجمات من جانب المسلحين الفلسطينيين الذين يتوقون الى ادعاء الفضل لانفسهم في أي انسحاب تقوم به اسرائيل مما يعزز من موقف اليمينيين المصممين على تعطيل "فك الارتباط" بزعم أنه يعتبر "مكافأة للارهابيين". 

ونقلت صحيفة هاارتس عن المسؤول الاميركي الرفيع قوله ان خطة غزة فيما يبدو "في سبيلها الى البدء بداية طيبة". وقد تبناها البيت الابيض باعتبارها وسيلة لبعث الروح في "خارطة الطريق" نحو دولة فلسطينية. 

ونقلت هاارتس عن المسؤول قوله "/لكن/ اذا اتضح خلال الاشهر التسعة المقبلة أن اسرائيل لا تأخذ الامر بجدية فسيكون ذلك خطأ فادحا من شأنه التأثير على علاقات اسرائيل بدول كثيرة من بينها الولايات المتحدة." 

وقالت الصحيفة انه أضاف أن الوقت قد حان لكي تتحرك اسرائيل في اتجاه ازالة المواقع الاستيطانية غير المرخصة في الضفة الغربية التي تسبب احتكاكا مع الفلسطينيين على الرغم من التحديات القانونية التي يثيرها المستوطنون. وقال لهاارتس "ليس بامكانك التماس الاعذار طول الوقت." 

وقال أحد المقربين من شارون انه لم يتسلم أي رسائل من واشنطن خلال الايام الاخيرة بشأن قضايا الاستيطان. 

واضاف "شارون عازم كل العزم على تنفيذ هذه الالتزامات. لكن الوضع يتسم بالحساسية حاليا فيما يتعلق بالمواقع الاستيطانية. فشارون يحتاج الى تثبيت اركان الائتلاف وتجنب المزيد من اغضاب الحزب القومي الديني". 

وأضاف "في نهاية شهر تموز/يوليو ستبدأ عطلة البرلمان الصيفية لمدة ثلاثة أشهر وعندها يمكن لشارون أن يتحرك بسهولة أكبر في اتجاه ازالة المواقع الاستيطانية دون تهديدات يومية لحكومته." 

وكان شارون قد خسر أغلبيته في البرلمان بعد أن استقال ايفي ايتام وزير الاسكان ورئيس الحزب القومي الديني وكذلك نائب وزير من اعضاء الحزب من الحكومة احتجاجا على موافقة مجلس الوزراء من حيث المبدأ على الانسحاب من غزة. 

ولم ينج شارون من الانهيار الفوري لائتلافه الا عندما اختار النواب الاربعة الاخرون من الحزب القومي الديني البقاء في الائتلاف انتظارا لمناقشة داخل الحزب بشأن التوصل الى حل وسط يتيح بقاءه في الحكومة. 

وعلى الرغم من أن شارون لم يعد يسيطر الا على 59 مقعدا فقط من بين 120 مقعدا في الكنيست فقد قال اثنان من نواب المعارضة انهما لن يؤيدا حجب الثقة عن الحكومة في اي اقتراع بهذا الشان مما يساعد على بقائه في السلطة. 

وصرح مسؤول حكومي بان شارون سيتعين عليه اشراك حزب العمل في الحكومة بعد استقالة ايتام. وقال "الحكومة بتركيبتها الحالية لن تستمر في نهاية المطاف. سيتعين عليها ان تضم حزب العمل في نهاية الامر." الا انه لم يفصح عن الموعد الذي قد ينضم فيه حزب العمل الى الحكومة. 

 

وكان حزب العمل الذي يؤيد الانسحاب من اراض محتلة قد اشار الى انه قد ينقذ حكومة شارون من الانهيار بعد ان فقدت اغلبيتها البرلمانية. وقال معلقون ان من المرجح ان يوفر حزب العمل بزعامة السياسي المخضرم شمعون بيريس الدعم لشارون في الوقت الحالي في اي اقتراع على حجب الثقة عن حكومته لضمان مضي خطة الانسحاب من غزة قدما.—(البوابة)—(مصادر متعددة)