في تطور مأساوي غير مسبوق، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، تفشي المجاعة رسميًا في قطاع غزة، في أول إعلان من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته منظمات أممية بارزة، أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يواجهون خطر الموت جوعًا وسط انهيار تام في سلاسل الإمداد الغذائي والصحي.
وأكد البيان أن غزة أصبحت فعليًا منطقة منكوبة، حيث تتفشى المجاعة في جميع أنحاء القطاع، متسببة في مستويات كارثية من الجوع الحاد وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل. ودعت المنظمات إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية دائمة لإيصال الغذاء والدواء دون عوائق.
وأشار التقييم الأممي إلى أن الوضع في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء، متوقعًا امتداد المجاعة إلى مناطق أخرى مثل دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة، ما لم يُتخذ إجراء عاجل.
في هذا السياق، حذرت جهات معنية بالأمن الغذائي من أن القطاع يواجه انهيارًا شاملاً، وأن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بوتيرة سريعة خلال الأشهر القادمة، في ظل استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي.
وبينما يتصاعد التحذير الدولي، تفاقمت المعاناة على الأرض، حيث توفيت رضيعة فلسطينية تبلغ من العمر 5 أشهر في مدينة خان يونس صباح اليوم بسبب سوء التغذية، لترتفع بذلك حصيلة شهداء التجويع إلى 272، بينهم 113 طفلًا.
من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة المجاعة في غزة بأنها "كارثة من صنع الإنسان"، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية مباشرة عن حرمان السكان من حقهم في الغذاء والعلاج، في مخالفة صارخة للقانون الدولي والإنساني.