في الوقت الذي اكد فيه مسؤولون اميركيون ان الرئيس الاميركي قد يعطي العاهل الاردني ضمانات مكتوبة لحل مسائل المستوطنات واللاجئين خلال المفاوضات اصبح من المشكوك فيه ان تنجح خطة شارون بالفصل الاحادي بعد تنامي المعارضة لها وانتقالها الى الشارع.
بعد تصريحاته القوية الاخيرة المساندة لإسرائيل يدرس الرئيس جورج بوش تقديم ضمانات مكتوبة الى العاهل الاردني الملك عبد الله بان مسائل المستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين سوف تحل من خلال التفاوض.
وقالت مصادر أميركية ودبلوماسية يوم الثلاثاء ان مثل هذه الضمانات من الرئيس بوش سوف تساعد في إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب دون الاخلال بوعود بوش بمساندة اسرائيل.
ومن المقرر ان يلتقي بوش والملك عبد الله في واشنطن الاسبوع المقبل بعد ان أجل العاهل الاردني زيارة كانت مقررة في بادئ الامر في 20 من ابريل نيسان وذلك في احتجاج على موقف بوش من اسرائيل.
وكان بوش فجر غضبا دوليا في 14 من نيسان / ابريل باقراره بحق اسرائيل في الاحتفاظ ببعض المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المقامة على ارض تم الاستيلاء عليها في حرب عام 1967 .
وأعقب بوش ذلك بموافقته على خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة واستبعاد اي حق في العودة للاجئين الفلسطينيين الى ما اصبح الان اسرائيل.
وكان كولن باول وزير الخارجية الاميركي اكد الثلاثاء، التزام الرئيس جورج بوش بخطة خريطة الطريق، لكنه دافع عن السياسات الاخيرة باتجاه الاوضاع في فلسطين، مشيراً الى ضرورة اخذ الحقائق الجديدة على ارض الواقع في الاعتبار.
وقال باول في مؤتمر صحفي مع الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري في واشنطن «اعتقد ان بيان الرئيس جورج بوش كان واضحا ونحن لا نحكم بقرار مسبق على الامور ولكن الامر بحاجة الى مراجعة من كل الاطراف المعنية ويجب ان يتفق الطرفان وتتفق الاطراف الاخرى على هذه الامور والمعايير».
واضاف قائلا «لقد اوضحنا ان هناك حقائق يجب ان تواجه على ارض الواقع، ولدى فرصة لان نناقش ايضا موقفنا مع وزير الخارجية القطري ومع القيادات العربية الاخرى»، مؤكدا أن الرئيس بوش مازال ملتزما بخطة «خريطة الطريق» المرتبطة ايضا بوجود دولتين تعيشان جنبا الى جنب.
خطة شارون
وتوجه خطة شارون التي استدعت التغيير في الموقف الاميركي تحديات خطيرة جعل من المشكوك فيه استطاعته تنفيذها وقد تظاهر عشرات الالاف من الاسرائيليين الثلاثاء في مجمع غوش قطيف الاستيطاني في قطاع غزة احتجاجا على خطة رئيس الوزراء ارييل شارون لاخلاء المستوطنات اليهودية في القطاع في حين قتلت القوات الاسرائيلية اثنين من النشطاء الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وأحيا الاقبال الكبير غير المتوقع على المشاركة في المظاهرة التي نظمت بمناسبة ذكرى قيام اسرائيل والتي قدر عدد المشاركين فيها بما يقرب من 50 ألفا الامل بين المستوطنين فياحباط خطة شارون "لفض الاشتباك" في استفتاء حاسم بين أعضاء حزب ليكود في الثاني من ايار/مايو.
وقال المستوطن درور فانونو من مستوطنة نفيه دقاليم في جنوب قطاع غزة لرويترز "حضر أناس بأعداد أكبر كثيرا مما كنا نتوقع... حضر أناس من شتى أنحاء اسرائيل الى هنا ليقولوا ..لن نفك الاشتباك.. نقف معكم بقوة".
وأفادت وسائل اعلام اسرائيلية وشهود عيان بان أكثر من 50 ألفا شاركوا في المظاهرة وان الافا اخرين لم يتمكنوا من الوصول بسبب اختناقات مرورية على الطرق الحدودية الضيقة ونقاط التفتيش في غزة.
وكان عدد المحتجين أكبر كثيرا من عدد الاسرائيليين الذين يعيشون في المستوطنات الاحدى والعشرين في غزة وهو 7500 . ويعيش في القطاع 1.3 مليون فلسطيني.
وفي محاولة لاستمالة المتشددين شدد شارون في مقابلة تلفزيونية على انه سيكون اكثر صرامة ضد المتشددين بعد الانسحاب من غزة وحذر من ان العلاقات الامريكية الاسرائيلية قد تتضرر اذا لم يوافق ليكود على الخطة.
وتدعو خطة "فض الاشتباك" التي طرحها شارون لازالة كل المستوطنات من قطاع غزة وأربع من 120 مستوطنة في الضفة الغربية. لكن استطلاعات الرأي تظهر انه من غير المضمون تماما أن يوافق عليها حزب ليكود المؤيد للاستيطان تقليديا.
وأظهر استطلاع نشرت نتائجه يوم الجمعة ان 49 في المئة من أعضاء الحزب وعددهم 200 ألف يؤيدون الخطة مقابل اعتراض 39.5 في المئة.
وحصل شارون على موافقة الرئيس الاميركي جورج بوش على خطته أثناء زيارة للبيت الابيض هذا الشهر لكنه قد يتعرض لضربة كبيرة اذا رفض الحزب الخطة في الاستفتاء.
لكن مسؤولا كبيرا نفى صحة تقرير نشرته صحيفة هاارتس الاسرائيلية في موقعها
على الانترنت ورد فيه ان شارون هدد بالاستقالة اذا لم تقر خطته في استفتاء ليكود.
وقال المسؤول لرويترز "لن يستقيل لانه لن يخسر" الاستفتاء. ووصف تقرير
هاارتس بانه "تكهنات".
وكان شارون يوم الثلاثاء مازال واثقا من ان خطته ستوضع موضع التنفيذ. وقال في احتفال عسكري "امل ان نكون خلال عيد الاستقلال القادم في منتصف عملية فض الاشتباك".
وقال شارون في مقابلات تلفزيونية مسجلة أذيعت يوم الثلاثاء ان الانسحاب من غزة ضروري لتحسين مستوى الامن لاسرائيل بعد ثلاثة اعوام ونصف العام من العنف في مواجهات مع الفلسطينيين.
وأضاف ان رد اسرائيل على هجمات النشطاء الفلسطينيين سيكون "أكثر قوة" بعد الانسحاب من غزة.
وقال لتلفزيون القناة الثانية الاسرائيلي ان رفض خطة غزة "سيشوه علاقاتنا مع الولايات المتحدة... وسيضر بلا شك بصورة الرئيس بوش".
الا ان كثيرين من قادة ليكود يعارضون التخلي عن اي اراض ويرون في الانسحاب
"مكافأة للارهاب".
ويرى الفلسطينيون خطة شارون حيلة لضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية—(البوابة)—(مصادر متعددة)