أصدرت الهيئة البولندية لإدارة الحركة الجوية، فرض قيود صارمة على تحليق الطيران في الجزء الشرقي من البلاد لمدة ثلاثة أشهر، استجابةً لطلب من القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية، في ظل ما تصفه وارسو بتهديدات روسية متزايدة.
وبحسب البيان الرسمي، تبدأ القيود الجوية في 10 سبتمبر 2025 الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش، وتستمر حتى 9 ديسمبر 2025 الساعة 23:59. وسيتم إنشاء منطقة جوية محظورة جديدة تحمل الرمز EP R129 تُطبق فيها قواعد صارمة تختلف بين ساعات النهار والليل.
أثناء الليل، من غروب الشمس حتى الشروق، يُمنع تحليق جميع الطائرات المدنية، مع السماح فقط للطائرات العسكرية. أما في ساعات النهار، من الشروق حتى الغروب، فيُسمح فقط بتحليق الطائرات العسكرية، إلى جانب الطائرات المدنية التي تستوفي شروطًا معينة، من بينها تقديم خطة طيران مسبقة، وتوفر جهاز استجابة (ترانسوندر) فعال، إضافة إلى القدرة على الاتصال المستمر مع برج المراقبة الجوية. كما يُسمح بتحليق رحلات ذات طبيعة خاصة، مثل الرئاسية والحكومية وعمليات الإنقاذ والإخلاء الطبي والرحلات الإنسانية.
كما تم فرض حظر كامل على مدار الساعة لتحليق الطائرات المسيّرة المدنية (الدرونز)، ولا يُسمح بأي استثناء إلا بعد تنسيق مسبق مع مركز العمليات الجوية.
يأتي هذا القرار بعد إعلان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن الدفاعات الجوية البولندية أسقطت طائرات مسيّرة وصفها بـ"المهددة" فوق الأراضي البولندية، متهماً روسيا بالمسؤولية، رغم عدم تقديم أي دليل. وفي المقابل، أكد الكرملين أن بولندا لم تتقدم بأي طلب رسمي للحوار أو لتقديم توضيحات، ونفى القائم بأعمال السفير الروسي في وارسو وجود أي صلة لروسيا بهذه الحادثة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربات التي نفذتها طائراتها خلال الليلة الماضية استهدفت مواقع عسكرية أوكرانية حصراً، ولم تمس أية أهداف داخل بولندا، مضيفة أنها مستعدة لإجراء مشاورات فنية مع وارسو لتبديد أي سوء فهم محتمل.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت في تصريحات لها أن أكثر من عشر طائرات مسيّرة اخترقت الأجواء البولندية، ووصفت الحادث بأنه "خطير"، فيما اعتبره مراقبون تصعيداً جديداً قد يعمّق التوتر بين روسيا ودول حلف الناتو.
