شهيدان من كتائب الاقصى بغزة وواشنطن مستعدة لبحث خطة شارون الاحادية

تاريخ النشر: 24 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

استشهد ناشطان من كتائب شهداء الاقصى شرق غزة،، فيما اعلنت اسرائيل ان الجدار "يمكن التراجع عنه" في اطار اتفاق مع السلطة. وقد تحدثت تقارير عن توجيه واشنطن، المستاءة من تجاهل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لرسائلها، "دعوة مفتوحة" اليه لزيارتها بهدف بحث خطتة للفصل الاحادي. 

افادت مصادر طبية فلسطينية ان فلسطينيين استشهدا صباح السبت برصاص الجنود الاسرائيليين في شرق مدينة غزة.  

ولاحقا، اوضحت المصادر ان الشهيدين ينتميان الى كتائب شهداء الاقصى، التابعة لحركة فتح، وهما اشرف نصر عبد الله المبيض (25 عاما)، وسمير محمد السكافي (23 عاما). 

وقال الجيش الاسرائيلي انه لم يعثر على اسلحة مع الشهيدين اللذين اصيبا بعدد كبير من الرصاصات في الوجه والاطراف، لدرجة جعلت التعرف عليهما عملية صعبة. 

واضاف ان ما تم العثور عليه معهما لم يتعد مناظير وهواتف متنقلة. 

واشار الجيش الى انه كان تلقى معلومات حول اعتزام فلسطنيين زرع عبوات ناسفة على طريق مؤدية الى كيبوتز ناحال عوز القريب من حدود غزة، وهي منطقة عسكرية محظورة. 

وقال ان الجنود رصدوا الشهيدين بعد هذا الانذار، وقاموا باطلاق الرصاص عليهما واردوهما. 

ولاحقا، قام الجيش الاسرائيلي بتسليم جثماني الشهيدين الى الفلسطينيين. 

من جهة ثانية، اعلن الجيش الإسرائيلي انه اعتقل الليلة الماضية، أربعة نشطاء من حركة فتح في منطقة نابلس.  

واوضحت مصادر عسكرية اسرائيلية ان ثلاثة من هؤلاء اعتقلوا في بلدة جبع الواقعة شمال مدينة نابلس، فيما اعتقل الرابع شرقي المدينة. 

شالوم: يمكن التراجع عن الجدار 

الى ذلك، اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الجمعة ان على الفلسطينيين العودة الى طاولة المفاوضات لان اسرائيل على استعداد للقيام بتعديلات على الجدار العازل الذي تبنيه في الضفة الغربية. 

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي في مقابلة مع وكالة الاسوشييتد برس ان "الجدار يمكن التراجع عنه". 

واشار شالوم الى ان اسرائيل تراجعت عن جدران على الحدود مع مصر والاردن ولبنان، ويمكن ان تفعل ذلك مجددا. 

وقال "اذا توصلنا الى اتفاق مع الفلسطينيين، واتفقنا مع بعضنا على ازالة الجدار، فهو قابل للازالة". 

واتمت اسرائيل الى الان بناء نحو ثلث الجدار الذي يمتد نحو 650 كيلومترا، وهي تتذرع بانها تشيده من اجل منع وصول فدائيين فلسطينيين الى مدنها، بينما يرى الفلسطينيون انه يلتهم اراضيهم، والهدف منه وضع حدود للدولة الفلسطينية من قبل الدولة العبرية، ودون مفاوضات. 

وقال شالوم انه ابلغ امين عام الامم المتحدة كوفي انان خلال لقائه معه الجمعة، باستعداد اسرائيل لازالة الجدار، لكنه اشار ايضا الى ان الجدار، قد نجح في تقليل عدد الهجمات داخل اسرائيل، ويجب ان يظل قائما خلال عملية التفاوض حتى لا يتم شن هجمات. 

وقال "الجدار يمكن العودة عنه. (لكن) حياة البشر لا يمكن اعادتها". 

وردا على سؤال حول ما اذا كانت اسرائيل مستعدة لنقل الجدار الى الوراء حيث حدود السادس من حزيران/يونيو 1967، قال شالوم "لن نكون بحاجة اليه بعد ذلك. نحن لا نحبذ هذا الجدار. لم نبن الجدار من 1967 وحتى 2002". 

واضاف ان الفلسطينيين اشترطوا القيام بتغييرات على الجدار قبل استئناف المفاوضات مع اسرائيل، لكن عليهم التحرك الان باتجاه طاولة المفاوضات لمناقشة الموضوع. 

وعلى اية حال، فان المسؤولين الفلسطينيين يريدون ضمانات، يتم تمريرها اليهم عبر الاميركيين، على انهم سيخرجون من اية محادثات ببعض التقدم على صعيد القضايا الرئيسية، مثل الجدار. 

وكما يقول شالوم، فان اسرائيل، وحتى بدون مفاوضات، مستعدة للقيام ببعض الخطوات. 

واوضح ان اسرائيل مستعدة لتفكيك مواقع استيطانية تم بناؤها بشكل "غير مشروع"، ولاحداث فتحات، وحتى انفاق، حتى يتمكن الفلسطينيون من التوجه الى اعمالهم في اسرائيل، او رعاية حقولهم التي فصلهم الجدار عنها. 

