تركيا "لن توقف" هجومها في سوريا رغم "تهديدات" الغرب

تاريخ النشر: 11 أكتوبر 2019 - 07:11 GMT
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

قال الرئيس التركي في خطاب في اسطنبول الجمعة، ان بلاده لن تتراجع  و"ستواصل هذه المعركة حتى يذهب جميع الإرهابيين جنوبا مسافة ال32 كلم بعيدا عن حدودنا".

اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة ان بلاده "لن توقف" عمليتها العسكرية في سوريا ضد المقاتلين الأكراد، رافضا ما وصفه ب"تهديدات" الدول الأخرى.

وقال اردوغان في خطاب في اسطنبول "مهما يقول البعض، لن نوقف هذه الخطوة التي بدأناها" ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا.

وأضاف "الآن تأتينا التهديدات من اليمين ومن الشمال، ويطلبون منا أن نوقف هذه" العملية.

وأكد "لن نتراجع ... سنواصل هذه المعركة حتى يذهب جميع الإرهابيين جنوبا مسافة ال32 كلم بعيدا عن حدودنا وهو الحد الذي تحدث عنه (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب نفسه".

وشنت تركيا عملية الاربعاء ضد وحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا والتي تعتبرها فرعا "إرهابيا" للمسلحين الأكراد المتواجدين على أراضيها.

وتهدف العملية إلى إقامة منطقة آمنة تبقي الوحدات الكردية بعيدا عن حدودها، وهي الفكرة التي تحدث عنها ترامب علنا بداية العام.

إلا أن ترامب وغيره من الحلفاء الغربيين انتقدوا بشدة العملية ضد المقاتلين الأكراد الذي كانوا على خط الجبهة في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في السنوات الأخيرة.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الجمعة، إن ترامب فوض مسؤولين أمريكيين بصياغة مسودة لعقوبات جديدة “كبيرة جدا” على تركيا بعد هجوما بسوريا، لكنه أضاف أن تلك العقوبات لن تطبق في الوقت الراهن.

كما هددت حكومات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا، رافضة بغضب تحذير اردوغان من أنه “سيفتح الأبواب” ويرسل 3.6 مليون لاجئ إلى أوروبا إذا لم تسانده.

ومن قبل أدان الاتحاد الأوروبي، الذي ما زالت تركيا تطمح رسميا للانضمام إليه، هجوم أنقرة لكن التكتل الأوروبي يشعر بالاستياء من تهديدات أردوغان بإرسال اللاجئين إلى أوروبا.

وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي والذي يرأس قمم الاتحاد الأوروبي على تويتر “لن نقبل بأي حال أن يكون اللاجئون سلاحا وأن يُستخدموا في ابتزازنا”.

وأضاف “تهديدات الرئيس أردوغان… ليست في محلها تماما”.

وتسبب رفض الدول الغربية للهجوم التركي في شقاق داخل حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي له أنقرة. وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف بعد محادثات مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في اسطنبول إنه يتوقع أن تتحلى تركيا بضبط النفس في سوريا بينما قال جاويش أوغلو إن أنقرة تتوقع "تضامنا قويا" من الحلف.

وأبلغ ستولتنبرج الصحفيين أيضا أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يجد حلا دائما لسجناء الدولة الإسلامية في سوريا.

وقالت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي الفرنسية إن قمة الاتحاد التي تعقد في الأسبوع المقبل ستناقش فرض عقوبات على تركيا بسبب تحركاتها في سوريا.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيره من أن مقاتلي الدولة الإسلامية قد يفرون من السجون نتيجة الهجوم التركي.

قتال على طول الحدود
كثفت تركيا ضرباتها الجوية وقصف المدفعية على مقاتلين أكراد في شمال شرق سوريا يوم الجمعة في تصعيد لهجوم أثار تحذيرات من كارثة إنسانية.

وقال مكتب حاكم إقليم مردين التركي الواقع بجنوب شرق البلاد يوم الجمعة إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 35 آخرون عندما هاجمت وحدات حماية الشعب الكردية السورية بلدة نصيبين التركية الحدودية بالصواريخ وقذائف المورتر.

وذكر المكتب أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفيات بالمنطقة.

وقصفت طائرات حربية ومدفعية تركية يوم الجمعة مناطق حول بلدة رأس العين السورية، وهي واحدة من بلدتين حدوديتين يتركز فيهما الهجوم. وسمع صحفيون من رويترز في بلدة جيلان بينار دوي طلقات النار داخل البلدة.

ودخلت قافلة تضم 20 مدرعة تقل مقاتلين من المعارضة السورية من جيلان بينار يوم الجمعة إلى الأراضي السورية. وأشار البعض بعلامة النصر بينما كبر البعض الآخر ولوحوا بأعلام المعارضة فيما تقدموا صوب رأس العين.

وعلى بعد 120 كيلومترا غربا قال شاهد إن مدافع هاوتزر التركية واصلت قصف بلدة تل أبيض السورية.

وقال مروان قامشلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد إن في الوقت الحالي تشهد تل أبيض أكثر المعارك حدة في ثلاثة أيام.

وأضاف أن اشتباكات اندلعت خلال الليل في عدة نقاط على الحدود من عين ديوار على الحدود العراقية حتى عين العرب (كوباني) على بعد أكثر من 400 كيلومتر غربا.

وقال إن القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية تبادلت القصف في القامشلي ومناطق أخرى.

ومضى قائلا أن القتال دار على طول الحدود.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية استولت على تسع قرى بالقرب من رأس العين وتل أبيض.

وأضاف أن ما لا يقل عن 32 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية و34 من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا خلال الاشتباكات إضافة إلى مقتل عشرة مدنيين.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن 22 من مقاتليها قتلوا يومي الأربعاء والخميس.

وتقول تركيا إنها قتلت المئات من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في العملية بينما لقي جندي تركي واحد مصرعه.

وذكرت محطة (سي.إن.إن ترك) أن في بلدة الباب السورية على بعد نحو 150 كيلومترا إلى الغرب من المنطقة التي تشهد الهجوم يستعد نحو 500 من المقاتلين السوريين المدعومين من أنقرة للذهاب إلى تركيا للانضمام للعملية. ونشرت المحطة تسجيلا مصورا لهم وهم يصلون مرتدين ملابس عسكرية قبل التوجه إلى تركيا.

* كارثة إنسانية

تقول أنقرة إن الهدف من الهجوم هو هزيمة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها عدوا نظرا لصلاتها بالمتمردين الأكراد في تركيا. وأوضحت أنها تسعى لإقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا لإعادة توطين أكثر من 3.6 مليون لاجئ تستضيفهم.

وقالت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا إنه سيجري إخلاء مخيم يؤوي أكثر من سبعة آلاف من النازحين في شمال البلاد بينما تجرى محادثات لنقل مخيم آخر يؤوي 13 ألف شخص منهم عائلات لمقاتلي الدولة الإسلامية بعد تعرضهما للقصف.

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن مستشفى في تل أبيض أغلق بعدما فر معظم العاملين به بسبب القصف في الساعات الأربع والعشرين الماضية.