واصل الجيش الباكستاني عملياته العسكرية الموسعة ضد المناطق القبلية حيث يعتقد بوجود عناصر موالية لتنظيم القاعدة تبدي مقاومة عنيفة فيما قالت تقارير غربية ان معتقلي غوانتانامو قدموا معلومات استفيد منها في الحرب على التنظيم الارهابي.
دفع الجيش الباكستاني بالمزيد من التعزيزات العسكرية الى المناطق الجبلية الواقعة قرب الحدود الافغانية حيث تدور رحى حرب عنيفة مع القبائل وعناصر من حركة طالبان والقاعدة بحسب مزاعم الباكستان وهاجمت المروحيات الباكستانية هذه المناطق وقصفتها بشدة وقتل عشرات الاشخاص في المعارك الدائرة منذ الثلاثاء الماضي من بينهم 13 مدنيا كثيرون منهم من النساء والاطفال قتلوا في هجوم شنّته مروحية باكستانية قال مسؤولون انه تم عن طريق الخطأ.
ونقلت وكالات انباء غربية عن مسؤولين باكستانيين قولهم ان الجيش يحاصر عدة مئات من أنصار القاعدة الاجانب وحلفائهم من القبائل الباكستانية.
وتراجع الجيش الباكستاني عن نظرية وجود ايمن الظواهري في مناطق القتال خلافا لما كان يقول بعض المسؤولين في الاسبوع الماضي.
وقال شاهد قرب القتال في غرب باكستان عن عمليات اطلاق النار الاحد في البداية كان هناك اطلاق نار أسلحة صغيرة ربما كانت تستهدف المروحيات بعد ذلك ردت المروحيات.وسمعنا أصوات أنفجارات ضخمة.
وقال سكان في المنطقة أن الهجمات التي وقعت خلال الليل ضد المتشددين الذين يدافعون عن سلسلة من المجمعات المحصنة لم تكن بنفس كثافة الهجمات التي وقعت خلال الليلة السابقة.
وأرسل الجيش عشرات الالاف من جنوده الى المناطق الوعرة الواقعة على الحدود الافغانية لاستئصال شأفة المتشددين الاجانب وتعقب قادتهم وهذا هو أكبر هجوم شنته باكستان منذ انضمامها للحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر عام 2001 .
وقال الجيش الباكستاني ان المعركة التي تدور غربي البلد ليست سوى خطوة في حملته وأنه سيتعامل مع أهداف جديدة قريبا.
وكانت القوات الباكستانية قد اعتقلت في وقت سابق مئة ممن يشتبه في انهم من افراد تنظيم القاعدة والموالين له في شمال غرب باكستان، حيث يعتقد ان حوالي 500 من المقاتلين يؤمنون الحماية لأحد قادة القاعدة البارزين، وواصلت القوات الباكستانية عملياتها امس مستخدمة المدفعية والمروحيات ومستعينة بضباط مخابرات اميركيين وقتل في الهجمات 10 مدنيين بقصف طائرة مروحية، في وقت لم تستبعد مصادر عسكرية باكستانية ان يكون "الهدف" المستهدف من الحملة قد فر.
وصرح سافدار حسين قائد العملية العسكرية التي تجري في جنوب منطقة وزيرستان الحدودية للصحافيين ان "اكثر من مئة شخص اعتقلوا بمن فيهم عدد من الاجانب". واشار الى ان اشخاصا من اصل شيشاني واوزبكي وعربي من بين المعتقلين ولم يستبعد حسين كذلك احتمال ان يكون الشخص المستهدف قد فر.
وقال المسؤولون ان المقاومة العنيفة التي يبديها المقاتلون المدججون بالسلاح والمحصنون جيدا تشير الى انهم يدافعون عن "هدف ذي قيمة عالية".
وتحاصر القوات العسكرية وشبه العسكرية الباكستانية المقاتلين في منطقة مساحتها 50 كيلومترا مربعا شمال غرب المنطقة القبلية.
