شهدت عدة عواصم ومدن في بلدان مختلفة من العالم تظاهرات واعتصامات احتجاجية على القانون الفرنسي بمنع الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة.
وشاركت آلاف المحجبات في وقت متزامن تقريباً في عدد من المدن الفرنسية ولندن وانقرة واسطنبول وسرينجار (كشمير).
وفي العالم العربي حيث شهدت كل من القاهرة وبيروت وعمان والخرطوم وغزة ونابلس
مسيرات حاشدة.
باريس
فقد انطلقت تظاهرة امس في باريس بمشاركة نحو 15 ألفاً معظمهم نساء محجبات وتحيط بها قوات من الشرطة، احتجاجا على مشروع القانون الفرنسي. وانضمت مجموعة قادمة من بلجيكا الى التظاهرة، التي نظمت بدعوة من "حزب مسلمي فرنسا".
وتقدمت التظاهرة لافتة كتب عليها "فرنسا وطني والحجاب حياتي". ورفع بعض المتظاهرين اعلاما فرنسية فيما بثت مكبرات للصوت النشيد الوطني الفرنسي، تعبيرا عن تمسك المتظاهرين بالجمهورية. وردد المتظاهرون شعارات موجهة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، هاتفين "شيراك، الحجاب ليس تعديا على الجمهورية".
وهتفت امرأة شابة محجبة في مقدمة المسيرة "الحجاب خياري، لا لا للفصل العنصري". وصرح وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الذي يزور جنوب شرق فرنسا انه "ليس بالتظاهر ندفع الامور قدما"، معتبرا انه «يجب الا يشعر اي كان انه مستهدف او ضحية او معتدى عليه".
عمان
وفي العاصمة الاردنية عمان افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان حوالى مئة اردنية، بينهن النائبة الاسلامية حياة المسيمي، نظمن السبت اعتصاما امام سفارة فرنسا احتجاجا على قرار باريس حظر الحجاب في المدارس الحكومية.
ورفعت النساء المحجبات لافتات كتب عليها باللغة الانكليزية "الحجاب يحترم حقوق المراة وحريتها" و"لماذا الان يا فرنسا؟" و"الحجاب هويتنا".
ورفعت لافتة واحدة بالفرنسية كتب عليها "الحجاب فرض الهي وليس رمزا دينيا".
وقالت المسيمي (43 عاما) النائبة عن محافظة الزرقاء (شمال شرق عمان) من جبهة العمل الاسلامي ان "القرار الفرنسي ياتي استجابة لطلب صهيوني ويدخل ضمن اطار الحملة الاميركية ضد المسلمين والتي تعتبر الحجاب رمزا للارهاب".
واضافت "نطالب فرنسا بعدم تقييد حرية المراة المسلمة وايمانها".
ووجهت انتقادات الى شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي بسبب دعوته المسلمين في فرنسا الى احترام قانون حظر الحجاب. واتهمته بانه يدلي بتصريحات تتجاوب مع "رغبة حكومته" المصرية.
غزة
تظاهر السبت اكثر من الف امراة وفتاة في غزة احتجاجا على مشروع القانون الفرنسي الذي يحظر الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة.
وتجمعت المتظاهرات امام مقر المجلس التشريعي بمدينة غزة تلبية لدعوة جمعية الشابات المسلمات وعدد من المؤسسات النسوية الاسلامية في المدنية وهن يرفعن لافتات تندد بالقرار الفرنسي.
وبعد قرابة الساعة امام المجلس التشريعي طافت المتظاهرات في شوارع المدينة قبل ان يتوجهن الى مقر المركز الثقافي الفرنسي حيث قرات احداهن رسالة موجهة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك تطالبه "بالغاء قرار منع الحجاب".
ورفعت المتظاهرات لافتات كتب على احداها "اوقفوا الحرب على الحجاب" واخرى "نعم للحجاب ولا للسفور، اين الديمقراطية يا بلاد الديمقراطية".
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اعرب عن تأييده لتوصية "لجنة حكماء" باصدار قانون يحظر الرموز الدينية "الظاهرة" التي تشمل الصلبان المسيحية الكبيرة والقلنسوة اليهودية والحجاب الاسلامي في المدارس الرسمية والادارات العامة.
بيروت
تظاهرت الف شابة سنية محجبة السبت امام السفارة الفرنسية في بيروت بدعوة من الجماعة الاسلامية وذلك للاحتجاج على قرار الرئيس جاك شيراك بحظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية.
وافاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان الشابات تجمعن في ساحة المتحف قبل التوجه الى السفارة الفرنسية الواقعة على بعد مئات الامتار.
