يواصل حجاج بيت الله الحرام، في مشعر منى بمكة المكرمة، اليوم الأحد، رمي الجمرات الثلاث، الصغرى والوسطى والكبرى، في أول أيام التشريق، الذي يوافق ثاني أيام عيد الأضحى، بينما يبدأ الحجاج المتعجلون بمغادرة مشعر منى.
وتوجه الحجاج منذ بداية صباح اليوم الأحد من مزدلفة إلى منى لرمي الجمرات؛ ولكن هذه المرة لرمي 21 من الحصى بداية من الجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى بـ7 حصيات لكل جمرة.
ويبيت الحاج ليالي التشريق في منى، ويجوز للمتعجل أن يغادر في 12 ذو الحجة قبل غروب الشمس، قبل أن يتوجه إلى الكعبة المشرفة لأداء طواف الوداع؛ وهو آخر مناسك الحج.
واستكمل ضيوف الرحمن أمس -في أول أيام العيد- مناسك حجهم من رمي جمرة العقبة الكبرى، وأداء طواف الإفاضة والسعي في المسجد الحرام، والحلق أو التقصير ثم التحلل من الإحرام، ويجوز للحاج أن يؤخر طواف الإفاضة ليؤديه مع طواف الوداع في طواف واحد.

شروط رمي الجمرات
وهناك عده شروط لرمي الجمرات، وهي أن يكون المرمي به حصى، وأن تقع في الحوض الدائري، وترمى مفرقة، أي يرمي الحاج واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعًا بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تُعتبر له رمية واحدة، أما ترتيب رمي الجمرات في أيام التشريق فيبدأ من رمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.
ويمكن رمي الجمرات في أي وقت، على مدار اليوم خلال أيام التشريق ولا يشترط وقت الزوال فقط كما يتشدد البعض، تيسيرًا على حجاج بيت الله الحرام ومنعًا للزحام والتدافع
إهانة الشيطان
وذكر جمع من أهل العلم أن الحكمة من رمي الجمرات هي إهانة الشيطان وإذلاله وإظهار مخالفته، واتباع سنة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- إذ قال عليه السلام "خذوا عني مناسككم".

ألف طن من رمي الجمرات
ويرمي الحجاج سنويا ما يزيد على ألف طن من الجمرات خلال موسم الحج، وفي حال عدم وجود آلية لنقل هذه الجمرات بشكل دوري لتراكمت لتكوّن أحد الجبال.
لكن أين تذهب هذه الجمرات بعد أن يقوم الحجاج برميها؟ الجواب أنها تمر بعدة مراحل بعد أن يلقيها الحاج، حيث تنزل في القاع وتتحرك على مسار لتجميعها، ويتم فحصها وانتقاء الجمرات من غيرها.
وفي قاع جسر الجمرات يكمن سر التجميع، حيث ترفع أنظمة آلية الحصي بسيور ضخمة تسحب الحصيات الموجودة، بعد تجميعها في حوض الجمرات الثلاثة، ويحتوي كل حوض منها على نظامين لرفع كل ما يلقى في قاع الجسر وبسرعات مختلفة، إلى جانب أبواب يجري التحكم فيها آليا في فتح وغلق وتحديد مسار الحصى وكمياتها، كما يتميز النظام بحساسات فرز لفلترة ما يلقى من غير الحصي وعزله.
نظام الرفع الآلي
وساعد نظام الرفع الآلي في تسريع تخزين الحصوات في قبو منشآت الجسر، ويعمل النظام -عبر بوابات إلكترونية في طوابق جسر الجمرات- على نقلها إلى عربات الضواغط التي تنتظرها في عمق المنشأة التي توجد في أسفل الجسر.
ويتم بعد ذلك التخلص من الحصى -باعتبارها نفايات- في المرامي المعتمدة، وتقدر الكميات التي يتم التخلص منها طبقا للإحصاءات الرسمية بنحو ألف طن سنويا.