أظهر تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' في القسم المتخصص بأميركا وكندا، تراجعا مستمرا في شعبية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ونقل التقرير عن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، قوله إنه في حال استخدمت واشنطن الفيتو ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإن خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة العام الماضي لن يعبّر بعد الآن عن السياسة الخارجية الأميركية.
وقال التقرير إن ما صدر عن أوباما يندرج في إطار الأقوال غير ذات المعنى وغير المعبرة عن السياسة الخارجية الأميركية، فهو تنكر لكل وعوده للعالم الإسلامي، وباستخدام الفيتو فهو يستعدي العالم العربي والإسلامي في الوقت الراهن.
وأضاف التقرير أن التهديد باستخدام حق النقض 'الفيتو' ضد التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، يعبر عن فشل سياسة أميركا في الشرق الأوسط.
وذكر التقرير أن خطاب أوباما في الأمم المتحدة يعتبر تنكرا لخطابه السابق في العام 2009 في جامعة القاهرة، ولخطابه العام الماضي في الأمم المتحدة والذي أعرب فيه عن أمله بأن يرى دولة فلسطين في العام القادم (الجاري) عضوا في الأمم المتحدة، وجاء ليحاربها اليوم في خطابه قبل عدة أيام.
واستغرب التقرير كيف انقلب أوباما على الانتقادات الكبيرة التي وجهها إلى سياسة الاستيطان الإسرائيلية، والتي قال إنها عقبة في طريق السلام، ودعمه للمطالبة الفلسطينية بتجميد الاستيطان في الماضي، في حين أنه بخطابه الأخير وضع حدا لحل الدولتين على المدى البعيد.
وقال التقرير إن الاستطلاعات أظهرت أن 83% من الشعب الفلسطيني يؤيدون توجه الرئيس إلى الأمم المتحدة، كما يؤيدون مساعي الرئيس محمود عباس للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ويؤيدون ما أسماه قائدهم 'الربيع الفلسطيني' الذي ينكره أوباما وسط دعمه للربيع العربي.
وأضاف التقرير أن الآثار المترتبة على الفيتو الأميركي المتوقع ضد الدولة الفلسطينية ستكون سلبية على الولايات المتحدة ما يعني تهديد مكانتها ودورها في الشرق الأوسط بأكمله في ظل الاصطفاف العربي والإسلامي العالمي إلى جانب الطلب الفلسطيني، وسط معارضة محدودة من عشرات الدول، بينها إسرائيل وأميركا.
وبين التقرير أن صورة الولايات المتحدة التي جرى تحسينها على مدار السنوات الماضية في العالم الإسلامي أصبحت مهددة بشكل كبير، لأن قضية فلسطين تعتبر إحدى أهم القضايا المحورية في الشرق الأوسط، وبحاجة لعلاج لها للتخلص من هذا الملف المزمن المحرج للسياسة الأميركية في العالم الإسلامي والعربي