اكدت سوريا ان وزراء الخارجية العرب كانوا متفقين على مشاريع وثائق وقرارات القمة، وذلك بخلاف ما اعلنته تونس في سياق تبريرها لارجائها. وقد جدد الرئيس التونسي زيد العابدين بن علي التاكيد على تمسك بلاده باحتضان هذه القمة معتبرا ان الارجاء لا يمثل تنازلا من تونس عن رئاستها.
وقال مصدر سوري رسمي الاثنين إن وزراء الخارجية العرب كانوا متفقين على مشاريع وثائق وقرارات كان من المزمع رفعها الى الزعماء العرب في قمتهم ومن بينها وثيقة بخصوص "التحديث والتطوير في الدول العربية".
واوضح المصدر "إن مداولات وزارء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري كانت قد توصلت الى الاتفاق على مشاريع الوثائق والقرارات التي سترفع الى القمة."
واضاف ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع سيزور كلا من مصر والسعودية الثلاثاء لتسليم رسائل من الرئيس بشار الاسد الى الرئيس حسني مبارك وولي العهد السعودي الامير عبد الله.
وقال المصدر إن من ضمن المشاريع والوثائق التي اتفق عليها الوزراء في اجتماعهم يوم السبت في تونس "وثيقة العهد لاصلاح الجامعة العربية ووثيقة التحديث والتطوير لدى الدول العربية وتفعيل مبادرة السلام العربية التي اقرها مؤتمر القمة في بيروت" في مارس اذار عام 2002.
وكانت تونس اعلنت تأجيل القمة دون ان تحدد أجلا استنادا لوجود خلافات ابان انعقاد المؤتمر الوزاري حول الاصلاحات الديمقراطية التي تطالب بها الولايات المتحدة.
وقد اكد الرئيس التونسي زيد العابدين بن علي تمسك بلاده باحتضان القمة وبرئاستها.
وقال بيان صدر في ختام اجتماع ضمه ووزير خارجيته الحبيب بن يحيى مساء الاثنين، ان "التاجيل لا يمثل تنازلا من تونس عن رئاستها للقمة العربية ولا تغيرا في التزامها باستضافتها"
واكد البيان على "ضرورة انعقاد مجلس جامعة الدول العربية بمقرها بالقاهرة لإحكام تحضير ملفات القمة للتوصل إلى موقف موحد بصدد حل المسائل المصيرية المطروحة على القمة".
وأبدت مصر الاحد استعدادها لاستضافة القمة كدولة مقر بعد أن أعربت عن "دهشتها وأسفها" لقيام تونس مساء السبت بتأجيل القمة التي كان من المقرر أن تبدأ أعمالها الاثنين.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الاثنين عن الرئيس المصري حسني مبارك قوله إن مصر لا تمانع في عقد القمة العربية في تونس إذا اراد الزعماء العرب ذلك.
كما نسبت إليه الوكالة قوله إن القمة يمكن أن تعقد خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وقال مبارك "أعتقد أنه لا مشكلة أن تنعقد (القمة) في غضون أسبوعين إلى ثلاثة.. فالجميع ينتظرون القمة وكان التأجيل صدمة لي وللجميع... إذا أراد الرؤساء أن يجتمعوا مرة أخرى في تونس فلا اعتراض لدي ونحن لا نفرض أي شيء على أحد وانما نريد انقاذ الموقف وكل مشاكل في الاجتماع الوزاري يمكن حلها."
واستطرد مبارك قائلا "لدي اجتماع.. يوم الاثنين مع رئيس القمة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى (آل خليفة) الذي سيكون في زيارة لمصر ولا يوجد شيء أسمه إلغاء القمة أو تأجيلها دون أن تتفق على ذلك كل الاطراف العربية."
وقالت مصادر رئاسية إن مبارك سيتوجه الاثنين إلى منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الاحمر لمقابلة الملك حمد.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الاثنين عقب اجتماع للرئيس المصري مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن مصر تجري مشاورات "على مختلف المستويات" لعقد القمة.
وقال موسى للصحفيين "مسار إعادة العمل العربي إلى طريقه من الآن فصاعدا هو عقد قمة بأسرع ما يمكن." لكنه أضاف أن "عقد القمة ليس مسألة أيام إنما مسألة أسابيع."
وتابع موسى في المؤتمر الصحفي الذي عقده منفردا أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون قريبا للترتيب للقمة المقترحة. وتابع أنه سيقوم بجولة عربية. ولكنه لم يحدد الدول التي ستشملها جولته قائلا "على العرب أن يجتمعوا إزاء الظروف الخطيرة الراهنة... أجندة المؤتمر لن تختلف."
وقال موسى "دعونا نتطلع إلى الامام. دعونا نمضي قدما."
ومن المقرر أن تبحث القمة المقترحة نفس القضايا التي كانت مطروحة في القمة الملغاة وهي مشروع الإصلاح في العالم العربي.
وشدد ماهر والأمير سعود وموسى على ضرورة تجاوز ما حدث في تونس من مفاجأة الحكومة التونسية وزراء الخارجية بإعلان تأجيل القمة قبل 36 ساعة من بدئها.
وقال ماهر في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي إن زيارة الامير سعود لمصر "جزء من مشاورات سوف نقوم بها للاتصال بمختلف الدول العربية لنعمل معا على تجاوز ما حدث... ما حدث نضعه وراءنا. ما حدث لم يكن شرخا. كان أمرا نريد أن نتجاوزه.
واضاف "نؤكد على حقيقة أنه في اجتماعات تونس كانت هناك رغبة لدى جميع الدول العربية في تفعيل العمل العربي المشترك وعلى عملية الاصلاح في العالم العربي وعلى دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب العراقي. كان ومازال هناك اجماع على ذلك."
وبعد ساعات من إعلان مصر دعوتها استضافة القمة العربية قالت تونس إنها تتمسك بحقها في استضافة القمة العربية الدورية القادمة.
وعقب ماهر على اعلان تونس قائلا "اتفق على ضرورة توسيع دائرة المشاورات لتشمل جميع الدول العربية. ليس هناك خلاف بين مصر وتونس وليس هناك خلاف على حق تونس في رئاسة القمة." وأضاف أن القمة "ستعقد في أقرب وستكون هناك اتصالات ثنائية وثلاثية على مستويات مختلفة."
ورجح اليمن الأحد عقد القمة المقترحة في 16 نيسان/أبريل بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وقال مسؤول يمني كبير إن الرئيس المصري اتصل هاتفيا بنظيره اليمني علي عبد الله صالح لبحث الاستعدادات للاجتماع الذي "من المتوقع أن يعقد في 16 أبريل بالجامعة العربية".
لكن ماهر نفى ذلك قائلا "ما ذكر عن تاريخ ليس دقيقا. القمة يتحدد موعدها بالتشاور بين الزعماء."
ومن جانبه قال سعود الفيصل في المؤتمر الصحفي مع ماهر "تجري مشاورات حول عقد مؤتمر قمة محوري في وقته المناسب."
ورحب عدد من القادة العرب بمسعى مصر لعقد القمة. وقالت وكالات أنباء عربية إن مبارك اتصل هاتفيا مع عدد من الزعماء العرب يوم الاحد للاتفاق على الترتيبات.—(البوابة)—(مصادر متعددة)