حماس تعين خليفة سريا للرنتيسي وتتوعد بمائة انتقام وواشنطن تنفي اعطاء الضوء الاخضر لاغتياله

تاريخ النشر: 18 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اختارت حماس خليفة لم تكشف اسمه لعبد العزيز الرنتيسي متوعدة في الوقت نفسه "بمائة انتقام" ردا على اغتياله. ونفت واشنطن اعطاء تل ابيب ضوءا اخضر لهذا الاغتيال وان سعت لتبريره بادراجه في سياق ما وصفته حقا لاسرائيل بالدفاع عن نفسها. وقد توالت في الاثناء ردود الفعل الدولية المنددة باغتيال الرنتيسي. 

وقال بيان لحركة حماس اليوم الاحد ان الحركة عينت خليفة لم تكشف النقاب عن اسمه للرنتيسي الذي اغتالته اسرائيل في هجوم شنته مروحية في غزة الليلة الماضية. 

وقال مصدر في حماس ان الحركة لن تكشف اسم خليفة الرنتيسي لأسباب امنية. 

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، دعا الليلة الماضية قادة الحركة في غزة إلى الإسراع في انتخاب قائد جديد للحركة هناك خلفا للشهيد الرنتيسي دون الإعلان عن اسمه. 

وقد اغتيل الرنتيسي في غارة اسرائيلية استهدفت مساء السبت السيارة التي كان يستقلها في غزة ما ادى الى اصابته بجروح خطيرة توفي على اثرها في المستشفى. وقد استشهد معه اثنان من مرافقيه. 

وجاءت عملية الاغتيال بعد ساعات على عملية فدائية عند نقطة عبور ايريز بين اسرائيل وقطاع غزة والتي اعلن مجهول باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، وكتائب شهداء الاقصى، الجناح المسلح لحركة فتح، في اتصال هاتفي المسؤولية عنها. 

وقد توعدت حماس امس بالقيام "بمئة انتقام" ردا على اغتيال الرنتيسي. 

وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في بيان لها إنها تعلن حالة التأهب والاستعداد العام داخل كل خلاياها المقاتلة إلى أن يتم تنفيذ مائة عملية انتقام ستهز هذا "الكيان المجرم". 

وقال إسماعيل هنية أحد قادة حماس البارزين "ستندم إسرائيل على ذلك. الانتقام قادم".  

وأكد للصحفيين في المستشفى أن دماء الرنتيسي لن تذهب سدى.  

وأضاف أن قدر رجال حماس وقدر الفلسطينيين "أن يموتوا شهداء". وشدد على أن المعركة لن تفت في عضد الفلسطينيين أو تكسر إرادته 

وقال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق إن لحماس الحق في الثأر، مضيفا أن القضية الأساسية أبعد من عملية ثأر بل هي مسألة مواجهة مع الاحتلال وهذا عهد قطعته حماس على نفسها. 

واشنطن تنفي إعطاء ضؤ اخضر  

الى ذلك، فقد نفت واشنطن ان تكون اعطت ضوءا اخضر لاسرائيل لاغتيال الرنتيسي، واحجمت في الوقت نفسه عن ادانة هذه الخطوة. 

وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية في تصريح لشبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" الليلة الماضية أن "الولايات المتحدة تدرس الوضع بعناية شديدة، وهي لم تعط بالتأكيد اي ضوء اخضر  

لاسرائيل ولم تتبلغ مسبقا على الإطلاق".  

واضاف "الولايات المتحدة دعت اسرائيل على الدوام الى ان تأخذ بالاعتبار عواقب اعمالها"، مشيرا الى ان "الولايات المتحدة لم تعتقد ان اغتيال الشيخ (احمد) ياسين كان عملا متعقلا" وقال ايضا "اننا نفكر بالعواقب".  

وبرر البيت الأبيض قبل ذلك عملية الاغتيال، معتبرا ان حركة حماس هي "منظمة إرهابية" وان لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها". 

وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية سكوت ماكليلان في بيان "كما كنا اعلنا مرارا، ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ازاء الاعتداءات". 

واضاف "ان حماس منظمة ارهابية تهاجم مدنيين واعلنت مسؤوليتها عن عملية انتحارية اليوم (السبت) اسفرت عن مقتل حارس اسرائيلي وجرح اخرين عند نقطة عبور". 

ردود فعل دولية منددة 

وفي هذه الاثناء، توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بعملية اغتيال الرنتيسي. 

فقد دان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان هذا الاغتيال، وقال المتحدث باسمه في بيان "ان الامين العام يدين اغتيال اسرائيل لقائد حماس عبد العزيز الرنتيسي". مضيفا "انه يعلن مرة اخرى ان الاجراءات غير القضائية تنتهك القانون الدولي ويدعو حكومة اسرائيل الى وضع حد فوري لهذه الممارسة". 

وندد نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي بعملية الاغتيال، وقال في حديث مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية "انها جريمة كبرى (...) انه شهيد". معتبرا ان اغتيال الرنتيسي "لن يؤدي الا الى تشجيع المقاومة في المنطقة". واتهم الولايات المتحدة بتحفيز اعمال العنف عبر انتهاجها سياسة "خاطئة" في المنطقة. 

ووصف وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال ليل السبت الأحد عملية اغتيال الرنتيسي بانها "غير مقبولة". 

