تشير التقديرات التي دفعت الولايات المتحدة لاعادة قواتها الى الخليج فيما تقوم بريطانيا بدورها بالتنسيق مع اوربا لتشكيل وحدة بحرية لحماية مضيق هرمز الذي يعد الانبوب الذي يتدفق منه اكثر من نصف النفط الى العالم الى ان الهدف هو قطع رجل روسيا من المنطقة
الولايات المتحدة خلال العقد الماضي وعبر اكثر من رئيس يمثل الحزبين المتنافسين الجمهوري والديمقراطي، دعو الى الكف عن الادمان على نفط الخليج، وبدأت التوجهات نحو استخراج الزيت الصخري من اراضي الولايات المتحدة لكن العودة المفاجئة ووقف الانسحاب من سورية والعودة الى قواعد السعودية والتعزيز في العيديد في دولة قطر بعد توسيعها تثير التساؤول؟
الولايات المتحدة واوربا تعملان بالدرجة الاولى على عدم احداث فراغ قد يسيل عليه لعاب روسيا المتحالفه مع ايران، بالتالي فان روسيا تتاهب للانقضاض على هذه المنطقة الحيوية التي ما فتأت اميركا وبريطانيا تعتبرانها عمق استراتيجي وسياسي واقتصادي
قوات اميركيةالى السعودية
التحرك العسكري الأمريكي ناحية الخليج العربي عزاه أستاذ العلاقات الدولية، طارق فهمي، إلى سبب إضافي، وهو خشية واشنطن من انفراط عقد تحالفاتها في المنطقة لصالح روسيا.
وتبذل موسكو، المنافس الاستراتيجي لواشنطن في المنطقة على النفوذ، جهودًا مكثفة لتعزيز علاقاتها مع العديد من العواصم الفاعلة في الشرق الأوسط.
وأضاف فهمي، في تدوينة بـ"فيسبوك" السبت، إن المنطقة تشهد تطورات إقليمية غاية في الأهمية، بينها "إرسال القوات الأمريكية للسعودية".
وأرجع تلك الخطوة إلى الرغبة في "تشكيل تحالف عسكري (ناتو عربي) وتطبيق استراتيجية من ليس معنا فهو ضدنا".
تأمين الملاحة
التواجد العسكري الأمريكي عده أكاديمي وخبير مصريان نواة لتحالف عسكري عربي دولي، لتأمين الملاحة في مضيق هرمز، والحد من نفوذ طهران عليه، إضافة إلى خشية واشنطن، وفق أحدهما، من انفراط عقد تحالفاتها في المنطقة لصالح موسكو.
فيما اعتبر أكاديمي ثانٍ أن ذلك التواجد العسكري، وهو الأول من نوعه منذ 16 عامًا، مجرد تواجد "رمزي" لا يعدو كونه رسالة طمأنة من واشنطن لحليفتها الاستراتيجية الرياض، بعد انسحاب الإمارات من حرب اليمن وفق ما نقلت وكالة انباء الاناضول
وأعلنت السعودية، الجمعة، استقبالها لقوات أمريكية، بهدف "رفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة وضمان السلم فيها".
وقالت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي، السبت، إن وجود قوات في السعودية يمثل "رادعًا إضافيًا" في مواجهة التهديدات "الحقيقية" بالمنطقة.
وتفيد تقارير إعلامية غربية بأن الجيش الأمريكي سينشر بطاريات صواريخ "باترويت" الدفاعية، وسرب من طائرات "إف-22" المقاتلة، في قاعدة الأمير سلطان الجوية، على بعد نحو 80 كم عن العاصمة الرياض.
وسبق أن استخدمت واشنطن تلك القاعدة كمركز قيادة في حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت من القوات العراقية)، عام 1991، وأثناء غزو العراق، عام 2003، ثم غادرتها في ذلك العام.
أنس القصاص، الباحث المصري في الشؤون الاستراتيجية وقضايا الأمن الدولي، قال إن التواجد العسكري الأمريكي في السعودية يستهدف مواجهة توسع النفوذ الإيراني في المنطقة وفق الاناضول التركية
وأضاف أن إسقاط طهران لطائرة أمريكية مسيرة، الشهر الماضي، ثم احتجاز ناقلات نفط في مضيق هرمز (يعبر منه ثلث النفط الخام العالمي المنقول بحرًا)، سرع من إدارك أهمية وجود تحالف للتصدي لطهران.
ورأى أن تلك القوات تمثل نواة لتحالف دولي عربي، لتأمين الملاحة في مضيق هرمز، والحد من نفوذ طهران عليه، وستشارك فيه دول غربية أخرى.
بينما استبعد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، سعيد صادق، توجيه ضربة عسكرية لإيران. وقال: لا توجد نية لدى واشنطن لشن هجوم، فهي تعتمد على طرق أخرى، وهي تأثيرات العقوبات الاقتصادية، التي ربما تؤدي إلى انفجار داخلي، وإضربات عمالية، وثورة، ومن ثم إضعاف النظام الحاكم في طهران.
وانسحبت واشنطن، في مايو/ أيار 2018، من الاتفاق النووي متعدد الأطراف، الموقع مع طهران عام 2015، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية عليها.
ومع مرور عام على ذلك الانسحاب، بدأت إيران خفض التزاماتها بموجب الاتفاق، الذي يفرض قيودًا على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
فشل الناتو العربي
ومنذ عامين، تتحدث الولايات المتحدة، عبر اجتماعات وبيانات، عن خطة لبناء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي " MESA " (الناتو العربي)، للتصدي للنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، ورفع القدرات القتالية والدفاعية للدول الشريكة.
وأعلنت السعودية، في 9 أبريل/ نيسان الماضي، أنها استضافت اجتماعًا ضم الولايات المتحدة، الإمارات، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، قطر والأردن، في إطار التحضير لإطلاق "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي".
ووصفت الرياض الاجتماع بالمهم، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ولم تشارك مصر، أحد أبرز الحلفاء الإقليميين للسعودية، في الاجتماع العربي الأمريكي.