سجن أبو غريب مسرحا للجنس والخمر والانتهاك الاميركي لحقوق الانسان

تاريخ النشر: 14 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قال جنود اميركيون خدموا في العراق ان الجنس والمشروبات الكحولية كانت من الامور الشائعة بين الحراس في سجن أبو غريب رغم انها ممنوعة وان الجنود خصصوا غرفة للعروض الجنسية على أضواء الشموع في الوقت نفسه توجه واشنطن اتهامات الى دول بهدف صرف الانظار عما ترتكبه قواتها من تصرفات لا انسانية بحق العراقيين. 

وفي تقرير بثته وكالة انباء رويتر من سان فرانسيسكو قال ديف بيشيل وهو من الحرس الوطني وكان ملحقا بوحدة الشرطة العسكرية رقم 870 وعاد إلى الوطن في الشهر الماضي بعد ان خدم في سجن أبو غريب "كان يوجد كثير من العلاقات ويمارس كل أنواع الفسق وشرب الخمر وكان يحدث كل شيء."  

وقال "كان يوجد سرير عثر عليه في المباني المهجورة وحشية على الارض وكراسي في شكل دائرة حولها وشموع في كل أرجاء المكان."  

وأضاف "كانت الكراسي حول السرير ليجلس عليها الجمهور بالطبع."  

وشاهد أعضاء الكونجرس خلف أبواب مغلقة يوم الاربعاء أكثر من 1200 صورة لانتهاكات السجناء التي قال أعضاء انها ضمت أيضا صورا لممارسات جنسية تمت بالرضا التام.  

وكثير من صور الانتهاكات التي نشرت لها طبيعة جنسية من بينها الصورة التي تشير فيها الجندية ليندي انجلاند إلى سجناء عراقيين عرايا يحاكون ممارسة العادة السرية.  

وكانت الشائعات عن الجنس منتشرة بين الذين خدموا في أبو غريب. وقال تيري ستو وهو جندي اخر من الشرطة العسكرية عاد منذ ذلك الحين إلى الوطن "احدى الجنديات مارست الجنس مع مجموعة." وأضاف "من وقت لاخر كانت تحدث أشياء من هذا القبيل."  

وأضاف بيشيل "كانت توجد مختلف أنواع الاشياء التي يمكن ان تتصورها.  

وحسب زميل الزنزانة فاذا كان لديك شريك في الزنزانة واذا كانت لك نفس الاهواء فانك لن تبالي بما يفعله الشخص الذي بجوارك."  

وقال السارجانت مايك سيندار انه كان يجري حديثا عن ان بعض الجنود كانوا يمارسون الجنس مع سجناء عراقيين.  

وقال اللفتنانت انطوان بروكس وهو أحد ضباط الوحدة رقم 870 "لم يكن من المفترض ان يمارسوا الجنس." واضاف "انك لا تريد ان تصبح الجنديات حوامل. هذا شيء يعرقل المهمة."  

وقال المتحدث العسكري الاميركي الكابتن باتريك سوان في بغداد بالتليفون "السياسة هي عدم السماح بالجنس في مكان العمل" مما يعني انه محظور على الجنود ممارسة الجنس في أي مكان في العراق.  

وأدت الرغبة الجنسية في فصل الكابتن ليو ميريك القائد الاول للوحدة رقم 870 بعد اتهامه بتصوير جنوده الاناث أثناء الاستحمام. وقال جندي واحد على الاقل ان اخرين قاموا بتصوير جنديات عاريات أثناء الاستحمام.  

وتضم الوحدة رقم 870 ست جنديات فقط من بين 124 جندي شرطة عسكرية لكن وحدات اميركية اخرى تخدم في ابو غريب بها نسبة أعلى من النساء.  

وعلى المستوى الرسمي على الاقل كانت المواد الاباحية التجارية محظورة. وقال مايكل درايتون الذي خلف ميريك في قيادة الوحدة 870 في مقابلة "غير قانوني ان تحتفظ بمواد اباحية في العراق بموجب القانون العراقي والجيش الاميركي ينفذه ايضا."  

