بات العالم وخاصة اصدقاء الولايات المتحدة الاميركية في حيرة من امرهم مع ضياع بوصلة التوقعات السياسية والتخمينات في ظل وجود رئيسا مزاجيا يعتمد في تصرفاته على الاهواء وليس على القواعد السياسية.
ينقلب الرئيس الاميركي دونالد ترامب سريعا ويتراجع عن وعوده وتوجهاته وفق مصالح مالية وليست سياسية وهو ما تفرضه عليه طبيعته التكوينية التي قامت على اساس تجاري مالي وليس سياسي استراتيجي.
قبل اسابيع اقدمت البوارج الاميركية على قصف قاعدة الشعيرات السورية بتهمة استخدام نظام الاسد اسلحة محرمه، وما ان صدرت الاتهامات عن جهات غير مسؤولة وغير رسمية، الا ان هب ترامب منتشيا وهو يتابع عملية القصف، في الوقت الذي كانت منظمات حقوقية ومنها منظمة الاطباء السويديين تنفي بعد تحقيق طويل وشاق اي علاقة لجيش النظام باستخدام السلاح الكيماوي.
الرئيس الاميركي كان قد توعد في حملته الانتخابية المسلمين ومنع رعايا عدة دول من دخول الولايات المتحدة، ووصف السعودية بالقرة الحلوب قبل ان يقوم باول زيارة الى الرياض ويوقع صفقات بمئات المليارات بحضور قادة الامة الاسلامية، مخاطبا اياهم بان الاسلام هو اعظم ديانة على وجه الارض.
الصدمة الاخرى جاءت من تركيا الحليف القوي للاميركيين، وقد ابدى ترامب اعجابه بالرئيس رجب طيب اردوغان وسياسته وحكمته، خاصة في مجال مكافحة الارهاب، الا ان الخطوة الاولى كانت دعم الاكراد الغريم الثقيل لتركيا بالاليات الثقيلة والاسلحة، مواصلة حماية فتح الله غولن المنافس القوي للاردوغان والمتهم بالتخطيط للانقلاب عليه، ناهيك عن دعم الموقف الاوربي الرافض لانضمام انقرة الى الاتحاد الاوربي وهو ما يعني حرمانها من العديد من الامتيازات السياسية والاقتصادية والعسكرية .
يعاني المقربون من الرئيس الاميركي من تلك العقلية المزاجية التي تحكم حاليا اكبر دولة في العالم والتي تؤثر سياستها على الجميع، وتتحكم بسير القضايا والتوجهات نتيجة غياب افق واضح وصراحة باتت مفقودة حتى مع اقرب الاصدقاء.
يعاني المقربون من الرئيس الاميركي من تلك العقلية المزاجية