وقال بعض المسؤولين ان ذلك الهدف ربما يكون ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بسبب مستوى المقاومة العالي والعدد الكبير للمقاتلين. واطلقت مروحيات من طراز كوبرا النيران على السيارات المتحركة وغيرها من الاهداف مما ادى الى تدمير ثلاث سيارت على الاقل.
وقالت السلطات المحلية ان طائرة مروحية تابعة للجيش الباكستاني اطلقت النيران على عدة سيارات كانت تعبر المنطقة ما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل. ولم تتضح على الفور هوية القتلى لكن مسئولا قال انهم مدنيون وتم ضربهم بعد ان تعرضت القوات الباكستانية لاطلاق النيران.
وقال محمود شاه القائد الامني البارز في المنطقة القبلية ان "القصف مستمر وتقوم القوات بعمليات بحث من منزل الى منزل وتوجيه الهجمات ضد مقاتلي القاعدة". واكد شاه ان الجنود يواجهون مشكلة في تحديد ما اذا كان المعتقلون من رجال الميليشيات الاجانب ام من رجال القبائل المحلية لان عددا من الاجانب استقروا في المنطقة منذ عدة سنوات وتزوجوا من نساء من المنطقة ويتحدثون لهجة الباشتو المحلية.
وقال شاه ان "العديد من المشتبه بهم ممن مكثوا في المنطقة مدة طويلة يتقنون لغة الباشتو ولذلك لا يمكن التأكد فورا من جنسياتهم". الى ذلك افاد مصدر عسكري باكستاني ان حوالي عشرة ضباط في الاستخبارات الاميركية يساعدون باكستان في الهجوم. واوضح شوكت سلطان المتحدث باسم الجيش الباكستاني ان اي جندي اميركي لا يشارك مباشرة في العملية، لكن مجموعة من عشرة ضباط في الاستخبارات تقدم مساعدة تقنية.
معتقلو غوانتانامو
وفي موضوع على صلة بالحرب ضد تنظيم القاعدة ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاحد نقلا عن مسئولين عسكريين أميركيين أن السجناء في معتقل غوانتانامو قدموا سيلا من المعلومات للمحققين خلال العامين الماضيين شملت معلومات تفصيلية عن تجنيد القاعدة لاعضاء مسلمين في أوروبا. وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين عسكريين واستخباراتيين إن المعتقلين الذين وصفتهم بالمتعاونين قدموا معلومات عن جهود القاعدة للحصول على أسلحة كيميائية وبيولوجية وتحدثوا عن تدريب منفذي التفجيرات الانتحارية وكشفوا عن كيفية استخدام تنظيم القاعدة للجمعيات الخيرية لجمع الاموال من أجل تحقيق أهدافه.
ونسبت إلى ضابط المخابرات المخضرم ستيف رودريغيز الذي يشرف على فرق الاستجواب قوله لقد استطعنا بفضل المعلومات التي حصلنا عليها هنا أن ننفذ عمليات وحتى حملات عسكرية.
وأضاف رودريجيز، طبقا للتقرير المنشور في موقع "نيويورك تايمز" على الانترنت، هناك حالات علمنا فيها عن خلايا نشطة واتخذنا إجراءات لتحطيم هذه الخلايا. وذكر مسؤول أميركي آخر أن المحللين تمكنوا من فهم طبيعة الشبكة التابعة للقاعدة في أوروبا والتي تختار الشباب المسلم الذين ينضمون لاحقا للتنظيم عن طريق الائمة والمراكز الثقافية الاسلامية ويرسلون في نهاية المطاف إلى أفغانستان.
وقال المسؤول إن هذه المعلومات أرسلت في الشهور الأخيرة إلى السلطات المختصة في أوروبا وقال رودريجيز إن عددا كبيرا من المعتقلين البالغ عددهم 610 لم يكونوا متعاونين مع المحققين، مشيرا إلى أن 50 على الاقل منهم هم من الجهاديين المتقدين الذين لم يتورعوا عن إخبارنا بأنهم إذا ما خرجوا (من المعتقل) سيذهبون لقتل المزيد من الاميركيين—(البوابة)—(مصادر متعددة)