أ.د. مشهور الرفاعي: %30 من برامجنا غير موجودة في جامعات المملكة
-جمعنا بين ميزات الجامعات الرسمية والخاصة.. ونوفر التفرغ العلمي للكادر التدريسي
-حصلنا على وسام الإستقلال من الدرجة الأولى في عام 2014
-النشر العلمي في مجلات الدرجة الأولى تضاعف بين 2014 - 2016 إلى 100%
-حصلنا على 20 مشروعا من اصل 70 مقدمة من الاتحاد الأوروبي للجامعات الاردنية
- حققنا عام 2011 المرتبة الثالثة على مستوى العالم في مسابقة مايكروسوفت Imagine Cup2011
- نحن الوحيدون في المملكة الذين تمكنا من الحصول على الاعتماد الأمريكي (ABET) لأربع تخصصات
عمان – البوابة – حوار / وسام نصرالله
تصدرت جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الأردنية مؤخرا قائمة الجامعات الرسمية والخاصة الاردنية في امتحان الكفاءة الذي عقدته هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، حيث حصلت على المركز الأول في المستوى العام والمركز الأول في المستوى الدقيق بنسبة 73% من برامجها، لتؤكد مجددا ريادتها العلمية والمعرفية، ولتحافظ على التميز في هذا الامتحان منذ عام 2004.
كما حصلت الجامعة خلال الفترة الأخيرة على المركز الأول بين الجامعات الأردنية في مسابقة البرمجة العربية ACM التي أقيمت مؤخراً في شرم الشيخ/ مصر، وبمشاركة أكثر من 100 فريق من الوطن العربي. كما حققت نتائج متميزة في مسابقات البرمجة المختلفة، وكان أهمها حصول فريق من الجامعة مؤخراً على المركز الأول عربياً والثامن عالمياً في مسابقة (IEEE-Extreme) من بين اكثر من2000 فريق.
وكانت الجامعة التي ترأس مجلس امنائها الأميرة سمية بنت الحسن، قد حصلت على وسام الإستقلال من الدرجة الأولى في عام 2014، نظرا لتميزها وريادتها المتميّزة في بناء قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأعمال في الأردن، وطرح تخصّصات فريدة من نوعها.
وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا التي تأسست عام 1991، معتمدة اعتماداً عاماً وخاصاً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهي جامعة خاصة غير ربحية، ويملكها مركز البحث التطبيقي الرئيسي في المملكة (الجمعية العلمية الملكية). وتقع مبانيها ضمن الجمعية العلمية الملكية في عمان.
للحديث عن إنجازات الجامعة والقفزات التي حققتها خلال السنوات الماضية، كان لنا هذا اللقاء مع رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، وفيما يلي نص الحوار:
* تحرص سمو الأميرة سمية بنت الحسن، على تشجيع الشباب على الريادة والابداع خاصة في الحقل المعرفي والتكنولوجي، فإلى أي مدى انعكس ذلك على آليات التطوير والتقدم في الجامعة ؟
-لقد كانت توجيهات سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس مجلس أمناء الجامعة منذ تأسيس الجامعة عام 1991، بوجوب التركيز على التميز والريادة والإبداع. وصحيح أن الجامعة تصنف ضمن القطاع الخاص إلا أنها مملوكة للجمعية العلمية الملكية التي ترأسها أيضا سمو الأميرة سمية، مما أضاف مزايا خاصة للجامعة تعطيها قوة دفع في التطور العلمي.
وحرصا من سمو الأميرة سمية على الوصول لأعلى مستويات الريادة جاء القرار بإنشاء مركز الملكة رانيا للريادة، الذي يخدم جميع الجامعات الأردنية في مجال الريادة .