وتابع حديثه "يمكنك على سبيل المثال شراء مجلة ماكسيم أو واحدة من تلك المجلات." واضاف "لكن لم يكن هناك سبيل لشراء صور نساء عاريات هناك."  

وربما ادت القيود الكثيرة التي يفرضها الجيش الامريكي إلى خلق تلك الصور عن سجن أبو غريب 

وقالت صحيفة لوس انجليس تايمز يوم الخميس في موقعها على الانترنت ان حراسا اميركيين في سجن أبو غريب جردوا السجناء العراقيين من ملابسهم واستهزأوا بهم وضربوهم وركلوهم ثم "في أكثر الاهانات فظاظة أجبروهم على ان يضربوا بعضهم بعضا." 

وقالت الصحيفة ان جيريمي سيفتس وهو أول جندي سيحاكم عسكريا روى للمحققين "حكاية محزنة للغاية" عن الطريقة التي كان الحراس بقيادة الكوربورال تشارلز جارنر يعذبون بها المحتجزين خلال النوبات الليلية. 

مازالت الولايات المتحدة وبريطانيا تخرقان حقوق الانسان في العراق حيث تقوم قوات التحالف بعمليات وحشية في تعذيب العراقيين وتوجه لهم الضربات القاسية والاهانات من طرف الجنود للمعتقلين وتؤكد تقارير المنظمات الانساينية والدولية ان الولايات المتحدة تمارس عمليات غير انسانية واسعة النطاق في بلد شنت عليه حربا غير شرعيه بالالتفاف على قرارات الامم المتحدة وبالضغط على الدول الضعيفة لدعمها وارسال قوات الى هذا البلد حتى تلبس شرعيه مزيفه لهذا العدوان. 

وحتى اليوم تواصل قوات التحالف معاركها العنيفة ضد السكان المدنيين الابرياء حيث يتم استخدام الاسلحة الثقيلة والقنابل الانشطارية التي حظرتها الاتفاقيات الدولية. الامر الذي دفع العشرات من المعتقلين المفرج عنهم من سجن ابو غريب سيما اولئك الذين جربوا الاعتقال في زمن صدام حسين بالقول ان صدام حسين كان شرا حقيقيا للعراق في السابق لكن الولايات المتحدة التي زعمت انها جاءت بالحرية والديمقراطية اصبحت الشر الاكبر  

وقالت الصحيفة الاميركية في وثائق حصلت عليها ان سيفتس أدعى ان جارنر كان دائما  

"يمزح ويضحك ويتصرف كما لو انه يستمتع " بما يصنع. 

وأضافت الصحيفة ان سيفتس اعترف في بيان بعد ادائه القسم انه صور هذه الانتهاكات ولكنه لم يبلغ عنها ابدا. 

وقالت ان مذكرة راجعتها الصحيفة والمحامون الذين يمثلون الاخرين المتهمين في هذه القضية أوضحت ان عرض سيفتس الاقرار بذنبه قبل من جانب هيئة القضاة المشرفة على محاكمته عسكريا. ولكن الصحيفة قالت انه لم يتسن تحديد التهمة التي سيقر سيفتس بأنه مذنب فيها. ونقلت الصحيفة عن سيفتس قوله ان الجنود كانوا يستمتعون على ما يبدو بتعذيب  

السجناء. 

وامام هذه الاحداث وفيما كانت ادارة الرئيس الاميركي شنت عدوانا على العراق فان ذلك يعكس مدى قدرتها على شن عدوان على أي دولة صغيرة في العالم خاصة في منطقة الشرق الاوسط بحجة الدفاع عن حقوق الانسان او مكافحة الارهاب  

وبالفعل فقد وجهت اتهامات خلال الايام الاخيرة الى السودان وسوريا وليبيا بانتهاك حقوق الانسان في محاولة لصرف الانظار عما يرتكبه جنودها من اهانات للمعتقلين العراقيين