وقال "اسرائيل ترغب في استئناف المفاوضات فورا"، مضيفا "نحن الان ننتظر منذ ثلاثة اشهر لترتيب اول لقاء بين رئيس الوزراء ارييل شارون و(نظيره الفلسطيني احمد قريع) ابو علاء. لكن لسوء الحظ، ابو علاء لا يرغب في ترتيب هذا اللقاء الاول، والذي نعتقد انه سيعيد العملية السلمية الى مسارها". 

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد شكا بمرارة من الجدار وطالب بان تقوم اسرائيل بهدمه. لكنه مع ذلك لم يقم بوضع ذلك كشرط مسبق للقاء نظيره الاسرائيلي ارييل شارون. 

وقال قريع انه يريد ضمانات بان تنتج عن هذا اللقاء اجراءات تخفف على الفلسطينيين. ومثل هذه الاجراءات قد تتضمن تخفيف قيود التنقل او انسحاب اسرائيل من بعض المدن الفلسطينية. 

وقال شالوم "اطلب من الجميع ان يحثوا رئيس الوزراء ابو علاء على استئناف المفاوضات، لانني اؤمن انه من خلال المفاوضات، سيصبح تضييق الفجوة اكثر سهولة". 

توتر في العلاقات الاميركية-الاسرائيلية 

وفي سياق اخر، تحدثت تقارير عن توتر في العلاقات الاميركية -الاسرائيلية غداة اللقاء الذي عقده دوف فايسغلاس، مدير مكتب شارون مع مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس في واشنطن على خلفية تجاهل شارون رسائل الادارة الاميركية بشأن السياسة التي يتبعها في النزاع مع الفلسطينيين.  

وعلى رغم تقارير اسرائيلية عن لقاء ناجح لفايسغلاس ورايس، قال موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الانترنت ان " توترًا يشوب العلاقات بين البيت الأبيض وديوان شارون".  

ونقل عن مصادر اميركية قولها ان رايس تشعر بأن الرسائل التي توجهها هي وزملاؤها في الادارة الاميركية إلى المسؤولين الإسرائيليين لا تصل إلى شارون، أو أنها تصل إليه لكنه يتجاهلها.  

ورد مكتب شارون على هذه التصريحات معتبرا انها "في غاية السخافة ولا تعكس إطلاقا ما قيل في لقاء فايسغلاس ورايس". 

واكد مكتب شارون ان "رئيس الوزراء على اتصال مباشر بالبيت الأبيض، وعلاقاته مع البيت الأبيض ممتازة".  

واشار الى انه تقرر في اللقاء ترتيب اجتماع بين شارون وبوش في شهر شباط/فبراير المقبل.  

واكد مصدر رسمي اسرائيلي ان شارون تلقى "دعوة مفتوحة" لزيارة واشنطن والاجتماع مع بوش.  

وقال ان "هذه الزيارة يفترض ان تسمح خصوصا بتنسيق موقف البلدين من السياج الامني", في اشارة الى الجدار العازل.  

وقد بحث فايسغلاس ورايس في خطة الفصل الاسرائيلية من جانب واحد، وفي الجلسة القريبة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في قضية الجدار وقضايا اخرى.  

وقال موقع "يديعوت احرونوت" أن "الإدارة الأميركية تشعر بالإحباط لأن شارون لا يساعدهما على تهدئة الحلبة الإسرائيلية الفلسطينية، في الوقت الذي تنشغل في الحلبة العراقية".  

وتريد واشنطن من إسرائيل ايضا إزالة الحواجز من شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة, وفتح محاور الطرق بين المحافظات والمدن والمناطق الريفية، وتسهيل الظروف المعيشية للفلسطينيين.  

لكن السبب المعلن للغضب الأميركي على شارون هو "عدم وفاء شارون بالوعود الشخصية التي قطعها على نفسه أمام الرئيس بوش بإزالة البؤر الاستيطانية "التي تسميها اسرائيل غير مرخصة في الضفة والقطاع غزة.  

وفي ما يتعلق بالجدار، افادت مصادر أن واشنطن قررت عدم الاعتراف بصلاحية محكمة العدل الدولية للنظر في مسألة تعتبر سياسية وليست جنائية، ومن شأنها المس بخطة "خارطة الطريق" للسلام.  

وقالت ان واشنطن تعمل على تجنيد دول مختلفة كي ترسل وجهات نظر إلى المحكمة تعارض مناقشتها ملف الجدار.  

وفي مقابل الانتقادات لاسرائيل، حملت إدارة بوش السلطة الفلسطينية مسؤولية الفشل في تطبيق "خارطة الطريق". وفي هذا الاطار وجه نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج الاتهام الى رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع وقال انه "غير قادر أو غير راغب في اتخاذ أي مواقف حازمة في مسألة الأمن التي تصر عليها اسرائيل, الامر الذي يجعل الولايات المتحدة تواجه عراقيل في جهودها لتعزيز السلام". وحمل اسرائيل جانبا من المسؤولية لعدم تنازلها في ما يسميه "المسألة الامنية".—(البوابة)—(مصادر متعددة)