اعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء، ان خبراء عسكريين اميركيين يتولون تدريب القوات الجزائرية على مكافحة المتمردين في الصحراء في إطار الحرب العالمية على الارهاب.
وقال متحدث باسم السفارة الاميركية في الجزائر العاصمة "التعاون الأميركي الجزائري بما في ذلك العسكري يتسع في مجالات عديدة. وفي العام الماضي زادت برامج التعليم والتدريب العسكري."
وامتنع المسؤول عن الخوض في تفاصيل بشأن التدريب.
ويقول خبراء عسكريون ان التعاون خطوة رئيسية للجيش القوي في الجزائر الذي نأي بنفسه في الماضي عن الأمور السياسية المحلية. وامتنع مسؤولون عن الإشارة الى نوع التدريب الذي شمله الاتفاق.
ووفقا لتقارير منظمات حقوق الانسان قتل أكثر من 150 الف في أعمال عنف لها علاقة بالمتمردين في الجزائر وهي أعمال العنف التي تفجرت بعد إلغاء الانتخابات التي كان الاسلاميون يتجهون الى الفوز بها في عام 1992.
وترى واشنطن ان افريقيا تربة خصبة لتجنيد وتدريب شبكات الارهاب بسبب ضعف مؤسساتها السياسية وتعذر مراقبة مساحات شاسعة من الصحراء والخطوط الساحلية الممتدة.
وامتنع وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم عن التعقيب على التدريب الأميركي الجزائري لكنه قال لرويترز "يوجد تعاون في مكافحة الارهاب بين جميع الدول بمن فيها الولايات المتحدة."
وأجزاء كبيرة من الصحراء ومعظمها في الجزائر بعيدة عن سيادة القانون وهي مناطق حرام تنتشر فيها العصابات واحتجاز رهائن ويلجأ اليها المتمردون الاسلاميون.
ويقول خبراء ان جماعة جزائرية اسلامية متشددة تعهدت في الآونة الأخيرة بالولاء لتنظيم القاعدة وهو ما جعل واشنطن تنظر باهتمام أكبر الى جنوب الجزائر المعزول.
وأعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال وهي مسجلة في قائمة أميركية للمنظمات "الارهابية" الأجنبية مسؤوليتها عن خطف 32 سائحا أوروبيا في الصحراء في عام 2003 وقتل شاعر سعودي في وقت سابق من العام الحالي.
وينظر الى الجزائر على انها حليف مهم بسبب خبرتها في قتال المتمردين لفترة تزيد على عقد من الزمان.
وقال متحدث باسم السفارة "مكافحة الارهاب مجال رئيسي في التعاون الاميركي الجزائري وتعاون الجزائر في القتال ضد الارهاب كان بارزا."
ونفى المسؤول تقارير صحفية بأن واشنطن خططت لبناء قاعدة في الصحراء الجزائرية.
وقال المسؤول وهو يشير الى مالي وموريتانيا وتشاد "الولايات المتحدة ليس لديها قواعد عسكرية ولا تسعى لقواعد عسكرية في الجزائر أو دول الساحل."
وقال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أو يحيى في الآونة الاخيرة ان المتمردين الذين يقاتلون من أجل إقامة دولة على نمط حركة طالبان لا يمثلون الآن خطرا على الجزائر لكنهم قد يحاولون توجيه ضربة عشية انتخابات الرئاسة التي ستجري في الثامن من ابريل نيسان.
وحذر أبو ابراهيم مصطفى زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الشهر الماضي من ان الحرب ضد السلطات بعيدة تماما عن نهايتها. ولم يتسن التحقق من البيان الذي حصلت عليه رويترز في أواخر شباط/فبراير.—(البوابة)—(مصادر متعددة)