تقرير: تأخر الزواج يطارد فتيات غزة وشبابها

تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2015 - 06:55 GMT
قال الرسول الكريم: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه
قال الرسول الكريم: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه

غزة- من نضال أبو شربي
"اقلهن مهراً أكثرهن بركة" باتت الأكثر ترديداً على لسان الشباب اليوم في الشارع الغزي وكأنهم يردون من خلالها إيصال رسالة إلى الفتيات وأهلهن في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه الشباب هذه الأيام ، بحيث أصبح الشباب عاجزين عن الإقدام على خطوة الزواج نظرا للتكاليف الباهظة للشقة والأثاث ومصروفات مراسم إقامة الحفل والفرح.
أراء الشباب
تأخر الزواج في صفوف الفتيات تزداد بشكل مستمر ويرجع البعض السبب الحقيقي لذلك هو فقدان الشباب في الحروب والتصعيدات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من العدو الصهيوني.
الشاب مصطفى صرصور" 24 عاماً قال: كشباب مقبلين على الزواج نواجه مطالب صعبة وتعجزيزية من أهل العروس كالمهر العالي واختيار صالات فخمة، وأصبح البعض يقارن نفسه بالعائلات الغنية التي تطلب مهراً يزيد عن العشرة ألاف دينار.
محمد حسونة 23 عاماً الذي اختلف مع الجميع يرى أن المهر السائد في قطاع غزة "5 ألاف دينار" هو قليل بالنسبة لشريكة الحياة وأنها لا تقدر بثمن ، وأنه قبل فترة طلب من والده الزواج رد عليه قائلاً:" لو ظل الحال هيك راح أطلق أمك".
" خلينا عزابية أحسن وما بدنا نعيش الهم من أول العمر" هذا ما قاله رمضان أبو سكران 23 عاماً ، متابعاً أنه يجب أن نعمل في ثلاث وظائف حتى نتزوج وهذا خارج عن طاقتنا لنوفر مقومات الزواج.
بنما الشاب نور الدين شامية 21 عاماً يقول بغض النظر عن ارتفاع أسعار الذهب والملابس هناك بعض المبالغة أحياناً من الأهالي في طلب المهور من الشباب مما يسبب عبءٌ كبير على الشباب بجانب أسعار الشقق ومواد البناء.
كثير ما نسمع على أن الفتاة تقاس قيمتها بالمهر المقدم لها ، هنا تكمن المشكلة بحد ذاتها الفتاة صفاء لبد 22 عاماً عارضت هذا المبدأ قائلة لا يجب أن يكون المهر عالي بهذا الشكل ولا يقاس قيمتها بالمال فقط وإنما بأخلاقها وحسبها ونسبها ودينها.
ونوهت ناهد قزعاط 20 عاماً إلى حالات زواج الأقارب متابعةً أن في هذه الحالات يضيع حق الفتاة أحياناً تحت اسم العشرة والقرابة ويهدر حقها المالي.
وأوضحت قزعاط أن الفتاة ليست طرفاً فاعلاً في هذه القضية وإنما تكون ضحية لعادات وتقاليد العائلة والمجتمع.
واعتبرت هبة محمد برغم تجاوز عمرها 34 عاماً أن المهر ليس ذات أهمية بالنسبة لها كفتاة ترغب بالزواج الأهم الأخلاق التي يتمتع بها الشاب الذي سيتقدم لخطبتها ، وأن هناك مفهوم خاطئ تنعت به الفتاة حينما يكون مهرها قليل واتهاماتها بارتكابها بجرائم ومخالفات ما أنزل الله بها من سلطان.
أراء الإباء
الحاج محمد حسين يقول: لدي شاب اقترب من الزواج ولا استطيع توفير مطالبه لعدة أسباب أبرزها: ارتفاع المهور والأسعار بشكل عام للحياة الاقتصادية والتي عملت على استنزاف الراتب الشهري بحيث أصبح لا يكفي لسد حاجياتنا الأساسية.
عبد القادر إبراهيم والذي يعتبر نفسه قد غرق في بعض الإشكاليات نتيجة زواج ابنه الأكبر عمل على تأخير زواج أبنه الأصغر حتى لا تتكرر مرة أخرى، مضيفاً أنه لا يوجد أي من مقومات الحياة لإتمام هذه الخطوة .
أما الأم كفاية الحلو 44 عاماً والتي تبحث عن شريكة الحياة لأبنها طالبت من الحكومة توفير فرص عمل للشباب ومساعدتهم ، متابعةً أنّ المسألة لا تقتصر على المهور فقط بل هناك الكثير من العوائق أمام الشباب في ظل الظروف التي يعاصرها مجتمعنا الفلسطيني.
رأي الشرع
ويرى الشيخ حسن اللحام مفتي قطاع غزة أنه لا يوجد حد أعلى أو أدنى للمهور، وعلى الأهل مراعاة ظروف الشباب التي يمرون بها ، كما عليهم ضمان حقوق ابنتهم المالية فالمتطلبات كثيرة والظروف صعبة لافتاً إلى ضرورة التماس معايشة الواقع وعدم التضييق على الخاطب.
ودعا اللحام إلى ضرورة العمل بمعيار الدين والأخلاق مثالاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام" إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
الخطر المجتمعي
يعاني المجتمع الفلسطيني من ظاهرة تأخر الزواج التي انتشرت إبان الفترة الأخيرة جراء الضيق المالي والكساد الاقتصادي وعزوف بعض الشباب عن الزواج بالإضافة إلى بعض الأسباب.
وداد أبو هين أستاذة علم الاجتماع قالت إن المخاطر التي يعانيها المجتمع جراء وجود هذه الظاهرة كبيرة جداً وحتى نقلل منها ، لابد من تقليل نسبة الزواج المبكر الذي يؤدي إلى تأخر عدد كبير من زواج الفتيات وبالتالي زيادة عزوف الشباب عن الزواج.
إحصائيات وأرقام
تختلف الإحصائيات والنسب من دولة إلى أخرى حسب بعض القوانين والأفكار السائدة فيها، فحسب دراسة نظمها باحث فرنسي مطلع العام 2010 سجلت فلسطين أقل نسبة على المستوى العربي بواقع 7% بينما تربعت لبنان على عرش الصدارة لتصل نسبتها 86% كاعلى نسبة في البلدان العربية.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن