نفى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان تكون وزارته تسترت على فضيحة تعذيب الاسرى العراقيين، فيما اقر الجنرال انتوني تاغوبا الذي اعد تقريرا بشان الفضيحة، أمام مجلس الشيوخ بأن الممارسات ضد الاسرى تعكس فشل القيادات العسكرية الميدانية.
ودافع رامسفيلد الذي أيده الرئيس الاميركي جورج بوش في مواجهة مطالب من بعض الديمقراطيين باقالته عن تعامل الجيش مع فضيحة اساءة معاملة المعتقلين في سجن أبو غريب قرب بغداد والتي هزت الولايات المتحدة وأثارت حنق العالم العربي.
وقال أمام اجتماع ضم مدنيين وعسكرين في البنتاغون "الجيش وليس وسائل الاعلام هو الذي كشف هذه الانتهاكات. تحدث الجيش عن هذه الانتهاكات وليس وسائل الاعلام."
ومضى رامسفيلد الذي يواجه انتقادات بانه كان بطيئا جدا في ابلاغ بوش والكونجرس بالفضيحة يقول "هناك شيء يبدو مؤكدا بشكل معقول وهو ان من أدلوا بمزاعم عن ثقافة خداع .. رعب.. أو تستر يتعين ان يكونون حذرين للغاية تجاه مثل هذه الاتهامات."
وتابع "الحقائق حتى الان تظهر.. لي على الاقل.. انه بدءا من المجندين وحتى أعلى الرتب عندما ظهرت هذه (حوادث الانتهاكات) للنور.. بدأ اعضاء من قواتنا المسلحة على الفور تحقيقات وسعوا الى كشف المخالفات."
وأشاد رامسفيلد بجندي برتبة صغيرة في الجيش لانه أبلغ بالانتهاكات في كانون الثاني/يناير وهو ما حرك التحقيق الاول من نحو خمسة تحقيقات بدأتها وزارة الدفاع والمخابرات المركزية الاميركية.
واستطرد "أيا ما كانت النتائج النهائية في هذا الامر فاننا يجب ان نضع في أذهاننا اننا نعرف بالفعل أشياء مؤكدة عن النظام. ونعرف ان هناك عددا من الناس فيه (النظام) بدلا من ان يخضعوا للترهيب او الخوف من عمل الشيء الصائب.. فعلوا ما هو صواب."
وقال رامسفيلد انه رغم ان منتقدي الولايات المتحدة سيحاولون استغلال الانتهاكات التي ظهرت في صور لسجناء عرايا في أوضاع مهينة فانه "لا يجب ان نسمح لهذه الحقائق بان تكون صورتنا في أعين العالم او في أعيننا نحن."
وتابع ان الامر قد يستغرق شهورا في بعض القضايا للتحقيق بشكل كامل في كل الانتهاكات ومعاقبة المسؤولين.
واستطرد "هنا في الوطن.. رغم اننا ارتعدنا مما حدث في ابو غريب فاننا يجب ان نتذكر انه رغم اننا نرى تجاوزا في الطبيعة البشرية يضر بالبشرية فان الامريكيين يحترمون حكم القانون." وقال "ونظامنا القضائي العسكري يعمل. "
وتاتي تصريحات رامسفلد فيما واصل الكونغرس استجواب كبار القادة العسكريين بشأن فضائح تعذيب الأسرى العراقيين في سجون الاحتلال حيث عقد الثلاثاء، جلسته العلنية الثانية في هذا الشأن.
وقد اعترف الجنرال بالقيادة الوسطى أنتوني تاغوبا الذي أعد تقريرا عن عمليات تعذيب السجناء العراقيين بأن هذه الممارسات تعكس فشل هيكلية القيادات العسكرية الميدانية بدءا من مستوى قائد لواء إلى أصغر جندي.
وأوضح في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن قلة الانضباط والتدريب وعدم وجود رقابة كافية من القادة العسكريين على حراس السجن ومسؤولي التحقيق مع السجناء أدى لوقوع عمليات التعذيب.
كما انتقد تاغوبا بشدة أجهزة الاستخبارات الأميركية وقال إن أعضاء في هذه الأجهزة ضغطوا على الحراس العسكريين في السجن كي يضعفوا بدنيا ونفسيا المعتقلين لتسهيل عمليات الاستجواب.
وأكد رغم ذلك أنه ليس هناك أي دليل على أن هذه "التجاوزات المشينة حدثت بناء على أوامر".
ومن جهته قال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الاستخبارات ستيفن كامبون إنه لم تتوافر بعد كل الحقائق المتعلقة بتعذيب المعتقلين العراقيين. وأكد في شهادته أن أساليب تحقيق قاسية تم اعتمادها على مستوى القيادة العامة للقوات الأميركية وأن هناك خمسة تحقيقات تجري حول هذه القضية لم تنته بعد.
واعترف كامبون بأن حالات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون العراقيون تعد انتهاكا لاتفاقيات جنيف التي أقرت الولايات المتحدة بأن عملياتها في العراق تخضع لها. وأشار إلى حدوث انتهاك لتعليمات تحظر مشاركة المتعاقدين في عمليات استجواب المعتقلين.
وقدم الجنرال لانس سميث مساعد رئيس هيئة الأركان الأميركية اعتذاره لضحايا الأعمال البشعة في سجون العراق. وعزا في شهادته ما تعرض له السجناء العراقيون من امتهان لكرامتهم إلى التطبيق السيئ لتعليمات القيادة. وتعهد نيابة عن القيادة الوسطى الأميركية ببذل قصارى الجهود لتفادي تكرار ما حدث في سجن أبو غريب.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي أصدر الاثنين قرارا أدان فيه الممارسات القمعية والانتهاكات التي تعرض لها الأسرى العراقيون على يد الجنود الأميركيين في سجن أبو غريب غربي بغداد—(البوابة)—(مصادر متعددة)