رامسفلد يقر بالسماح باستخدام وسائل التعذيب في العراق ويرفض نشر الصور الجديدة

تاريخ النشر: 13 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اقر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد بان محامي الوزارة اقروا وسائل الاستجواب التي وصفت من قبل معارضين بانها تشكل انتهاكا لاتفاقيات جينف. فيما حذر خبراء من خطورة استشارة الجنرال بويكين المعادي للاسلام في طرق استجواب العرب. 

أقر محامو وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) وسائل الاستجواب العسكرية الأميركية لكن منتقدين قالوا إن أساليب مثل الحرمان من النوم ووضع السجناء في أوضاع مجهدة جسديا تمثل انتهاكا للاتفاقات الدولية. 

وقال رامسفلد للجنة الدفاع الفرعية التابعة للجنة الاعتمادات إن أي تعليمات بشأن ما هو مسموح به في عمليات الاستجواب تم اقراره بمعرفة محامي وزارة الدفاع "ويعتبر متفقا مع معاهدة جنيف". 

وقال السناتور ديك ديربان الديمقراطي عن ايلينوي لرامسفلد أثناء الجلسة أن العديد من قواعد الاستجواب التي أقرها البنتاجون "تذهب إلى مدى أبعد" من الأعمال المسموح بها وفقا لمعاهدة جنيف بشأن معاملة اسرى الحرب. 

وأشار ديربان إلى ان معاهدة جنيف تحظر التعذيب الجسدي أو العقلي وأي شكل من أشكال الاكراه التي يواجه فيها السجناء "معاملة كريهة أو تحط من قدرهم من أي نوع." واشار إلى أن وسائل الاستجواب الاميركية تشمل الحرمان من النوم واستخدام الطعام كأداة في الاستجواب واصدار الأمر إلى سجناء لاتخاذ  

أوضاع مجهدة جسديا. 

وتعرضت وسائل الاستجواب الاميركية لتدقيق في الوقت الذي تم فيه الكشف عن انتهاكات ضد العراقيين من جانب أميركيين في سجن أبو غريب شملت إبقاء السجناء عراة وتكويمهم فوق بعضهم بعضا واجبارهم على القيام بأعمال جنسية وتصويرهم في أوضاع مذلة. 

وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة إنه بغض النظر عن وسائل الاستجواب فقد صدرت تعليمات إلى العسكريين بأنه "في جميع الاحوال سيلقون معاملة انسانية" في إشارة إلى السجناء. 

وقال مايرز إن "الوضع المجهد لفترة زمنية طويلة أو التي تؤذي شخصا ما غير مسموح به". 

واشار السناتور باتريك ليهي الديمقراطي عن ولاية فيرمونت إلى تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان تحدثت فيه بالتفصيل عن  

أساليب الاستجواب التي يستخدمها الأفراد الاميركيون في أفغانستان وتشمل الحرمان من النوم وإبقاء السجناء عراة ووضع أكياس على رؤوسهم أثناء الاستجواب واجبارهم على الوقوف أو السجود ساعات طويلة. وقال ليهي إن نفس الاساليب استخدمت فيما يبدو في العراق. 

وقال ليهي "لا أعتقد انهم سينشرون أساليبهم على شبكة الانترنت. يوجد بالطبع بعض التدريب المنتظم". 

وقال رامسفلد "مسألة ما إذا كان هناك شيء منتظم مثلما أعتقد أنك قلت انه واضح فانه لا يبدو لى على أنه واضح". 

وصورت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الانتهاكات في أبو غريب على أنها أعمال حفنة قليلة. ووجهت الاتهامات إلى سبعة جنود. 

وقال توم مالينويسكي المسؤول بمنظمة هيومان رايتس ووتش في واشنطن إن أساليب الاستجواب استخدمت "كسياسة" في السجون الاميركية في العراق وأفغانستان وفي القاعدة البحرية في خليج غوانتانامو بكوبا وتم اقرارها على أعلى مستوى في البنتاغون. 

وقال إن هذه الاساليب تشمل الحرمان من النوم ومن الحواس وتعريضهم للضوضاء واجبارهم على اتخاذ أوضاع مؤلمة جسديا وتركهم عرايا. 

وقال مالينويسكي في مقابلة "ما فائدة هذه الاساليب .. توجد إجابة واحدة. الهدف من هذه الاساليب هو الحاق الألم والاذلال إلى مستوى معين. ومن حيث التعريف هذا الأمر غير قانوني". 

واضاف "معاهدات جنيف لا تحدد أنه يمكنك أن تهين السجناء إلى حد معين. إنها تقول انه لا يمكنك أن تفعل ذلك". 

ووصف مالينويسكي انتهاكات سجن أبو غريب بأنها من العواقب الحتمية لوسائل الاستجواب التي أقرها البنتاغون. 

وتساءل مالينويسكي "ما أن تقول للقوات أنه من المسموح وضع أكياس على رؤوس المعتقلين وتقييدهم في أوضاع مؤلمة وحرمانهم من النوم وابقائهم عرايا لتسهيل استجوابهم كيف يمكنك الا تتوقع ان يتمادى البعض قليلا في هذه الامور". 