واستطاعت الجامعة بفضل المتابعة المستمرة من قبل سمو الاميرة لكل صغيرة وكبيرة فيها، أن تتميز بالتخصصات والبرامج التي تقدمها مقارنة بالجامعات الأردنية الأخرى، إذ أن 30% من برامج البكالوريوس والدراسات العليا في الجامعة هي برامج نوعيه وليست تكرار لبرامج موجودة في الجامعات الأخرى، ومنها برنامج الماجستير في ريادة الأعمال وبرنامج ماجستير أمن المعلومات والجرائم الرقمية -الوحيد على مستوى المنطقة- وبرنامج ماجستير إدارة الأعمال الدولية بالتعاون مع جامعة لانكستر، وبرنامج الدكتوراة في علم الحاسوب، وبرنامج ماجستير هندسة نظم المؤسسات، وبرنامج علم الرسم الحاسوبي، وبرنامج التسويق الإلكتروني والتواصل الاجتماعي، وخريجي هذه البرامج ينخرطون في سوق العمل فور تخرجهم من الجامعة.
*حصلت الجامعة على المرتبة الاولى في امتحان الكفاءة الجامعية في المستوى العام بحسب رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الدكتور بشير الزعبي، ماذا تقول عن هذا الإنجاز ؟
إن هذا الإنجاز النوعي ليس بجديد على جامعتنا التي منذ أن بدأ عقد امتحان الكفاءة عام 2004 وهي في المقدمة على مستوى الجامعات الاردنية، وفي العام الماضي حصلت الجامعة على المركز الأول في المستوى الدقيق بنسبة 73% من تخصصاتها.
ويعود هذا التميز لطلبة جامعتنا في امتحان الكفاءة، نظرا لما تقدمه الجامعة لهم من تجهيزات متميزة، وتوفير أحدث المختبرات، هذه بالإضافة إلى استقطاب الجامعة لأفضل الكفاءات والخبرات الأكاديمية للعمل فيها.
وفي هذا السياق أقول وبكل أسف أن كثيراً من جامعاتنا "الحكومية والخاصة" عانت في السنوات الأخيرة من الإشكالية المادية التي انعكست بشكل سلبي على محاولات تطوير وتحديث أجهزتها ومختبراتها، مما اثر على المخرجات التعليمية لديها.
*كيف استطعتم تجاوز الأزمات المادية التي تعصف بكثير من الجامعات الخاصة ؟ وما هي الأسس التي تعتمدون عليها لاستقطاب الكفاءات الأكاديمية ؟
-إن رسوم الساعة الدراسية المعتمدة لدينا تتراوح بين 80 – 90 دينارا وهي رسوم جيدة، يتم استثمارها جميعا في هذا الجانب وجوانب التطوير الأخرى، لأننا بالأساس جامعة غير ربحية، وتوفر الجامعة منحاً للطلبة بنسب متفاوتة، كما أننا كنا من السباقين بين الجامعات الأردنية للحصول على دعم لمشاريع من الاتحاد الأوروبي، حيث حصلت الجامعة على دعم 20 مشروع من أصل 70 مشروع تم دعمهما في الجامعات الأردنية، وتشرف الجامعة على إدارة 5 من هذه المشاريع، وقد ساعدت هذه المشاريع في تحديث وتطوير الأجهزة في بعض المختبرات في الجامعة.
أما بالنسبة لكيفية استقطاب الكفاءات الأكاديمية ، فإن ذلك يكون عبر المفاضلة بين مجموعة كبيرة من الأكاديميين أصحاب الكفاءات العالية، وخريجي أفضل الجامعات العالمية، وانتقاء الأفضل من بينهم للعمل كأساتذة في الجامعة، إذ أن التنافس يصل أحيانا لاختيار شخص من بين 60 أكاديميا.
هذا بالإضافة إلى أن هنالك عدة أسباب تدفع الأكاديميين للعمل في جامعتنا، والتي منها: الرواتب الجيدة التي تعتبر من أفضل الرواتب في الجامعات الأردنية، والإمكانيات البحثية العالية التي توفرها الجامعة للكادر التدريسي والطلبة، وتوفير الأجواء المريحة للبحث العلمي، وكذلك التسهيل على أساتذة الجامعة المشاركة بالمؤتمرات العلمية والبحثية، إضافة إلى الحوافز المادية التي تقدمها الجامعة للأكاديميين الذي يقدمون أبحاثا علمية مميزة وبراءات الاختراع، وفي آخر سنتين ركزت الجامعة بشكل كبير على نوعية البحث العلمي، فتضاعف النشر العلمي بين 2014 - 2016 في مجلات الدرجة الأولى بنسبة تصل إلى 100%.
