سكان قضاء حديثة بين مطرقة الجوع وسندان قصف داعش

تاريخ النشر: 14 يونيو 2015 - 08:08 GMT
البوابة
البوابة

يعيش أهالي قضاء حديثة غرب محافظة الأنبار أوضاعا كارثية، بسبب الحصار المفروض عليها من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لأكثر من ثمانية أشهر، وما زاد من الوضع الإنساني تدهوراً هو وجود الآلاف من العوائل ممن يتضورون جوعاً, بالتزمن مع قصف تنظيم الدولة لذلك القضاء بقذائف الهاون، والمدافع الثقيلة لانهاك القوات الأمنية وأبناء العشائر من الصحوات، وسعياً منه لإحكام السيطرة عليه من أجل ضمه لمدينة الرمادي.

شهود عيان أكدوا أن مدينة حديثة تشهد انهياراً أمنياً في بعض خطوط الصد أمام ضربات مقاتلي التنظيم نتيجة عدم وصول تعزيزات عسكرية، ونفاذ الذخيرة للمقاتلين، ويقابلها ضعف الإسناد الجوي من قبل طيران التحالف الدولي, فضلاً عن أن مئات العائلات باتت محاصرة داخل المنازل, ويحاولون النزوح إلى المناطق القريبة جراء تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية ونفاذ المؤون والغذائية من المنازل والأسواق.

وقال عبد الرحمن من قبيلة الجواعنة في حديثة لـ “القدس العربي” أن الأهالي مازالوا يعانون من شح الأدوية، والوقود، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مع غياب التيار الكهربائي وتدهور الواقع الصحي، وانتشار الأمراض الوبائية بين السكان خاصة الأطفال.

وأضاف قائلاً: “إن المناشدات مستمرة من جانب السكان الذين يطالبون قائد عمليات الجزيرة والبادية بالسماح لهم بالخروج من حديثة، أو نقلهم جوا في الطائرات خارج الأنبار قبل حدوث مجازر جماعية يرتكبها التنظيم بحقهم، إذا ما تمكن من السيطرة على القضاء واتخاذ النساء والأطفال دروعا بشرية”.

وأكد عبد الرحمن أن مئات العائلات محتجزة عند ثكنات الجيش العراقي، وتعرقل عبورهم بعد إغلاق جميع المنافذ للقضاء بالسواتر الترابية وذلك عقب هجوم تنظيم الدولة الأخير مما يجعل خروجهم بالأمر المستحيل”.

وبدوره يقول مشتاق أبويوسف في حديثه لـ “القدس العربي”: وقعنا ضحية بين الجوع والحصار, ونيران تنظيم الدولة, فنحن نعاني الأمرين منذ عدة شهور، ووصل بنا الحال أن لانستيطع توفير قطعة خبر لإطعام أطفالنا.

وأكد أبو يوسف أن القوات الأمنية في قاعدة البغدادي ترفض إدخال مساعدات ومواد غذائية ومحروقات للقضاء لأسباب يجهل معرفتها.

ويعد قضاء حديثة منذ اندلاع الأزمة في محافظة الأنبار القضاء الوحيد الذي لم تنهار خطوطه الدفاعية أمام هجمات مقاتلي تنظيم الدولة العنيفة، حتى بعد دخول مقاتلي التنظيم وسيطرتهم على مناطق إستراتيجية كمركز الأنبار الرمادي.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن