برلوسكوني ماض نحو الخروج بعد المصادقة على اجراءات حاسمة

تاريخ النشر: 12 نوفمبر 2011 - 04:00 GMT
رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني
رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني

يقضي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني السبت اخر ايامه على راس الحكومة حيث يتوقع ان تصبح استقالته رسمية فور مصادقة البرلمان على تدابير اقتصادية حاسمة لطمأنة الاسواق والاطراف الدولية.
ويتوقع ان يتنحى برلوسكوني (75 سنة) قطب الاعلام الثري، بعد ان ترك بصمة عميقة في الحياة السياسية الايطالية خلال السنوات ال17 الاخيرة واتهامه بالنيل من مصداقية البلاد، ليفسح المجال امام المفوض الاوروبي السابق ماريو مونتي (68 سنة). وقد دعاه اليوم الى تناول الغداء في مقر الحكومة بقصر شيغي.
ورحبت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد السبت ب"التقدم الكبير" السياسي الذي احرز في ايطاليا واليونان حيث تشكلت حكومة الجمعة. وقالت لاغارد للصحافيين في طوكيو ان "ما نامله في صندوق النقد الدولي هو استقرار سياسي وسياسة واضحة في كلا البلدين". واضافت "اعتقد انه تم احراز تقدم كبير". وفي خطوة كادت تكون تبنيا لتعيين مونتي قالت لاغارد عنه "انني اكن له احتراما وتقديرا كبيرين واعتقد انه رجل يتمتع بكفاءة كبيرة ولطالما كانت لي معه حوارات مثمرة وودية".
وفي خطوة لافتة زار رئيس البنك المركزي الاوروبي الجديد ماريو دراغي السبت مواطنه ماريو مونتي في منزله بروما.
واصدرت ايطاليا المهددة بازمة خانقة كادت تودي بمنطقة اليورو، اشارات مطمئة للمستثمرين الجمعة عبر مصادقة مجلس الشيوخ على خطة مضادة للازمة وعدت بها ايطاليا الاتحاد الاوروبي. وحققت بورصة ميلانو الجمعة ارباحا بنحو 3,68% وانخفضت فائدة السندات الايطالية الى نحو 6,5% تحت عتبة 7% الخطيرة نفسيا التي تجاوزتها في ذروة ازمة الثقة في ايطاليا. ويرى المتعاملون الماليون ان مجرد ذكر اسم مونتي "يكسب ما بين 100 الى 150 نقطة" هي الفارق بين السندات الايطالية والالمانية.
ويفترض ان يصادق النواب السبت بدورهم على الاجراءات التي وعدت بها ايطاليا الاتحاد الاوروبي وان تعقد جلسة لمجلس الوزراء مباشرة بعد ذلك في الساعة 17,00 تغ. وبعد ذلك يفترض ان يتوجه برلوسكوني الى قصر كيرينال الرئاسي لتقديم استقالته. وحينها ياتي دور الرئيس الايطالي جورجو نابوليتانو الذي دعا القوى السياسية الى "التحلي بالمسؤولية" مؤكدا ان "الازمة المالية والاقتصادية الخطيرة، الداخلية والدولية، تشكل تحديا للوئام الاجتماعي".
وبعد تشاوره مع الاحزاب السياسية -كما يفرض عليه الدستور، وبسرعة كبيرة - يفترض ان يكلف نابوليتانو ماريو مونتي بتشكيل حكومة تحظى باوسع دعم ممكن بما في ذلك معارضة اليسار والوسط حاليا. لكن المهمة تبدو صعبة لان خلافات كبيرة تهز الاغلبية الحالية حول الموقف الواجب اتخاذه من الحكومة "التكنوكراطية" او "السياسية التكنوقراطية".
وبعد ان عارض اجراء انتخابات مبكرة قرر برلوسكوني دعم مونتي فانضم اليه بعض مؤيديه مثل وزير الخارجية فرانكو فراتيني بينما ظل اخرون يعارضون ذلك بشدة. وقال وزير الدفاع ايناسيو لا روسا من الحزب النازي الجديد بتوتر "لن انتمي ابدا الى حكومة يمثل فيها اليسار حتى لو اعطوني كل ذهب العالم". كذلك اعلن حزب رابطة الشمال الشعبوي انه سيتحول فورا الى المعارضة مؤكدا "لا لخيانة صوت الشعب" كما جاء في صحيفة لا بادانيا.
وفي المقابل دعمت المعارضة (يسار ووسط) "حكومة طوارئ انتقالية" بالرغم من ارتفاع بعض الاصوات المتناقضة ايضا في هذا المعسكر. وباستثناء النقابة الاساسية في البلاد دعت سي.جي.اي.ال ومنظمات نقابية ومنظمة ارباب العمل الى تشكيل حكومة طوارئ، حتى ان رئيسة منظمة ارباب العمل ايما مرتشيليا اعتبرت مونتي "الرجل المناسب".
وفي الانتظار يرتقب البعض في الشارع بفارغ الصبر رحيل الكافالييري (الفارس، وهو لقب برلوسكوني). وقالت اريانا سيلييريو المتقاعدة في روما "انها اتعس حكومة منذ موسولوني، الاسوأ والاقل صدقا والاكثر خزيا".