ويجب أن نشير هنا إلى أن الأعداد القليلة للطلبة داخل القاعات والذي يصل بين 20 – 30 طالبا داخل القاعة الواحدة ، يشكل إضافة نوعية تمكن الأستاذ الجامعي من التواصل والتفاعل مع طلبته بشكل ديناميكي أكثر، بما يعظم الفائدة العلمية.
* الإنجازات تتواصل خاصة بعد حصولكم مؤخرا على المركز الأول من بين الجامعات الأردنية في مسابقة البرمجة العربية ACM التي أقيمت في شرم الشيخ/ مصر، وبمشاركة أكثر من 100 فريق من الوطن العربي، وقبلها حصولكم على المركز الأول عربياً والثامن عالمياً في مسابقة (IEEE-Extreme) من بين اكثر من2000 فريق، بماذا تعلق على هذه الإنجازات ؟
-لا أبالغ حين أقول أن جامعتنا الأولى أردنيا على مستوى البرمجة، والدليل على ذلك أن معظم المسابقات التي تخوضها الجامعة محليا تحصد فيها المراكز الأولى دون منازع، وما يهمنا حاليا هو تحصيل موقع متقدم على المستويين العربي والدولي، وبالتأكيد فإن التميز الذي حققناه في هذه المسابقات يعتبر أكبر دليل على طموحاتنا وسعينا الدائم للتطور.
كما أن الجامعة استطاعت أن تحقق إنجازا في مسابقة ACM عندما عقدت قبل عدة أشهر على مستوى الجامعات المحلية في جامعة الزيتونة، حيث حصدت الجامعة 8 مراكز من بين أول 10 مراكز من بينها الأول والثاني والثالث.
وفي مسابقة (IEEE-Extreme) التي خضنا منافساتها قبل ما يقارب الشهرين، كنا الأول عربيا وحققنا فيها المركز الثامن على مستوى العالم، مع العلم بأنه ترتيب الجامعة في هذه المسابقة كان قبل سنتين 25 على العالم وقبل سنة قفزنا للمركز 17، وهذا مؤشر آخر على مستوى التقدم الذي حققناه بفترات زمنية قياسية وقصيرة نسبيا.
كما أن الجامعة فازت عام 2011 بالمرتبة الثالثة على مستوى العالم في مسابقة مايكروسوفت Imagine Cup2011 مما جعل الأردن أول دولة تحقق هذا الإنجاز على مستوى الشرق الأوسط.
*تصنف الجامعة ضمن القطاع الخاص حسب قانون التعليم العالي، لكن المالك لها هي الجمعية العلمية الملكية، فكيف انعكس ذلك ايجابا على الجامعة ؟
-نحن جامعة خاصة غير ربحية، والجمعية العلمية الملكية التي تمتلك الجامعة تؤكد دائما على تخريج نوعية مميزة من الطلبة تلبي حاجة السوق المحلي والأقليمي.
وفي الحقيقة حاولت الجامعة أن تمنح أفضل الامتيازات الموجودة في الجامعات الحكومية والخاصة للأكاديميين العاملين فيها، فعلى سبيل المثال تمنح الجامعة أعضاء الهيئة التدريسية إجازة تفرغ علمي ويتم تعيينهم بصفة ثابتة على الكادر، كما هو الحال في الجامعات الحكومية، ونحن الجامعة الخاصة الوحيدة التي تعطي هذه الميزة.