ورفعت المتظاهرات اللواتي احاط بهن رجال من 17 تشكيلا سنيا بقيادة الجماعة الاسلامية التابعة للاخوان المسلمين، لافتات حملت عبارات تطالب شيراك بالعودة عن قراره.
وتفرقت المتظاهرات من دون حوادث بعدما رددن شعارات مناهضة لمشروع شيراك.
وانتشر حوالي 200 جندي وشرطي لبناني في محيط السفارة لضمان الامن والنظام.
وكانت حوالي 500 شابة تظاهرن في الثامن من كانون الثاني/يناير تلبية لدعوة حزب الله الشيعي اللبناني امام السفارة الفرنسية.
وقد تبنت السلطات الدينية السنية في لبنان موقفا اكثر اعتدالا من مواقف رجال الدين والتشكيلات الشيعية، ما يفسر ضعف التعبئة لدى الاصوليين السنة.
وكان الرئيس الفرنسي اعلن في 17 كانون الاول/ديسمبر 2003 تاييده لقانون يحظر ارتداء الرموز الدينية الظاهرة في المدرسة وخصوصا الحجاب الاسلامي والقلنسوة اليهودية والصلبان المسيحية الكبيرة.
ونشرت وزارة التربية الوطنية الاربعاء نص مشروع القانون هذا.
لندن
تجمع اكثر من ثلاثة الاف متظاهر اليوم السبت في وسط لندن للانطلاق في مسيرة الى السفارة الفرنسية للاحتجاج على مشروع قانون فرنسي يحظر الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة.
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان المتظاهرين لبوا دعوة حزب التحرير، وهي مجموعة اسلامية راديكالية هامشية في بريطانيا، لتجرى التظاهرة بالتزامن مع تظاهرات مماثلة في فرنسا.
ورفعت متظاهرات محجبات او يرتدين عباءات لافتات كتب عليها "منع الحجاب يكشف تعصب العلمانية"، او "منع الحجاب في فرنسا يظهر عدم تسامح العلمانية" خلف الرجال المشاركين في التظاهرة والذين تحدثوا عبر مكبرات الصوت في ساحة ماربل آرك، قبل انطلاق المسيرة.
وقالت روكسانا رحمن، العضو في حزب التحرير، ان الحجاب "فرض ديني وليس خيارا شخصيا. نحن نعتبر المنع موقفا غير متسامح".
وتساءلت ابتهال بسيس الفرنسية العضو في المجموعة وعضو الوفد الذي سلم في 8 كانون الثاني/يناير قصر الاليزيه رسالة موجهة الى شيراك، انه اذا كانت فرنسا "دولة علمانية فلماذا تنتشر اشجار عيد الميلاد امام المباني الحكومية".
واثار الاعلان عن قرب تبني قانون يمنع ارتداء الحجاب وغيره من العلامات الدينية الظاهرة في المدارس والمؤسسات الحكومية الفرنسية انتقادات من المسلمين في بريطانيا حيث لا تطرح الاشارات الدينية مشكلة.
تركيا
نظمت تظاهرات امام البعثتين الدبلوماسيتين الفرنسيتين في انقرة واسطنبول السبت احتجاجا.
وتجمعت نحو عشرين امرأة بدعوة من عشر "منظمات مدنية نسائية" امام سفارة فرنسا لوضع اكليل زهور جنائزي وادانة ما اسمينه سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب، كما افادت وكالة انباء الاناضول.
وقالت المتحدثة باسم المنظمات النسائية في انقرة نورية اوشزوي "لا نريد ان نتواجد في المنزل فقط وانما في كافة قطاعات الحياة".
واضافت في تصريح نقلته وكالة الاناضول "نريد ان نقرأ ونعمل وندير ونشارك في عمل الرجال".
وتابعت انه "بعد التجربة التركية المريرة"، انتقلت الى فرنسا "سياسة قمع النساء المحجبات عن قناعة دينية وفي اطار ممارسة حقوقهن".
وفي اسطنبول، تجمعت نحو مائة امرأة وخمسين رجلا امام القنصلية الفرنسية بدعوة من "جمعية حقوق النساء ضد التمييز".
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "قانون ضد الحجاب ام ضد الاسلام"، و"لا تمسوا حجابي، هذه حريتي"، قبل ان تفرقهم الشرطة بدون مشكلة.
وتأتي التظاهرات الجارية في العديد من دول العالم اثر الاعلان عن قرب تبني قانون يمنع ارتداء الحجاب وغيره من العلامات الدينية الظاهرة في المدارس والمؤسسات الحكومية الفرنسية-(البوابة)—(مصادر متعددة)
