وقعت هيئة المواد النووية المصرية، والشركة المصرية للرمال السوداء، اتفاقا للاستفادة من معادن الرمال السوداء وإقامة الصناعات التكميلية والمتطورة القائمة على معالجة هذه المعادن، ونشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري فيديو حول امتلاك مصر الرمال السوداء أو ما تسمى بـ"الرمال المشعة" التي تحتوي على العديد من المعادن الثقيلة.
11 موقعا غنيا في مصر
وتمتلك مصر 11 موقعا غنيا بالرمال السوداء، وما تحتويه من معادن ثقيلة، ويتم فصل تلك الرمال في أماكنها بأجهزة خاصة، وتتحول الرمال بعدها إلى منتجات استراتيجية و41 صناعة مهمة، مثل: "صناعة هياكل الطائرات والسيارات، وأنابيب البترول، ومواد الإشعاع النووي، وغيرها مما يجعلها ثروة قومية للبلاد لا يُستهان بها".
ويقول تحقيق استقصائي نشر سابقا في صحيفة اليوم السابع انه من حيث القيمة تشير دراسة أعدتها هيئة المواد النووية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة عام 2008 إلى وجود هذه الرمال فى 11 منطقة، تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة على ساحل البحر المتوسط، وتمتد حتى رفح على الحدود المصرية الفلسطينية.
وتحتوى هذه الرمال حسب الدراسة على معادن ذات أهمية اقتصادية كبرى تدخل فى العديد من الصناعات، من أبرزها معدن الألمنيت عالى الجودة الذى يستخدم فى صناعة البويات، ومعدن الزركون الذى يستخدم فى صناعة السيراميك وقوالب المفاعلات النووية، والصواريخ الباليستية، والجارنيت الذى يستخدم فى صناعة فلاتر المياه والصنفرة، والماجنتيت الذى يستخدم فى صناعة الحديد الإسفنجى وتغليف أنابيب البترول، بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع، وهو مصدر إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية التى تعتمد أغلبها على الإلكترونيات، كما أنه مصدر للحصول على اليورانيوم الذى يصلح كوقود نووى من الممكن الاستفادة منه فى المشروع النووى القادم، أما من حيث الوظيفة فهى تحمى الشواطئ من الغرق.
الشركة المصرية للرمال السوداء
وتم إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، مع الالتزام بمعايير السلامة البيئية، والصحية المتبعة عالميا، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة، لخلق استثمارات جديدة تعمل على تنمية وتطوير الاقتصاد المصري وتقدمه.
وهناك موقعان للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ، الأول شرق البرلس بملاحة منيسي التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانا، والثاني بشمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فدانا، ويشارك في المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار، والمصنعان، الأول بخبرة مصرية استرالية بشرق البرلس، والثاني بخبرة صينية بشمال البرلس، والاستثمارات لمصنع الرمال بشمال البرلس قدرها 24 مليون دولار.
اتفاقيات لاستغلال الثروة
وأكد وزير الكهرباء المصري محمد شاكر، أن الاتفاقية ضرورية لاستغلال المقدرات والثروات الطبيعية، وتعظيم القيمة المضافة لهذه الثروات التعدينية.
وأضاف، أن مشروع استغلال خامات الرمال السوداء يهدف إلى تعظيم أوجه الاستفادة من أحد أهم المحاور التعدينية في زيادة معدلات الدخل القومي، وتوطين التكنولوجيا الوطنية، وسد الفجوة القائمة ما بين احتياجاتنا وحجم ما يتم استيراده من الخارج.
وأردف شاكر، أن مصر تمتلك أحد عشر موقعا لخامات الرمال السوداء على ساحل البحر المتوسط، هذا بالإضافة إلى ما تم استكشافه حديثا على طول ساحل البحر الأحمر بجنوب مصر.