حماس تدرس خطة ترامب تحت النار وبنود مثيرة للجدل تهدد بتفجير التفاهمات

تاريخ النشر: 03 أكتوبر 2025 - 10:08 GMT
_

أكدت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة ما تزال تدرس تفاصيل الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء العدوان على قطاع غزة، وأنها أبلغت الوسطاء بأنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لإتمام المشاورات الداخلية.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن قيادي في حماس، اليوم الجمعة، أن الحركة تواصل تقييم الخطة المؤلفة من 20 بنداً، مشيراً إلى أن المشاورات مستمرة، وأن الموقف الرسمي سيُعلَن لاحقاً.

وكان ترامب قد منح الحركة مهلة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أيام للرد على خطته التي أعلن عنها يوم الاثنين الماضي، والتي تنص على وقف فوري لإطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، يلي ذلك الإفراج عن كافة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

وبحسب ما نقلته مصادر قريبة من حماس، فإن الحركة أبدت اعتراضها على بعض البنود الأساسية في الخطة، أبرزها ما يتعلق بنزع سلاح المقاومة، وإبعاد كوادر من الحركة وفصائل أخرى عن القطاع، وهو ما وصفته بـ"غير القابل للقبول دون تعديلات جوهرية وضمانات دولية واضحة".

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، في تصريح صحفي الخميس، أن الخطة الأميركية "تخضع للمشاورات الداخلية"، موضحاً أن لدى الحركة "ملاحظات جدية" عليها، لكنها تتعامل معها من باب "الحرص على وقف المجازر وجرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة".

وشدد نزال على أن حماس "جادّة في التوصل إلى تفاهمات تضمن وقف العدوان"، لكنها تطالب بضمانات دولية لانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، ومنع أي خروقات مستقبلية، خاصة عبر الاغتيالات داخل أو خارج القطاع.

في السياق نفسه، صرّح وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، اليوم الجمعة، بأن خطة ترامب لا تتطابق مع المسودة التي اقترحتها مجموعة من الدول الإسلامية، موضحاً أنه تم إدخال تعديلات على بعض البنود دون توافق شامل.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن الإدارة الأميركية تأمل في قبول حماس للخطة، محذرة من أن أي رفض قد يقابل بـ"خط أحمر" من الرئيس ترامب. وأضافت ليفيت، في تصريحات لقناة "فوكس نيوز"، أن الرئيس الأميركي "لن يتسامح مع رفض غير مبرر للخطة".

وفي تقرير نشرته شبكة "بي بي سي" البريطانية، الخميس، كشفت الشبكة عن تباين داخل حماس بين الجناحين السياسي والعسكري، مشيرة إلى أن قائد "كتائب القسام" عز الدين الحداد، أعرب عن رفضه الكامل للخطة، معتبرًا أنها تهدف إلى "القضاء على الحركة سواء قَبِلت بالخطة أم رفضتها"، وأكد عزمه الاستمرار في القتال.

وأوضحت الشبكة أن بعض قيادات حماس السياسية المقيمة في الدوحة تُبدي انفتاحًا على الخطة الأميركية بشرط إدخال تعديلات عليها، لكن تأثير هذه القيادات محدود بحكم عدم امتلاكها القرار الميداني، خاصة فيما يتعلق بملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

كما بيّنت "بي بي سي" أن من أبرز العقبات التي تواجه قبول الخطة، هو البند الذي يشترط تسليم جميع المحتجزين في غضون 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار، ما يُنظر إليه داخل حماس على أنه "تفريط بورقة التفاوض الأهم" التي تمتلكها الحركة حالياً.