عمت تظاهرات حاشدة مدن الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء، فيما عم إضراب شامل قطاع غزة، وشهدت بيروت تظاهرة شارك فيها الالاف احتجاجا على مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي ينطلق مساءً في المنامة بدعوة أميركية وسط حضور عربي ومقاطعة السلطة الفلسطينية.
وتأتي هذه التظاهرات تلبية لدعوة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية للاحتجاج على الورشة الاقتصادية من خلال التظاهرات والمسيرات المركزية في المدن الفلسطينية المختلفة.
وفي مدينة نابلس (شمال) انطلقت مسيرة شارك فيها نحو ثلاثة آلاف شخص باتجاه ميدان الشهداء في وسط المدينة، وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء ولافتات تندد بالمؤتمر فيما غابت أعلام الفصائل الفلسطينية في إشارة إلى وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة ورشة البحرين ورفضا ل"صفقة القرن".
وانطلقت مسيرة شارك فيها المئات في مدينة حلحول التابعة لمحافظة الخليل (جنوب)، في حين اعتصم العشرات من القوى الوطنية وسط المدينة رافعين الأعلام ولافتات كتبت عليها عبارات رافضة للورشة الاقتصادية في البحرين.
ورد الجنود الإسرائيليون على إلقاء الحجارة وإشعال الإطارات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الخليل ، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
ورغم حالة الانقسام بين فتح التي تقود السلطة في الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على قطاع غزة، فقد أعلنت الحركتان رفضهما لورشة المنامة، كونها تتعامل مع الشق الاقتصادي وتتجاهل الوضع السياسي الذي هو الأساس بالنسبة لهم.
من جانب آخر، شهد قطاع غزة المحاصر إضرابا شاملا، أغلقت فيه المؤسسات العامة والخاصة والمحال التجارية أبوابها.
وتظاهرت عشرات النساء في مدينة بيت لاهيا في شمال القطاع، وأحرقن صورا للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حسب ما أفاد مراسلو ومصورو فرانس برس.
وفي مدينة بيت لحم، خرج المئات في مسيرة وصلت إلى نقطة المراقبة العسكرية الإسرائيلية شمال المدينة، وأحرق المحتجون دمية تمثل الرئيس الاميركي دونالد ترامب منددين أيضا بملك البحرين والعاهل السعودي.
تظاهرة في بيروت
ونظم آلاف اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين الثلاثاء، وقفة بالعاصمة بيروت، رفضا لما يعرف بـ “صفقة القرن” و”مؤتمر المنامة”.
وانتظمت الوقفة أمام مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا”، بالعاصمة اللبنانية، تحت شعار “لا لصفقة القرن، يسقط مؤتمر المنامة“.
ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأعلام الفلسطينية واللبنانية، بالإضافة إلى يافطات وشعارات تطالب بـ “إسقاط مؤتمر المنامة”.
وفي كلمة بالوقفة، قال ممثل حركة “حماس” في لبنان، أحمد عبد الهادي: “يريدون أن يكون مؤتمر المنامة حفلة لبيع لفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته”.
وأضاف: “لو أعطيتمونا مال الأرض وذهبها، فلن نتخلى عن أرضنا ومقدساتنا، فنحن مقتنعون أننا على موعد مع النصر أو الشهادة”. وتابع: “لو كنا نريد بيع أرضنا بحفنة مال يعرضها تجار الدم وتجار المقدسات، لكنا بعنا منذ أمد بعيد”.
وشدد على أن الذين “يعرضون علينا أن نبيع أرضنا وثوابتنا بحفنة من المال، نرد عليهم بوحدة موقفنا الفلسطيني، هذا الموقف الموحد التاريخي الرافض لصفقة القرن، ولمؤتمر المنامة”.
وطالب عبد الهادي “أحرار العالم بدعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ودعم محور المقاومة لإفشال صفقة القرن”.
من جهته، شدد نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، أبو نضال الأشقر، على أن “وحدة الشعب الفلسطيني اليوم، تدفعنا لأن نكون على مستوى هذه الوحدة”.
وطالب الأشقر، في كلمة تلاها عن “تحالف القوى الفلسطينية”، بـ “حوار فلسطيني واضح ومسؤول، يعيد الاعتبار إلى الثورة الوطنية الفلسطينية، وإلى عمقها العربي والإسلامي، وذلك من خلال مشروع وطني أساسه المقاومة الفلسطينية المسلحة”.
أما عضو المكتب السياسي لـ “الجماعة الإسلامية”، بسام حمود، فأشار إلى أن “صراعنا مع اليهود ليس صراع حدود وهوية، بل صراع وجود وعقيدة”.
وأضاف بكلمته: “يجتمعون ويتآمرون في المنامة، ويعرضون على الشعوب العربية والإسلامية الإغراءات الإنسانية والاجتماعية، من أجل نكران الحق”.
وأوضح حمود: “نحن معنيون كلبنانيين أن نرفض هذه الصفقة، التي تمس بشكل مباشر أرض فلسطين وأرض لبنان المحتلة من قبل العدو الصهيوني”.
فيما أعلن رئيس رابطة علماء فلسطين، الشيخ بسام كايد، عن “فتوى دينية تحرم وتجرم كل ما يجري في مؤتمر البحرين”.
وأضاف، بكلمته، أن “الجرم يأتي من خلال من يشارك في المؤتمر، ويندرج بين الفسق والكفر حسب درجة موالاته لأعداء الله”.
وترتكز الخطة الاقتصادية الأميركية التي أبدى الرئيس الفلسطيني ثقته بأنه "لن يكتب لها النجاح" على عنوان " الازدهار والسلام" بمعنى أن الازدهار والرخاء يمكن توفيره للفلسطينيين قبل الحل السياسي، وهو ما تعارضه السلطة الفلسطينية وأطراف عدة من الفلسطينيين.