أجرت دراسة جديدة نُشرت في دورية علمية بعنوان "Resuscitation" تحقيقات مثيرة حول تجارب الأشخاص الذين اقتربوا من حافة الموت وتم إنقاذهم منها بفضل جهود الأطباء.
تم تنفيذ هذه الدراسة في عدة مستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وبلغاريا، حيث أُجريت التجارب داخل غرف العناية المركزة.
وكان بعض المرضى قد توقفت دقات قلوبهم واعتبروا "موتى" من الناحية الفنية قبل أن تتم محاولات إعادة الحياة إليهم.
النتائج كانت مدهشة، حيث أفاد الباحثون أن بعض الأشخاص الذين عاشوا هذه التجربة أخبروا عن تجارب خارقة شهدوها خلال سكرات الموت.
"الوعي الخفي"
واكتشف الأطباء وجود حالة تسمى "الوعي الخفي"، حيث شعر المرضى بانفصال أجسادهم عن أنفسهم، وكانوا قادرين على سماع ما يدور حولهم، بما في ذلك الأصوات والمحادثات للأطباء والممرضات.
الدكتور سام بارنيا، أحد الأطباء المشاركين في الدراسة، أوضح أن المرضى الذين تم إنقاذهم شعروا بتجارب غير عادية خلال سكرات الموت، وكانوا يتذكرون تفاصيل دقيقة، بما في ذلك رؤية مشاهد تشبه منازلهم أو مشاهد من مراحل حياتهم.
سكرات الموت
وقدمت الدراسة نتائج مذهلة تتعلق بتجارب الأشخاص الذين اقتربوا من الموت وتم إنقاذهم منه. ومن بين هذه النتائج، اكتشف الباحثون أن أدمغة بعض المرضى كانت مسطحة وظهرت فيها طفرات في نشاط الموجات الدماغية، بما في ذلك موجات "غاما" و"دلتا" و"ألفا" و"بيتا". وعندما تم سؤال الناجين عن تجاربهم خلال سكرات الموت، أبدوا شهادات مذهلة توضح ما يمكن أن يراه الإنسان في تلك اللحظات الغامضة.
من بين هذه الشهادات، قال أحد المرضى إنه شعر بانفصال جسده عنه وعدم القدرة على التحكم به، وعاش تجربة رؤية مشهد يشبه منزله ومراجعة شريط حياته قبل أن يُنقذ ويعود إلى الحياة. تلك الشهادات تثير تساؤلات حول طبيعة تجربة الإنسان في لحظات قبل الموت والوعي الذي يمكن أن يكون موجودًا خلالها.
انتقادات للدراسة
مع ذلك، تلقت الدراسة بعض الانتقادات من بعض الخبراء البارزين. اعتبر بعضهم أن هناك تضخيمًا في سرد ونقل تجارب المرضى، ورأوا أن الحديث عن الموجات الدماغية تم تضخيمه لزيادة جاذبية القصة. كما أشار بعض الباحثين إلى أن الدراسة لم تكن قادرة على مطابقة النشاط الكهربائي لحظة الاقتراب من الموت لدى بعض المرضى الذين لم يكونوا لديهم تذكر معرفي واضح.
رد الدكتور سام بارنيا على هذه الانتقادات كان بأن الأشخاص الذين يعيشون غالبًا ما يكون لديهم ذكريات متجزأة أو ينسون ما عاشوه بسبب التخدير الثقيل في وحدة العناية المركزة. وأوضح أن غياب السجل الواضح لا يعني بالضرورة غياب الوعي، وأن التجارب التي شهدها المرضى تتفاوت من حالة لأخرى.
نشاط الدماغ
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة قامت أيضًا بقياس نشاط الدماغ خلال هذه اللحظات الصعبة لمعرفة ما يحدث في رأس المرضى أثناء محاولات إنقاذهم وإعادة إحيائهم.
هذه النتائج تفتح نافذة على فهم أعمق لتجربة الإنسان قبل الموت، وتشير إلى أن هناك الكثير لم يُكتشف بعد في هذا المجال المعقد من العلم والطب.