وفي الوقت الذي يتم فيه تعيين الأساتذة بعقود في الجامعات الخاصة، نحن على العكس من ذلك تماما، فإننا نقوم بتعيين الأستاذ الجامعي بعقد لمدة سنة واحدة فقط، وبعدها يتم تعيينه على الكادر بصفة دائمة بعد ان يقدم بحثا علميا معتمدا حسب الأصول.
*كيف تستثمرون الاعتماد الخارجي للجامعة، لوضعها على خارطة الجامعات العالمية ؟
إن سقف طموحاتنا في الجامعة عالياً، ونتطلع لمقارنة الجامعة بالجامعات العالمية ونحاول الوصول لمستوياتها المتقدمة، وبالتأكيد هذا لا يكون بسهولة وإنما يكون عبر تحصيل الاعتمادات الدولية التي لها مقاييس معينة، وكذلك من خلال التشبيك مع تلك الجامعات ببرامج ومشاريع تظهر قصص نجاح.
ونحن الجامعة الوحيدة في الأردن التي تمكنت من الحصول على الاعتماد الأمريكي (ABET) لأربع تخصصات، الهندسة الإلكترونية، هندسة الحاسوب، هندسة الاتصالات في كلية الهندسة، وعلم الحاسوب بكلية تكنولوجيا المعلومات (IT)، وكذلك سنتقدم لاعتماد برنامج جديد في هندسة القدرة والطاقة الكهربائية، كما حصلت الجامعة على عضوية الاعتماد الأمريكي (AACSB) لكلية الأعمال، وخلال سنوات قليلة ستكون جميع كليات الجامعة معتمدة اعتماداً خارجياً.
والاعتماد الأمريكي لكلياتنا يحقق العديد من المكاسب للجامعة والتي منها، معاملة خريجي الجامعة الراغبين بإكمال الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية بنفس معاملة خريجي تلك الجامعات، كما أن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة تكون لهم أولوية التعيينات في كثير من الجامعات العربية والعالمية.
وبخصوص التشبيك في البرامج مع الجامعات العالمية، كانت جامعتنا سباقة بهذا النهج، فلدينا برامج "الماجستير" المشتركة مع جامعات بريطانية وبلجيكية، كما أن أول شراكة حقيقية بين جامعتين داخل الأردن كانت بين جامعتي الأميرة سمية للتكنولوجيا والألمانية الأردنية.
هذا وقد تم مؤخراً توقيع اتفاقيتين مع جامعات أمريكية من أجل تنفيذ برامج مشتركة على مستوى البكالوريوس والماجستير (Dual Degrees)، ونعمل حاليا على استحداث برامج مميزة مع جامعات بريطانية.
إن التميز الذي حققته الجامعة على مدار السنوات الماضية لعب دورا مهماً في تشجيع الجامعات العالمية على التعاون مع هذه الجامعة، ومن هذه الجامعات جامعة هونج كونج التقنية والتي لديها تخصصات متقدمة جدا على مستوى العالم. وكذلك المعهد التكنولوجي الهندي، الذي يصنف كأحد أفضل المعاهد في العالم في مجال التكنولوجيا.
*كثر الحديث مؤخرا حول واقع الجامعات الخاصة في ضوء ضعف إقبال الطلبة للدراسة فيها، فإلى ماذا تعزو ذلك ؟ وهل استطعتم تجاوز هذه الأزمة التي تعاني منها كثير من تلك الجامعات ؟
-نحن الجامعة الوحيدة في الأردن التي تشترط على الطلبة الراغبين بالدراسة فيها، الخضوع لامتحانات قبول في كل التخصصات، وأن لا يقل معدل الطالب في امتحان الثانوية العامة عن 70%.
وفي الوقت الذي تعاني فيه الجامعات الخاصة الأخرى من تدني نسبة أعداد الطلبة الملتحقين بها، فإننا على العكس من ذلك لا نعاني من نقص عدد الطلبة بل إن نسبة الرفض لدينا لطلبات الراغبين بالتسجيل في الجامعة
تصل لحدود 65% .
