ذكرت وسائل إعلام تركية الأربعاء أن تحليل عينة من جثمان الرئيس التركي الراحل تورجوت أوزال أظهر وجود آثار مواد سمية لكن لم يتأكد إن كانت هي سبب الوفاة.
وتتردد منذ فترة شائعات بأن أوزال الذي توفي عام 1993 نتيجة توقف القلب عن عمر 65 عاما قد اغتاله متشددون في "الدولة العميقة" وهي جماعة غير واضحة المعالم كانت داخل المؤسسة التركية في ذلك الوقت. وكان أوزال قد أغضب البعض بمساعيه لإنهاء تمرد كردي ونجا من محاولة اغتيال عام 1988.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الطب الشرعي أتم عملية تحليل العينة أمس الثلاثاء وأن النتائج سترسل إلى الادعاء الذي يحقق في احتمال وجود شبهة جنائية في الوفاة.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تم رصد آثار مادة سمية في جثمان أوزال خلال التحليل لكن الخبراء لم يمكنهم الاتفاق على ما إذا كانت هذه المادة هي سبب الوفاة".
وكانت تقارير إعلامية سابقة قد قالت إن تحليل عينة من جثمان أوزال الذي استخرج في أكتوبر تشرين الأول بناء على أمر من الادعاء قد أظهر آثار مبيدات للحشرات والآفات وعناصر مشعة.
ونقلت صحيفة حريت على موقعها الإلكتروني نقلا عن مسؤول اطلع على تقرير المعمل الجنائي "تم العثور على مواد سامة في جثمان أوزال لكن هذه السموم كانت في شكل يمكن أن يكون موجودا في جثمان أي شخص".
ولم يتسن الاتصال بأحد المسؤولين في معمل الطب الشرعي للتعليق.
كان أوزال قد قاد تركيا بعيدا عن الحكم العسكري في الثمانينات وساعدت إصلاحاته الاقتصادية في تشكيل تركيا الحديثة. وقد اعتلت صحته قبل وفاته. وبعد أن خضع لعملية قلب مفتوح بالولايات المتحدة عام 1987 ظل جدول أعماله مرهقا وظل وزنه زائدا حتى وفاته.
ويقال إن خطواته لإنهاء التمرد الكردي وإقامة اتحاد مع دول وسط آسيا كانت من الأسباب التي خلقت له أعداء في "الدولة العميقة" التي تواطأت فيها شخصيات في المؤسسة الأمنية مع عناصر إجرامية.
وعينه قادة الجيش وزيرا بعد فترة من الحكم العسكري عقب انقلاب عام 1980.
وهيمن شيئا فشيئا على السياسة التركية كرئيس للوزراء خلال الفترة من 1983 إلى 1989 ثم انتخبه البرلمان رئيسا لكن بعض المقربين منه يعتقدون إن جهوده الإصلاحية أغضبت البعض في المؤسسة الأمنية.