تباهى بايدن بأن إدارته تضم شاذين جنسيا أكثر من أي إدارة سابقة، قائلا: "عندما تم انتخابي، وعدتكم أن إدارتي ستعكس شكل أميركا الحقيقي".
أوفى الرئيس الأميركي جو بايدن بوعد قطعه للشاذين جنسيا، إبان حملته الانتخابية، حيث وقع الاربعاء، أمرا تنفيذيا وصف بأنه "تاريخي" ومن شأنه تعزيز حمايتهم في وقت تحاول فيه عدة ولايات تمرير مجموعة من الإجراءات المناهضة لهم.
وجاء توقيع بايدن على القرار خلال احتفالية في البيت الابيض ضمت عائلات ومدافعين وأفرادا تأثروا بهذه الإجراءات التقييدية التي اتخذتها بعض الولايات ضد الشاذين جنسيا من مجتمع الميم (المثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً والمثليين وثنائيي الجنس) المعروف اختصارا ب LGBTQ .
ويحمي القرار الافراد الشاذين من علاج التحويل، وهي ممارسة محظورة في 20 ولاية على الأقل وفي واشنطن العاصمة، كما سيضع برامج لمعالجة أزمة الصحة العقلية للشباب المثليين ومنع الانتحار بين هذه الفئة من السكان من خلال توسيع الوصول إلى موارد الوقاية من الانتحار.
وقال موقع "اكسيوس" ان القرار الذي وصفه بانه "تاريخي" سيتم بموجبه اطلاق مبادرة جديدة "للتصدي للتمييز الذي يواجهه الأطفال والآباء في نظام الرعاية بالتبني"، ويوجه وزارة الصحة والخدمات الإنسانية لتطوير "قانون جديد لحماية حقوق كبار السن من مجتمع الميم".
وقال بايدن بعد توقيع القرار: "لا أحد يعرف أفضل من الأشخاص الموجودين في هذه الغرفة أنه لدينا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به"، مشيرا إلى أن "القرار الذي وقعته سيستخدم القوة الكاملة للحكومة الفيدرالية لمنع الممارسات اللاإنسانية للعلاج بالتحول".
ولفت إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الحكومة الفيدرالية برد منسق ضد هذه الممارسة الخطيرة وغير المصداقية"، معتبرا "أننا في معركة من أجل روح هذه الأمة.. إنها معركة أعلم أننا سنفوز بها".
اعتقال 14 شابا وفتاة خلال مداهمة حفل شواذ بالاردن
كما تفاخر بايدن بأن إدارته تضم شاذين جنسيا أكثر من أي إداراة سابقة، قائلا: "عندما تم انتخابي، وعدتكم أن إدارتي ستعكس شكل أمريكا الحقيقي".
ثقل انتخابي
في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أصبح بايدن أول رئيس منتخب في تاريخ الولايات المتّحدة يوجّه في خطاب إعلان النصر شكراً إلى الشاذين جنسياً الذين باتوا يشكلون ثقلا انتخابيا لا يستهان به ويسعى المرشحون للمناصب السياسية الى الفوز به بكل الوسائل.
وفي آخر اقتراع رئاسي، كشفت الأرقام أن نحو تسعة ملايين من البالغين ممن يحق لهم التصويت هم من المثليين. أما نصفهم تقريبا فينتمون للديمقراطيين، و١٥٪ ينتمون للجمهوريين و٢٢٪ مستقلون. وهؤلاء.