وكان أعضاء في الكونغرس الاميركي اطلعوا أمس على صور لم تنشر لتعذيب سجناء عراقيين على ايدي جنود اميركيين في سجن ابو غريب, من غير ان يتاح لهم نشر هذه الصور على الملأ. 

وعرضت صور التعذيب في مكتب سري فرضت عليه حراسة مشددة في مجلس الشيوخ مدة ثلاث ساعات, ثم اعيدت الى "البنتاغون", في الوقت الذي تدرس الادارة الاميركية ما اذا كان يجب نشر هذه الصور أم لا.  

وقال رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ورنر: "اتخذنا قرارا بالتنسيق مع وزارة الدفاع تنقل بموجبه الصور الى مجلس الشيوخ ويرافقها مندوب عن الوزارة لمساعدة اعضاء الكونغرس الذين يرغبون في مشاهدتها". 

وقد حذر وزير الدفاع الاميركي من أن هذه الصور يمكن أن تزيد من تأثير فضيحة فجرت غضبا دوليا وهزت مكانة الولايات المتحدة عالميا في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لاشاعة الاستقرار في العراق.  

تشيني  

واقر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الاميركية للتلفزيون بان ادارة الرئيس جورج بوش تواجه قرارا صعبا في شأن ما اذا كان ينبغي نشر الصور او عدم نشرها. ولاحظ ان نشرها "ستكون له مضاعفات كبيرة وسيتأثر الوضع في المنطقة وقد تؤثر على جنودنا في العراق وقد تؤثر على معنوياتهم".  

أبي زيد  

وفي محاولة لتبرئة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد من مسؤولية التعذيب في السجون العراقية, صرح قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جون ابي زيد الذي يزور الدوحة حاليا انه يتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث من انتهاكات وتعذيب للسجناء العراقيين. وقال: "اذا كان هناك انتهاك للنظام وانضباط الافراد, فانني اتحمل مسؤوليته".  

وكشف انه علم بالتجاوزات في حق المعتقلين العراقيين في كانون الثاني, مشيرا الى انه تلقى تقريرا من جندي اميركي عن عمليات التعذيب وانه سارع الى رفعه الى القيادات العليا. واكد ان ما جرى في سجن ابو غريب اساء الى صورة الولايات المتحدة كثيرا "وشعرت بالاستياء من ذلك ليس لكوني عسكريا, بل لكوني اميركيا عربي الاصل".  

وتعهد محاسبة اي مسؤول او قائد عسكري يثبت تورطه في عمليات التعذيب ايا يكن مستواه ومكانته ورتبته العسكرية.  

كاربينسكي  

ونقلت صحيفة "الواشنطن بوست" عن المسؤولة السابقة عن سجن ابو غريب البريغادير جنرال جانيس كاربينسكي التي حصلت أعمال التعذيب خلال فترة توليها مسؤولية السجن, انها عارضت تسليم السجن الى الاستخبارات العسكرية, لكن رؤساءها لم يأبهوا لذلك.  

ونشرت الصحيفة سرداً مفصلاً قدمته كاربينسكي الى محققي الجيش وجاء فيه ان قائد القوات الاميركية في العراق اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز والرئيس الجديد للسجون الميجر جنرال جيفري ميلر كانا صاحبي قرارات القيادة التي تعرضت لانتقادات في اطار فضيحة اساءة معاملة سجناء عراقيين. واوضحت ان رواية المسؤولة السابقة وردت في ملحق سري بالتحقيقات الخاصة التي اجراها الجيش في القضية وان مسؤولاً في الحكومة الاميركية كشف لها مضمونه الذي اكد محامي كاربينسكي صحته. ويستفاد منه ان كاربينسكي قاومت قراراً يسمح بالتصريح باستخدام القوة القاتلة للحفاظ على النظام في السجن المزدحم بالنزلاء, في مقابل نقص في عدد الحرس.  

الجنرال بويكين  

واخيرا فقد حذر خبراء من انه قد يفجر غضباً جديداً في انحاء العالم, ربط بين اللفتنانت جنرال وليم بويكين الذي يجري التحقيق معه بسبب تصريحات له مسيئة الى الاسلام, واساءة معاملة السجناء العراقيين.  

وأحيطت جلسة لمجلس الشيوخ ان بويكين المسيحي الانجيلي زود مسؤولاً مدنياً بارزاً في وزارة الدفاع الصيف الماضي توصيات في شأن سبل حصول المحققين العسكريين على مزيد من معلومات الاستخبارات من السجناء العراقيين. ولمح منتقدون الى ان هذه التوصيات وصلت الى حد موافقة رفيعة المستوى على الانتهاكات الجنسية والجسدية التي تعرض لها السجناء واستهدفت على الارجح "تليين" السجناء قبل التحقيق معهم الامر الذي ينفيه "البنتاغون".  

وحذر رئيس تحرير "ميدل ايست ريبورت" الاميركية الفصلية كريس توينسينغ من ان "هذا سيؤخذ على انه دليل على ان ما حدث في ابو غريب دليل على ثقافة موسعة لانتهاك آدمية العرب والمسلمين تستند الى المفهوم الاميركي لتفوق المسيحية"--(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن