ساركوزي وبرسكوني اكدا للقذافي ان الحملة لن تصل طرابلس

تاريخ النشر: 10 أكتوبر 2011 - 11:36 GMT
المخابرات الغربية انقلبت على القذافي
المخابرات الغربية انقلبت على القذافي

يقول الرائد ايليا كورينيف الروسي الذي كان صديقا للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي ان الاخير كان يتحدث الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والايطالي برلسكوني في عز الازمة وانهما قدما له تطمينات بان الثوار لن يصلوا الى طرابلس لاسقاطه

لقد قضى كورينيف 6 اشهر عمليا بصحبة العقيد القذافي. ويتعالج الان في امريكا اللاتينية لاصابته بجروح ورضوض في الصحراء الليبية على مقربة من الحدود مع الجزائر

على مدار سنوات كانت الاجهزة الامنية البريطانية تعمل باخلاص لتثبيت نظام القذافي وكم تجاوزت الاعراف الانسانية والتقاليد الاجتماعية مقابل حفنة من الدولارات كان يقذفها الزعيم الليبي في وجه عناصر الاستخبارات البريطانية والفرنسية والاميركية ايضا.

انقلبت تلك الاجهزة على الزعيم الليبي وبدأت تطارده مستخدمة بعض الذين سلمتهم له في يوم من الايام لقيادة عملية المطاردة

عبدالحكيم بلحاج قائد الهجوم على باب العزيزية ورئيس المجلس العسكري للثوار في العاصمة الليبية طلب من بريطانيا والولايات المتحدة الاعتذار بعد أن بينت وثائق تم ضبطها أن البلدين تورطا في خطة أدت إلى اعتقاله وتعذيبه في سجون نظام العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي.

وبينت وثائق تابعة لجهاز استخبارات العقيد القذافي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) اعتقلت عبد الحكيم بلحاج في بانكوك في 2004 ورحلته قسرا إلى ليبيا حيث سجن في سجن بوسليم الشهير لسبع سنوات.

وأكد بلحاج أنه تعرض أثناء اعتقاله للاستجواب على أيدي ضباط استخبارات بريطانيين. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "ما حصل لي كان غير قانوني ويستحق الاعتذار". وقال بلحاج لصحيفة غارديان البريطانية إنه يفكر في مقاضاة الحكومتين البريطانية والأميركية. وأضاف "لقد حقنوني بمادة ما، ثم علقوني من ذراعي وقدمي ووضعوني داخل صندوق مملتئ بالثلج". وأضاف "لم يتركوني أنام وكان هناك ضجيج كل الوقت. تعرضت للتعذيب بشكل مستمر".

وتضمنت الوثائق التي حصلت عليها منظمة هيومن رايتس ووتش من أرشيف الاستخبارات الليبية تفاصيل عن الاعتقال السري لبلحاج في 2004.  وتضمنت مذكرة لسي آي أي موجهة إلى السلطات الليبية تفاصيل عن رحلة "عبد الله الصديق" (الاسم الحركي لعبد الحكيم بلحاج) وزوجته الحامل من كوالالمبور إلى بانكوك حيث قالت الولايات المتحدة إنها "ستسيطر" على الزوجين وتسلمهما.

وفي رسالة أخرى، يهنئ مسؤول كبير في الاستخبارات البريطانية الليبيين بوصول "الصديق" الذي تم تعريفه بأنه عضو في الجماعة الإسلامية المقاتلة. وكتب المسؤول البريطاني إلى رئيس الاستخبارات الليبية آنذاك موسى كوسا "هذا أقل ما يمكننا القيام به من أجلكم".

غير ذلك من الغذر والخيانة فقد كان زعماء بريطانيا وفرنسا وايطاليا يتحدثون مع القذافي لتطمينه بان الضربة لن تصل طرابلس ويقول الرائد ايليا كوريني ان الزعيم القذافي لم يصدق بالاعتداء على بلده حتى اللحظة الاخيرة. وحتى في اواسط اغسطس/آب، عندما وجهت ضربات بالقنابل والصواريخ الى طرابلس والى مدن آخرى، كان يتحدث الى برلسكوني وساركوزي. وكانا يؤكدان له عدم تعرض طرابلس الى عملية برية. وكان قد عرض على القذافي قبل بضع سنوات انشاء منظومة دفاع جوي قوية متكاملة. وكان من الممكن تحقيق هذا من خلال جمهوريات سوفيتية سابقة. ولكنه وجد ان هذا قد يثير غضب الولايات المتحدة واوروبا. واكرر ان ايطاليا وفرنسا وحتى بريطانيا، كانت تؤكد له ان ليبيا لن تتعرض الى عمليات حربية برية.

كما أن الخطأ كان في مراقبة الضباط الليبيين الخونة لفترة طويلة. لقد كان من الضروري اعتقالهم فورا، وعدم ترك "هذا المرض" ينتشر دون عقاب. ولكن القذافي كان يود الكشف عن اكبر عدد من الخونة. وان تلكوء القذافي انطلاقا من تصوراته الشخصية حول سير النزاع، كان بالمناسبة، العامل، الذي اقنع عددا من الضباط الكبار بالارتشاء بمليوني دولار والانتقال الى صف المتمردين. فتصور ان مطرا ينهال في كل مكان، بينما على راسك يتساقط حجر، وتقول كل شيء سيمر بسلام، وسنتجنب ذلك. فهل سيقتنع كثيرون في موءازرتك؟ وخاصة من سيكون الهدف الهام والاول للخصم. والعامل البشري يحتفظ بخواصه حتى في افريقيا.

وقال ان الاميركيين كانوا يعرفوان دائما مكان تواجد القذافي حيث ان القنابل والقصف على بعض الاماكن كان يتم بعد مغادرة الزعيم الليبي بدقائق فقط ومثال ذلك سقطت على دار العزيزية  3 قنابل ثقيلة خارقة للملاجئ على التوالي.  ولكن الصواريخ والقنابل سقطت هناك بعد الخروج بـ 5 دقائق. وكانوا بهذا كما لو انهم يحذرونه من انه بوسعهم تصفيته في اي لحظة

وقال الضابط الروسي ان الاميركيين يسيطرون على دائرة الاتصالات وعلى الاثير لذلك فالقذافي لا يستخدم الهواتف او الانترنت لنقل صورا او تسجيلا مصورا

واكد انه تم اعتقال فرنسيين وبريطانيين  فكتبوا الاسماء والارقام الخاصة واسم الوحدة والتقطت لهم صور، وارسل كل هذا عبر البريد الالكتروني الى وزارتي الخارجية البريطانية والفرنسية. وبالمناسبة ان السيارة، التي جرى منها الاتصال، دمرت بصاروخ بعد بضع ساعات، عند عودتها الى المدينة. وبعبارة اخرى كانت السيطرة على الاثير مكثفة جدا.

وعندما تخلت بريطانيا عن جنودها، طرحت فكرة نقلهم الى الجزائر، وعقد مؤتمر صحفي هناك لعرضهم امام كل العالم. وكنت ضمن قافلة واحدة مع حماية موسى ابراهيم، الذي توجه الى الجزائر للاتفاق على المؤتمر الصحفي. وان التعقيدات الدبلوماسية العديدة، حالت دون عقده في العاصمة، ودار الحديث حول مركز سكاني حدودي.