حسين الشيخ لـ'البوابة': استقالات كوادر فتح 'خطيرة جدا' ودليل على 'تشرذم' الحركة

تاريخ النشر: 08 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

البوابة-اياد خليفة 

وصف القيادي البارز في حركة فتح، حسين الشيخ الاستقالة التي قدمها نحو 400 من كوادر الحركة احتجاجا على "الوضع المأسوي الذي وصلت اليه" حركتهم، بانها خطوة "خطيرة جدا" تدلل على حالة "تشرذم" تسود كبرى التنظيمات الفلسطينية. 

واعلن النشطاء المستقيلون من الحركة التي يتزعمها الرئيس ‏ ‏الفلسطيني ياسر عرفات، ان استقالتهم تاتي احتجاجا على "رفض التعاطي مع نداءات الاصلاح والدعوة إلى ‏ ‏وقف حالة التدهور" داخل الحركة. 

وقد وصف امين سر حركة فتح في الضفة الغربية، حسين الشيخ هذه الاستقالات بانها "خطيرة جدا"، مشيرا إلى انها الاولى بهذا الحجم منذ تاسيس الحركة عام 1965، ومعترفا بانها دليل على حالة "تشرذم" تطغى على اكبر الحركات في فلسطين.  

واعتبر الشيخ مطالب المستقيلين بشان الاصلاح "شرعية" داعيا الى التعاطي معها "بجدية". 

وقال في اتصال هاتفي مع "البوابة" ان "مطالب المستقيلين شرعية وهي مطالب الغالبية الساحقة في الحركة..ولاصرخة العالية التي يعرضها الاعضاء على القيادة الفلسطينية باستمرار". 

وطالب الشيخ بخطوات "جدية حقيقية نحو اتخاذ اجراءات من خلال الاطر الشرعية لتنفيذ المطالب" التي تضمنتها وثيقة الاستقالة وذلك "حفاظا على وحدة الحركة وريادتها".  

ودعا "لوقفة جدية من الحركة التي قادت النضال الفلسطيني على مدى اربعين عاما واذان صاغية من القيادة الفلسطينية للمطالب واخذ الوثيقة بعمق بعيدا عن السطحية".  

كما دعا الشيخ لعقد المؤتمر العام السادس للحركة لانتخاب قيادة جديدة ووضع نظام سياسي واضح للحركة وتنظيم سير الحكومة. 

وفي بيان الاستقالة الذي وصلت البوابة نسخة منه، وصف المستقيلون الحركة بانها "بدأت تتآكل من الداخل بفعل التناقضات الداخلية، فهي ليست موحدة ولا واحدة"، وطالبوا بقدر أكبر من الديمقراطية داخلها وبوضع حد للفساد.  

وانتقد الموقعون عدم اتخاذ الحركة موقفا من السلطة والأداء داخلها وعدم مطالبتها بمحاسبة من أضروا بمصالح الشعب الفلسطيني، وأشاروا الى أنهم "مصممون على ترك الحركة إلى غير رجعة ما دامت بهذا الشكل المهين". 

كما اتهموا الحركة "بانها لم تحدد ولغاية هذه اللحظة اي موقف من حالة المواجهة مع الاحتلال" مشيرين الى انهم "يدركون يقينا ان كتائب الاقصى هي التي ‏‏حافظت على ماء وجه الحركة وقيادتها منذ ثلاث سنوات".وبدا ان القيادة الفلسطينية لم تاخذ الاستقالات على محمل الجد حيث قللت من اهميتها معتبرة أن الموقعين عليها اما غير موجودين أو لا يتقلدون أي صفة تنظيمية في الهياكل الأساسية لفتح. 

وقال العميد جبريل الرجوب مستشار الرئيس عرفات لشؤون الأمن القومي في تصريحات صحفية أن المستقيلين "ليسوا من قيادات الحركة"، في حين قال عباس زكي عضو مركزية فتح إن هناك أسماء لشهداء بين الموقعين على بيان الاستقالة. 

ولجهتها، نفت مصادر مطلعة في الحركة للبوابة وجود نية لعقد اجتماع طارئ للجنة المركزية لبحث القضية. 

وقالت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، انه "كان من الاجدى ان يقدم هؤلاء اعتراضاتهم عبر القنوات الرسمية للحركة وليس من خلال وسائل الاعلام".  

وكشفت المصادر ذاتها النقاب عن اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح نهاية الشهر الجاري بهدف بحث القضايا التي يطالب بها اعضاء الحركة و"ليس فقط المطالبين بالاستقالة".  

واستبقت هذه الاستقالة الجماعية موعد عقد المجلس الثوري لحركة "فتح" الذي أرجئ من 9 إلى 15 من الشهر الجاري لأسباب تتعلق بصعوبة الحصول على تصاريح إسرائيلية تسمح لأعضاء المجلس بالوصول إلى رام الله حيث سيعقد الاجتماع. 

والاستقالة لا تمثل تهديدا على ما يبدو لعرفات الذي لا يزال رمزا للوطنية الفلسطينية لكنها قد تقوض قبضته على تصرفات أعضاء فتح. 

وضعف فتح قد يزيد قوة حركة المقاومة الاسلامية "حماس".—(البوابة) 

‏ 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن