تقارير: مبادرة سعودية جديدة تلغي حق العودة

تاريخ النشر: 24 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

كشفت تقارير صحف عربية عن مبادرة سعودية جديدة لحل الصراع العربي الاسرائيلي ترتكز على المبادرة التي كانت طرحت في قمة بيروت غير ان المبادرة الجديدة تقدم حلا لقضية اللاجئين تستند على شطب حقهم في العودة الى فلسطيني عام 1948. 

قالت صحيفة "السياسية" الكويتية الصادرة اليوم عن ديبلوماسي خليجي على صلة قوية بوزارة الخارجية الاميركية في واشنطن اللثام أمس الجمعة عن ان كبار المسؤولين فيها منكبون منذ مطلع هذا الاسبوع على دراسة بنود وتفاصيل مبادرة سعودية جديدة لحل أزمة الشرق الأوسط والصراع العربي- الاسرائيلي، ترتكز على المبادرة السابقة التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر قمة بيروت عام 2002  

وكانت السعودية طرحت مبادرة للسلام بين الدول العربية وبين إسرائيل في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت في آذار /مارس من العام 2002. 

ونقلت "السياسية" عن الديبلوماسي الخليجي قوله ان المبادرة الجديدة "تتضمن تطويرا دراماتيكيا للموقف السعودي الذي تدعمه كل من مصر والأردن والمغرب، وخصوصا في ما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم، وهي عقدة العقد في المسألة برمتها". 

ونقل الديبلوماسي في اتصال اجرته به "السياسة" في العاصمة الاميركية امس عن هؤلاء المسؤولين الاميركيين وصفهم الاقتراح السعودي الجديد في المبادرة التي سيطرحها الأمير عبدالله على القمة العربية في تونس في منتصف آذار/مارس المقبل في ما يتعلق ببند حق العودة بـ "الحل المبدع" كاشفين النقاب عن ان البنود الجوهرية الاخرى في المبادرة الجديدة التي تسلموها من السعودية قبل أيام تقوم على "الإعلان عن التوصل إلى اتفاقية سلام بين كل الدول العربية من دون استثناء وإسرائيل" بحيث تشمل اتفاقية السلام الشاملة هذه الاعلان عن انتهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، والتطبيع الكامل بكل وجوهه مع الدولة العبرية بما في ذلك تبادل السفراء بين تل أبيب وكل العواصم العربية، وكل ذلك مقابل انسحاب اسرائيل الى خطوط ما قبل الرابع من حزيران/يونيو 1967 واقامة دولة فلسطينية على كل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة". 

وقال الديبلوماسي استنادا الى "مصادر ديبلوماسية اسرائيلية في واشنطن "انه على رغم التكتم الشديد للرسالة السعودية حاملة المبادرة الجديدة الى الادارة الاميركية حول "الحل المبدع" لقضية عودة اللاجئين، الا ان الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (الموساد) أعربت عن "تقديراتها" بعد دراسة المبادرة و"تقصي ما ورد فيها من أشياء، غير واضحة من مسؤولين سعوديين في أوروبا" بأن يقترح الأمير عبدالله في قمة تونس "عودة من يشاء من مليوني فلسطيني في الشتات (من أصل اكثر من اربعة ملايين) الى الدولة الفلسطينية الجديدة وليس الى فلسطين 1948 وهي اسرائيل حاليا، فيما يصار الى تخيير الباقين منهم الذين لا يريدون العودة بتوطينهم في دول عربية أعلنت استعدادها للسعودية باحتواء ما نسبته 10 في المئة من عدد سكانها من الفلسطينيين مع التعويض عليهم بمبالغ تتناسب والظلم الذي لحق بهم من جراء التشريد المزمن. وقالت الموساد ان هناك "اتجاها لأن يعلن الأمير عبدالله استعداد بلاده لتوطين ما بين 500 و700 الف فلسطيني في المناطق الشرقية من المملكة "لاحداث توازن طائفي ديموغرافي في المناطق الشرقية السعودية الغنية بالنفط".  

وذكر الديبلوماسي الخليجي ل "السياسة" ان الاميركيين بدورهم وارضاء لحليفاتهم من الدول السنية العربية والآسيوية (مصر والسعودية ودول الخليج والدول المغاربية في شمال افريقيا وتركيا وباكستان واندونيسيا وسواها) - قد يقبلون بتوطين عدد مماثل من الفلسطينيين (500 الى 700 الف) في أماكن حساسة سياسيا وعسكريا واقتصاديا في العراق، لاقامة توازن مماثل من شأنه ان يطمئن الأقلية السنية العراقية الخائفة من حكم شيعي مستقبلي أو من انفصال كردي في شمال العراق يأخذ معه مناطق كركوك والموصل الأغنى بالنفط.  

وقال: "ان الاميركيين غير خائفين من عملية التوطين هذه لأنهم باقون في العراق عبر قواعد عسكرية لهم الى ما شاء الله". 

وكانت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن الخميس نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية وصفت بأنها مقربة من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ان السعودية تعكف في هذه الايام علي اعداد مبادرة سعودية معدلة لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي. 

وتابعت المصادر السياسية الإسرائيلية، التي اعتمدت علي تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية ومركز الابحاث التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية ان المملكة السعودية ستطرح المبادرة خلال مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في الـ 15 من شهر آذار /مارس القادم. 

واردفت المصادر ان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر يعمل بتكليف سعودي علي اقناع الدول العربية بالموافقة علي المبادرة السعودية المعدلة، مشيرة إلى ان الرئيس المصري حسني مبارك علي علم بالمبادرة ويدعمها. 

وتابعت المصادر الإسرائيلية ان الهدف من طرح المبادرة العربية هو إعادة تحريك العملية السلمية في منطقة الشرق الاوسط، خصوصا المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، بالاضافة إلى ذلك فان الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية رفعت تقريرا إلى المستوي السياسي في الدولة العبرية جاء فيه ان السعودية عن طريق المبادرة الجديدة تريد التأثير علي الرأي العام الإسرائيلي. 

واردفت المصادر نفسها ان المبادرة السعودية هي نفس المبادرة التي طرحت في العام 2002 ولكن قام السعوديون بادخال بعض التعديلات الجوهرية عليها، وذلك في مسعى منهم لدعم قوي السلام في الجانب الإسرائيلي لكي يشكل ضغطا علي حكومة شارون. 

وكشفت المصادر ان المبادرة السعودية الجديدة تشمل الاعلان عن التوصل الي اتفاقية سلام بين جميع الدول العربية وبين اسرائيل، بحيث تشمل اتفاقية السلام الاعلان عن انتهاء الصراع العربي ـ الاسرائيلي، التطبيع الكامل مع اسرائيل وتبادل السفراء بين اسرائيل وجميع الدول العربية.  

اما فيما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا في النكبة المشؤومة فان السعوديين يقترحون ما اسمته المصادر الاسرائيلية حلا خلاقا، لم تكشف النقاب عنه، مؤكدة ان السعوديين يطالبون اسرائيل بالانسحاب الي خطوط ما قبل عدوان الرابع من حزيران /يونيو من العام 1967-(البوابة)-(مصادر متعددة)