وبقراءة سريعة لمعدلات الطلبة لدينا نلاحظ أن 75% منهم معدلاتهم بالأساس فوق 80%، والنسبة المتبقية من الطلبة معدلاتهم فوق 70%.
*هل استطعت أن توائم بين عملك الإداري كرئيس للجامعة، وعالم يعني بالبحث الأكاديمي والعلمي؟ وهل شكل عملك الإداري إضافة نوعية لمجهوداتك العلمية ؟ ولكل عالم براعم من تلاميذه يعتني بهم ويقدم لهم الإرشاد، فهل حدثتنا عن ذلك ؟
-عندما عينت في عام 1993 رئيسا لقسم الرياضيات من قبل معالي الدكتور وجيه عويس الذي كان وقتها عميدا لكلية العلوم في جامعة اليرموك ، كانت لدي هواجس أن يشغلني العمل الإداري عن العمل الأكاديمي والبحثي، لدرجة أنني صارحته بذلك الهاجس ومخاوفي من الانشغال بالعمل الإداري على حساب العمل التدريسي والبحث العلمي، خاصة وأنني كنت في ذلك العام قد حصلت على جائزة شومان لأفضل عالم عربي شاب في الرياضيات والإحصاء والحاسوب، فكان رده بتشجيعي على المواءمة بين العملين الإداري والأكاديمي.
ومنذ ذلك التاريخ والعمل الإداري يترافق مع البحث العلمي دون طغيان لجانب على الآخر، والمتتبع لمسيرتي البحثية وإنجازاتي في النشر العلمي سيرى أن هذا النشر قد تضاعف، بعد حصولي على رتبة الأستاذية، مع المحافظة على المشاركة المستمرة بالمؤتمرات العلمية بشكل سنوي. بالتأكيد المسؤوليات الحالية الملقاة على عاتقي كرئيس للجامعة تفرض علي بعدا آخر ومجهودا أعلى في العمل الإداري، لا تترك لي حرية العمل البحثي كما في السابق، مع العلم أنني أحافظ على صلة مميزة ومباشرة بطلبتي المبدعين في برنامجي الماجستير والدكتوراه، سواء في الجامعة أو الذين يتم ابتعاثهم للدراسة في الخارج.
*كيف تنظر إلى مستوى التعليم الأكاديمي في الأردن مقارنة بالدول العربية الأخرى ؟ وهل نعاني من هجرة الكفاءات والعلماء إن صح قولنا ؟
-إن التعليم الأكاديمي في الأردن يأخذ حيزا متقدما ومهما على مستوى المنطقة، وصحيح أن جامعاتنا لم تدخل ضمن أفضل 500 جامعة في العالم، ولكن هذا لا يعني أن جامعات عربية دخلت ضمن دائرة ذلك التصنيف بأفضل حال منا.
ومن المعروف أن الجامعات الأردنية بشكل عام مصدرة للكفاءات على المستوى العربي، لتميز خريجيها ، كما أن هناك الكثير من العلماء الأردنيين في الخارج والذين لهم إسهامات مهمة على صعيد البحث العلمي، والذين منهم الدكتور عمر ياغي المقيم في الولايات المتحدة والمرشح لنيل جائزة نوبل في حقل الكيمياء.
وباعتقادي أن من أسباب هجرة الكفاءات توفر ظروف ومناخات تساعد تلك الكفاءات على الإبداع بشكل أفضل واعمق بحكم التجهيزات التي تتاح لها، مع العلم أن وجود العلماء الأردنيين المبدعين في الخارج سينعكس إيجابا بشكل أو بآخر على الأردن، عندما يعودون في يوم من الأيام ليسخروا إبداعاتهم في خدمة وطنهم وأبناء شعبهم.
*يتحدث البعض عن انعدام الشفافية والعدالة في مؤسساتنا التعليمية فيما يتعلق بتوزيع المنح والبعثات، كيف تنظر إلى ذلك، وإلى أي حد تجاوزتم هذه الإشكالية ؟ وماذا عن طبيعة الأبحاث التي تقدمونها للمجتمع، وهل تنزع للتطبيقية أم للجانب النظري البحت ؟
-نسمع أحياناً عن حقوق مهضومة لبعض الطلبة الأوائل في المنح والبعثات في بعض مؤسساتنا التعليمية في الأردن، لصالح الأقل منهم في الكفاءة والدرجة العلمية، ولكن هذه المشكلة يمكن تصنيفها في إطار المشاكل الاجتماعية، وهذه المشكلة لا يعاني منها فقط الطلبة المتفوقون والمبدعون وإنما يعاني منها كذلك الموظفون والأكاديميون المتميزون، ممن لا يجدون التقدير الذي يستحقونه في مؤسساتهم، فيؤثر ذلك على انتاجيتهم وإبداعهم.
نحرص في هذه الجامعة على أن يأخذ الطلبة المبدعون ما يستحقونه من متابعة وتقدير واهتمام، وكذلك الأمر ينطبق على أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، فطلبتنا الذين يتميزون نكافئهم، نحتفل بهم، ونكرمهم بما يستحقون، وفي السنة الدراسية الماضية شكلنا لجنة لمتابعة الطلبة الموهوبين في الجامعة، وفي السنة الحالية أسسنا مكتبا ليتولى متابعة طلبتنا المبدعين الذين مثلوا الجامعة في المسابقات الدولية وحققوا إنجازات متميزة، وتكريمهم من قبل رئاسة الجامعة والوقوف على احتياجاتهم بهدف تعظيم الإنجازات لديهم، وتذليل أي عقبة تواجههم، وكذلك متابعة أفكارهم وملاحظاتهم مع الكادر التدريسي المشرف عليهم، لتأمين وتوفير الأجواء المريحة لهم وما يحتاجونه ليكونوا مؤهلين على مستوى المسابقات المحلية والدولية، هذا وقد استطاعت الجامعة أن توفر لطلبتها المتفوقين عددا من المنح والبعثات الخارجية لإكمال دراساتهم العليا في جامعات عالمية، إذ أنه في اللحظة التي يشعر الطالب المميز أنه يلقى التقدير والاحترام من جامعته، سيزداد انتماؤه لها، وسيعمل على العودة للعمل فيها بكل وفاء وإخلاص.
أما فيما يتعلق بالأمور البحثية، فإن أولوياتنا في الجامعة ترتكز على الأبحاث التطبيقية مثل البيئة والطاقة، لإدراكنا مدى أهميتها لمجتمعنا واقتصادنا الأردني.
*هل أنت راض عن مشاركة الجامعات الخاصة في رسم السياسات الخاصة بوزارة التعليم العالي ؟ وما هي رؤيتك لهذه السياسات و"التشبيك" مع الجامعات ؟ وكيف تنظر لملف العنف الجامعي الذي بدأ يؤثر على سمعة الجامعات الأردنية في الخارج ؟
-لا شك بأنه في آخر سنتين عانت الجامعات الخاصة من الانخفاض الكبير في أعداد الطلبة المقبولين فيها، لأن الجامعات الحكومية أخذت النسبة الأعلى من تلك القبولات، بحكم خفضها لمعدلات القبول، وحتى الجامعات الرسمية لم تنج من تلك المعاناة بسبب انخفاض أعداد طلبة الموازي فيها، وبإعتقادي فأن ما حدث بشكل منبهاً جيداً للجامعات من جهة إعادة النظر بطبيعة التخصصات والبرامج الموجودة فيها، والعمل على إعادة النظر بهذه البرامج وما يمكن دمجه، وإيجاد تخصصات متداخلة بديلة للتخصصات التقليدية، كما أنه على وزارة التعليم العالي التنبه جيدا لأي برامج جديدة تطرح في الجامعات، وإشتراط أن تكون تلك البرامج والتخصصات نوعية وتقدم إضافة جديدة.
