اكدت الولايات المتحدة وجود معلومات "موثوقة" حول اعتزام تنظيم القاعدة شن هجمات ارهابية في اراضيها خلال الصيف الحالي، واطلقت حملة بحث عن 7 "مسلحين خطرين" على علاقة بهذه التهديدات المحتملة.
وقال وزير العدل الاميركي جون اشكروفت في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي أي" روبرت ميللر، ان "معلومات استخبارية موثوقة من مصادر متعددة تشير الى ان القاعدة تخطط لشن هجوم في الولايات المتحدة في الاشهر القليلة المقبلة".
واضاف ان "هذه الاخبار المزعجة تظهر نية واضحة لضرب الولايات المتحدة بقوة. وزيادة على هذه المعلومات الاستخبارية، فان بيانات القاعدة نفسها توحي انها مستعدة تقريبا لمهاجمة الولايات المتحدة".
وعرض اشكروفت ومولر في مؤتمرها لائحة باسماء وصور سبعة اشخاص اكد وزير العدل انهم "يشكلون خطرا واضحا وقائما" على الولايات المتحدة.
وشدد اشكروفت على ان القاعدة اعلنت انها مستعدة بنسبة 90 في المائة لتوجيه ضربة للولايات المتحدة بعد التفجيرات التي استهدفت قطارات مدريد في 11 اذار/مارس، وخلفت نحو مئتي قتيل.
وقال ان "تفجيرات السكك الحديد راى فيها بن لادن والقاعدة تعزيزا لقضيتهما..وربما ترى القاعدة في هجوم واسع النطاق في الولايات المتحدة خلال الصيف او الخريف، نتيجة مشابهة".
واضاف ان عدة مناسبات عامة مقررة قد تشكل اهدافا للقاعدة، واشار تحديدا الى قمة الدول الصناعية في جورجيا الشهر المقبل، ومؤتمري الحزبين الجمهوري والديمقراطي في تموز/يوليو واب/اغسطس، والانتخابات الرئاسية.
وقال وزير العدل الاميركي ان المشتبه بهم السبعة "جار البحث عنهم لعلاقتهم بالتهديدات الارهابية المحتملة في الولايات المتحدة. وجميعهم يشكلون خطرا قائما وواضحا لاميركا. ويجب ان يتم اعتبارهم جميعا مسلحين وخطرين".
ومن جهته، اكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، روبرت موللر، أن هناك أسبابا تجعل السلطات الأميركية تعتقد أن مصالح الولايات المتحدة في العالم ستتعرض لمخاطر متزايدة خلال المرحلة المقبلة.
لكنه اشار الى عدم وجود أدلة تشير إلى طبيعة تلك المخاطر، معتبرا انه "هنا تكمن أهمية العثور على الأشخاص السبعة" والذين شدد على انهم قادرون على تنفيذ هجمات ضد المصالح الأميركية، ولديهم النية للقيام بذلك.
ومن جانبه، دعا أشكروفت الشعب الأميركي لأخذ كل الحيطة وإبلاغ الجهات المسؤولة في حالة تعرفهم على أحد هؤلاء الأشخاص.
وقال أشكروفت أن زيادة الوعي لدى أفراد الشعب الأميركي يمكن أن يؤدي للقضاء على تلك المخططات العدائية.
وكان وزير الامن الداخلي توم ريدج، اعلن في وقت سابق الاربعاء إن الولايات المتحدة لديها معلومات "موثوقة" عن هجمات ارهابية جديدة غير محددة تستهدف البلاد خلال الاشهر القادمة.
وأضاف في سلسلة من المقابلات التلفزيونية ان ثمة تقارير جديدة تبعث على القلق بشأن هجمات محتملة تعد كي تتزامن مع أحداث مهمة في الولايات المتحدة من بينها انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وتابع "تلقينا عدة تقارير من مصادر نعتبرها موثوقة."
وقال ريدج في برنامج "صباح الخير اميركا" الذي تذيعه شبكة (ايه.بي.سي.) "انه ليس (تهديدا) محددا ولكنه كاف لجعلنا نواصل توخي الحذر واليقظة والعمل على مدار الساعة من أجل أن تكون اميركا أكثر أمنا."
واضاف انه لا توجد خطط لرفع درجة التأهب الامني.
ولم يقدم ريدج الذي يصدر منذ نيسان/ابريل تحذيرات من هجمات محتملة أي تفاصيل بشأن المناسبات التي قد تستهدفها هذه الهجمات خلال الاشهر القادمة.
وقال ريدج لشبكة (ان.بي.سي.) "هناك تقارير متواترة تتحدث عن هجوم واذا قرنت ذلك بعدد من الاحداث المهمة التي ستشهدها الولايات المتحدة وقرنت ذلك بعام الانتخابات فان ذلك يعطي سببا للشعور بالقلق."
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الاربعاء ان المسؤولين الامريكيين لديهم معلومات تشير الى أن تنظيم القاعدة له اتباع بالولايات المتحدة يعدون لهجوم واسع النطاق هذا الصيف.
وسئل ريدج عما اذا كانت خلية ارهابية دخلت الولايات المتحدة مؤخرا فقال ان وزارته تعمل في ظل احتمال وجود خلايا ارهابية داخل الاراضي الاميركية في كل الاوقات.
وقال لشبكة (ان.بي.سي.) "أحيانا نتلقى تقارير عن وجودهم وأحيانا نتلقى تقارير انهم على وشك اقامة وجود لهم."
ورغم التهديدات الجديدة فقد قال ريدج ان المعلومات بخصوص هجمات ارهابية جديدة محتملة ليست أكثر المعلومات اثارة للقلق منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن والتي تلقى الولايات المتحدة بالمسؤولية عنها على تنظيم القاعدة.
واضاف انه ينبغي للاميركيين ان يمارسوا حياتهم كالمعتاد خلال أشهر الصيف.
وتابع متحدثا لشبكة (سي.بي.اس.) "وظيفتنا هي تحسين الامن في كل يوم. وظيفة الاميركيين هي أن يعيشوا حياتهم كأميركيين ... سنوفر الامن وعليهم أن يخرجوا لاستكشاف سبل الاستمتاع بحياتهم."
هذا، وقد اعلنت شرطة مدينة نيويورك، التي ستستضيف مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيشهد اعلان بوش مرشحا رسميا لانتخابات الرئاسة، انها لم تبلغ بان ارهابيين في الولايات المتحدة يخططون بنشاط لشن هجوم على المدينة رغم المعلومات عن احتمال تعرض الولايات المتحدة لهجمات خلال الاشهر المقبلة.
وقال ريموند كيلي مفوض شرطة نيويورك الجديد في بيان اصدره في ساعة متأخرة الثلاثاء "نتلقى معلومات مخابراتية في غاية الحساسية بشكل منتظم بما في ذلك اليوم ولا يوجد فيها ما يشير الى تهديد محدد او هجوم وشيك على مدينة نيويورك."
واضاف كيلي "كما لم نبلغ بانه معروفا ان ارهابيين موجودون بالولايات المتحدة يخططون بنشاط لشن هجوم من هذا القبيل."
لكن المسؤول الامني اضاف ان الشرطة رغم كل شئ "تتخذ كل الاحتياطات الضرورية" على افتراض ان القاعدة "لاتزال تريد النيل من مدينة نيويورك."—(البوابة)—(مصادر متعددة)