ووجد استطلاع بمشاركة 800 شخص من مجتمع الشواذ بواسطة "باثفايندر أوبينيون ريسرش" ، أن 93٪ من المشاركين الذين أفادوا بأنهم ناخبون مسجلون قالوا إنهم صوتوا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
ومن بين جميع الناخبين من المثليين، صوت 81٪ للرئيس المنتخب بايدن و 14٪ للرئيس ترامب.
ولهذه النتائج تداعياتها السياسية، اذ أصبح مجتمع المثليين أحد الفئات الهامة المؤيدة للرئيس بايدن وللحزب الديمقراطي بصفة عامة، ومن ثم يحرص الرئيس الديمقراطي بين الحين والأخر على خطب ودهم وإبقاء دعمهم لصفه.
جواز سفر "X"
وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي، كشفت وزارة الخارجية الاميركية عن أول جواز سفر خاص بالمثليين وثنائيي الجنس، سيحمل ختم "X" وسيكون متاحا للراغبين في الحصول عليه اعتبارا من مطلع العام المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس "أصدرت وزارة الخارجية أول جواز سفر أمريكي بختم جنس" X ".. نتطلع إلى تقديمه لأي شخص يتقدم بطلب للحصول على جواز سفر بمجرد استكمال النظام المطلوب وتحديث النموذج في أوائل عام 2022".

وأضاف ان "الجواز سيكون للأشخاص المثليين وثنائيي الجنس وغير المتطابقين الذين يتقدمون بطلب للحصول على جواز سفر أمريكي أو وثائق الميلاد لمن يولدون خارج الولايات المتحدة".
شيخ الأزهر يندد بمحاولات الغرب نشر الشذوذ الجنسي بالمجتمعات الشرقية
ووفقا له، "تواصل الوزارة العمل عن كثب مع الوكالات الحكومية الأمريكية الأخرى لضمان السفر الأكثر راحة لجميع حاملي جوازات السفر، بغض النظر عن جنسهم".
المبعوثة الدبلوماسية الأميركية الخاصة بحقوق مجتمع الميم، جيسيكا ستيرن، قالت إن هذه التحركات "تاريخية واحتفالية".
وأضافت أنها "تجعل الوثائق الحكومية تتماشى مع الواقع المعاش المتمثل في أن هناك طيفا أوسع من الخصائص الجنسية للإنسان.
وأشارت ستيرن "عندما يحصل شخص ما على وثائق هوية تعكس هويته الحقيقية، فإنه يعيش بكرامة واحترام أكبر".
مجتمع الميم
بحسب ما تراه الامم المتحدة، فإن "المواقف المتأصلة في رهاب المثلية الجنسية والمتحولين جنسيًا، والتي غالبًا ما تقترن بنقص الحماية القانونية الكافية ضد التمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية الجنسية، تكشف عن أن العديد من (الشاذين جنسيا) من جميع الأعمار والأشخاص في كل مناطق العالم يعانون انتهاكات صارخة لحقوقهم الإنسانية".

وتضيف ان "التقاطع مع التمييز العنصري، على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الإثني، يجعل الأشخاص من مجتمع الميم أكثر عرضة للتمييز والعنف بدافع الكراهية. وتعترف العديد من الصكوك الدولية وآليات حقوق الإنسان صراحةً بتأثير الأشكال المتداخلة للتمييز على التمتع بحقوق الإنسان".
وتؤكد الامم المتحدة ان الشاذين جنسيا يتعرضون للتمييز "في سوق العمل وفي المدارس والمستشفيات، ويتعرضون لسوء المعاملة والتبرؤ من قبل أسرهم. يتعرضون للاعتداء الجسدي - الضرب والاعتداء الجنسي والتعذيب والقتل".
وتشير كذلك الى ان "التمييز والعنف بدافع الكراهية ضد الأشخاص من مجتمع الميم منتشر ووحشي وغالبًا ما يتم ارتكابه مع الإفلات من العقاب، بل إنه أسوأ بالنسبة لأولئك الذين ينتمون إلى مجتمعات عنصرية. كما أنهم ضحايا التعذيب وسوء المعاملة ، بما في ذلك في الحجز والعيادات والمستشفيات".
في حوالي 77 دولة ، تجرم القوانين التمييزية العلاقات الجنسية المثلية الخاصة بالتراضي - وتعريض الأفراد لخطر الاعتقال والمحاكمة والسجن - حتى ، في خمس دول على الأقل ، عقوبة الإعدام، بحسب الامم المتحدة.