وراى ان هذا الاغتيال هو "عمل غير مقبول يعقد بشدة تحريك عملية السلام"، وقال في بيان نشر في بروكسل "ادين بقوة التصفيات غير القضائية. لن يكون لها كنتيجة سوى تقوية العناصر الاكثر تشددا وستزيد من العداءات الحالية". 

من جهة اخرى، كان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا دان مساء السبت عملية اغتيال الرنتيسي، وقال خلال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في تولامور في ايرلندا "دعونا بالحاح الى وقف العنف والارهاب واستئناف وقف النار من كلا الطرفين".  

وقال "ان لاسرائيل حق الدفاع عن مواطنيها من عمليات ارهابية، لكن اعمالا من هذا النوع ليست غير قانونية وحسب فهي لا تسهم في تخفيف التوتر".  

وفي لشبونة، دانت وزيرة الخارجية البرتغالية تيريسا غوفيا اغتيال الرنتيسي وقالت ان هذا العمل "لا يسهم في اي شكل من الارشكال في حل النزاع في الشرق الاوسط". 

ونقلت وكالة الانباء البرتغالية عن الوزيرة الموجودة في ايرلندا لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قولها "لا نزال نعتقد ان انجاز خطة السلام بين الطرفين هي، في هذا الوقت، الطريق الوحيد الى حل تفاوضي للنزاع". 

ودانت ايطاليا الاغتيال، مشيرة إلى انها تعارض "مثل الاتحاد الأوروبي بكامله، ممارسة الاغتيالات المستهدفة". 

واعلن وزير الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني باسم الحكومة الايطالية "دانت ايطاليا مثل كل الاتحاد الاوروبي على الدوام ممارسة الاغتيالات المستهدفة التي تسهم في تأجيج حلقة الحقد والعنف". 

وعربيا، دان الملك عبدالله الثاني اغتيال الرنتيسي، واصفا هذه العملية بانها جريمة بشعة تجسد سياسة الغطرسة التي تنتهجها اسرائيل وتؤكد عدم جديتها في السعي من اجل السلام. 

وقال في تصريحات لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان هذه الجريمة ستؤدي الى المزيد من العنف وتقويض عملية السلام التي يحاول الاردن جاهدا لاعادتها الى مسارها الصحيح. مؤكدا ضرورة اتخاذ موقف دولي يدين ممارسات اسرائيل التعسفية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل. 

واستنكرت الحكومة الاردنية "الجريمة الاسرائيلية النكراء" باغتيالها الرنتيسي. 

وعبرت الحكومة في بيان امس عن شعورها بالصدمة ازاء الجريمة البشعة التي قارفتها الحكومة الاسرائيلية خارقة بذلك كل الاعراف والمواثيق الدولية والاخلاقية. 

وفي دمشق، اتهم مسؤول سوري الولايات المتحدة بانها "سهلت" لاسرائيل اغتيال الرنتيسي، واعلن مستشار وزير الاعلام السوري احمد الحاج علي لقناة الجزيرة الفضائية القطرية ان "واشنطن سهلت للعدو هذه الجريمة" التي وصفها بانها "ادانة للنظام السياسي العربي". 

وقال انها "هذه جريمة ارتكبت بحق انسان مناضل وعلى الشعوب العربية التحرك لردع نزيف الدم". 

وكانت مروحية عسكرية اسرائيلية اطلقت صاروخين مساء اليوم السبت على سيارة الرنتيسي ما ادى الى مقتله مع اثنين من مرافقيه. 

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاغتيال واعتبره "عملا أخر من اعمال ارهاب الدولة التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية". 

وقال موسى في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط ان "مواصلة اسرائيل ارتكاب مثل هذه العمليات يشكل تهديدا بالغا للامن والاستقرار ويغذي حالة التوتر ودوامة العنف فى المنطقة". 

واكد ان "استمرار هذه السياسة العدوانية الاسرائيلية يتطلب من المجتمع الدولي التحرك الجاد من أجل توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني". 

وأهاب موسى بكافة أبناء الشعب الفلسطيني "التمسك بوحدتهم الوطنية في هذه الظروف العصيبة".  

وقد دان وزير الخارجية المصري أحمد ماهر اغتيال الرنتيسي واكد "استنكار مصر الشديد لهذه الجريمة الجديدة التى ارتكبتها اسرائيل بعد جريمة اغتيالها الشيخ احمد ياسين والمئات من الفلسطينيين رجالا ونساء واطفالا". 

وقال ماهر، حسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان "سياسات القتل والاغتيال والتدمير التى تستمر اسرائيل في انتهاجها لن تؤدى الا لزيادة اتساع حلقة العنف ولن تحقق الامن ولا السلام اللذين يتطلبان الالتزام الدقيق بالشرعية الدولية واحترام حقوق الشعب الفلسطينى وامنه". 

ونددت البحرين باغتيال الرنتيسي ووصفته بانه "ارهاب دولة" داعية الدول الكبرى الى "تحمل مسؤولياتها في توفير الحماية للشعب الفلسطيني". 

وقال وزير الاعلام البحريني نبيل الحمر في تصريح لوكالة فرانس برس "هذا عمل من اعمال ارهاب الدولة" محذرا من "انعكاساته الخطيرة على عملية السلام".واكد الحمر ان اسلوب "الاغتيالات مرفوض تماما" ووصفه بانه "عمل مجنون ويصعد التوتر ويبعدنا كثيرا عن طريق السلام".—(البوابة)—(مصادر متعددة)