الأمر الآخر فإنه على كل جامعة أن تبحث عن مكامن قوتها، وأن تعمل على تعزيزها وتطويرها، فعلى سبيل المثال "جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا" تتميز بالتكنولوجيا بكل تخصصاتها ، وهذا ما مكنها وجعلها في صفوة الجامعات بالنسبة للتخصصات التي تقدمها.
أما بخصوص العنف الجامعي، فإنه وبحمد الله لم يكن يوما في جامعتنا ولم تسجل أي حالة لدينا منذ تأسيس الجامعة وحتى اللحظة، وللعنف الجامعي أسباب أبرزها سياسات القبول في الجامعات، وقبول طلبة من أصحاب المعدلات المتدنية في تخصصات وبرامج تحتاج لمعدلات عالية، وبالتالي عدم مقدرة الكثير من هؤلاء الطلبة على اجتياز المراحل الدراسية بنجاح وتعرض الكثيرين منهم للرسوب والفشل، مما يعزز لديهم الميل للعنف كتعويض لفشلهم.
ومن الأسباب الأخرى المؤدية للعنف في جامعاتنا غياب الأنشطة اللامنهجية، التي تعمل على قتل وقت الفراغ لدى الطالب، فنحن في الجامعة على الرغم من صغرها مقارنة بجامعات أخرى، فإننا استطعنا أن نعزز الجانب اللامنهجي بكثير من الأمور التي كان منها مؤخراً استضافتنا للاتحاد الرياضي للجامعات الأردنية، وخلال عام ونصف استطعنا أن نقدم أضخم بطولة في تاريخ الجامعات الأردنية بمناسبة مئوية الثورة العربية الكبرى، حيث شارك فيها ما يقارب ال 800 طالب من مختلف الجامعات، لذلك وباختصار شديد نحن بحاجة لضبط المدخلات وقتل وقت الفراغ لدى الطلبة، والتواصل المستمر معهم، للتقليل من ظاهرة العنف بين الطلبة في جامعاتنا.
السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي:
درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة اليرموك عام 1981.
درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة الينوي – أوربانا شامبين/ أمريكا عام 1985.
درجة الدكتوراه في الرياضيات/ تخصص تبولوجيا جبريه من جامعة ولاية كولورادو الأمريكية عام 1989م.
الخبرات العملية:
رئيساً لجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا منذ شهر 8/2014 ولغاية الآن.
نائباً لرئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا منذ شهر 9/2010 - 8/2014
نائبا لرئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية منذ 20/8/2006 ولغاية 6/9/2010م.
العميد المؤسس لكلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك خلال الفترة مـن 2002 – 2006م.
نائباً لعميد كلية العلوم في جامعة اليرموك خلال الفترة من 1998-2002م.
رئيساً لقسم الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة الإمارات للعام الدراسي 1997/1998م.
رئيساً لقسم الرياضيات في جامعة اليرموك خلال الفترة من 1993-1995م.
عضو هيئة تدريس في جامعة الإمارات خلال الفترة من 1995-1998م.
عضو هيئة تدريس في جامعة اليرموك منذ عام 1989م، وقد تمت ترقيته إلى رتبة أستاذ في الرياضيات عام 1999م.
الجوائز والمنح:
جائزة عبد الحميد شومان لأفضل عالم عربي شاب في الرياضيات والإحصاء والحاسوب لعام 1993م.
جائزة أفضل مدرس في جامعة أونينيتونو الايطالية للتعلم عن بعد عام2005.
منحه من المانيا لعمل أبحاث خلال صيف 1995 في جامعة شتوتجارت.
بعثه دراسية من جامعة اليرموك لإكمال درجة الماجستير والدكتوراه في أمريكا.
منحه دراسية من جامعة الينوي الأمريكية وعمل برتبة مساعد تدريس في تلك الجامعة خلال العام الدراسي 1984/1985م.
منحه دراسية من جامعة ولاية كولورادو وعمل برتبة مساعد تدريس في جامعة ولاية كولورادو الأمريكية خلال الفترة من 1986-1989م.