فيما تعمل الدولة الروسية على رفع مستوى التنسيق بين تركيا وسورية في سبيل الوصول الى مرحلة متقدمة من المفاوضات تقود الى المصالحة وطي صفحة العداء والحرب، لما فيه من مصلحة تخدم الطرفين سياسيا واقتصاديا، فان الدولة التركية تعمل على العبث بالامن الروسي من زاوية ضيقة ولكن حساسة جدا.
وفق ما افادت مصادر خاصة فان انقرة كثفت اتصالاتها مؤخرا مع مع يعرف بالمعارضين للحكم الروسي في جزيرة القرم بقيادة النائب في البرلمان الاوكراني مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو، الى جانب ما يعرف بمنصة القرم والوفود الـ 46 التي شاركت فيها .
تنطلق انقرة وفق المصادر من هذه الاتصالات ، لزيادة الضغط على روسيا ، فتركيا لها اطماع في شبه جزيرة القرم، وتعمل على استعادتها لسيطرتها من باب انها كانت تحت الحكم العثماني في السابق، وان فيها مسلمين هي الاحق في ادارة شؤونهم وحكمهم، من دون ان يوكلها احد.
من خلال بث معلومات واشاعات بعيدة عن الواقع، تزعم السلطات التركية بوجود ضغوطات وظلم يقع على المسلمين في شبه جزيرة القرم، وانتهاكات بحقهم.
وعلى الرغم من ان شبه جزيرة القرم تقع في منطقة ساخنة ومن المفروض ان يتم تسليط الضوء على اي حدث او انتهاك فيها، الا انتلك الاحداث المزعومة غائبة تماما على وسائل الاعلام، وهو دليل على عدم وجودها بالاساس.
تحرض المخابرات التركية مجموعات من المتشددين والمتطرفين ، بالاضافة الى ارسال مرتزقة وتقديم اغراءات مالية كبيرة لهم ، واحيانا يتم ذلك من خلال مجلس تتار القرم على الثورة مستغلة الاحداث والحرب في اوكرانيا، وانشغال السلطات الروسية وتركيزها على ساحة مجاورة، معتقده بان ذلك سيساعد على نجاح "الثورة" وتحقيق الاستقلال لشبه الجزيرة.
يمثل تتار القرم نحو 12 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم، 200 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة في الإقليم، وفق احصاء اوكرانيا عام 2001.، كما تبلغ نسبة السكان من ذوي الأصول الروسية 58 في المئة هم أكبر عرقية تسكن الإقليم.
يتمتع المسلمين في شبه جزيرة القرم بحرية كبيرة وتقدم لهم الدولة امتيازات هائلة من خلال بناء اكبر المساجد ووالمراكز الاسلامية وتعليم الفقه وتحفيظ القرآن الى جانب الدعم الاقتصادي والثقافي والسياسي لهم.
