وصل وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى الرياض يوم الجمعة لاجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين يتوقع ان يخيم عليها اعتقال السلطات السعودية هذا الاسبوع لعدد من الإصلاحيين البارزين في المملكة.
وانتقدت واشنطن التى تتطلع لدفع عملية الاصلاح في الشرق الاوسط اعتقال السلطات السعودية عشرة أشخاص على الاقل من دعاة الاصلاح البارزين معتبرة انه خطوة تتعارض مع عملية التغيير السياسى في المملكة.
وردت السعودية الخميس على الانتقاد الاميركي قائلة ان الاشخاص الذين تم اعتقالهم ومن بينهم اساتذة سابقون بالجامعة تورطوا في اعمال "تخريب وفوضى" في الوقت الذى تواجه فيه المملكة موجة من اعمال العنف المسلح.
وقالت السعودية ان وزارة الخارجية الامريكية التى يرأسها باول كان ينبغي ان تتشاور مع المملكة قبل توجيه انتقادات لها.
واعتقلت سلطات الامن السعودية هذه المجموعة من الاسلاميين المعتدلين والليبرالين يوم الثلاثاء الماضي وقال مؤيدوهم ان الاعتقال تم بسبب دعوتهم لاقامة ملكية دستورية وتخطيطهم لاصدار بيان ينتقد هيئة حقوق الانسان التابعة للدولة التى تم اقرار تاسيسها مؤخرا.
وتشهد علاقات السعودية التي انتقدت مبادرة الشرق الاوسط الكبير الاميركية للاصلاح حالة من التوتر منذ هجمات 11 ايلول / سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة والتي كان اغلب منفذيها سعوديين.
وشنت السعودية حملة ملاحقة للمتشددين بعد الهجمات الانتحارية التى وقعت في الرياض العام الماضي واسفرت عن مقتل ما يزيد عن 50 شخصا الا انها تتعرض ايضا لضغوط اميركية للاسراع بخطى الاصلاح السياسي.
وكان باول اكد اليوم الجمعة في بغداد ان الحرب على العراق لم تكن السبب في تصاعد الاعمال الارهابية في العالم، في رد على تصريح في هذا الصدد ادلى به نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان.
وقال باول في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة العراقية، لا اعتقد ان الحرب في العراق هي السبب في انعدام الاستقرار في العالم. وكان باول يرد على سؤال عن حديث ادلى به دو فيلبان لصحيفة لوموند الفرنسية الخميس وقال فيه ان الحرب في العراق لم تقد العالم الى مزيد من الاستقرار.
وقال الوزير الفرنسي لنبق في اطار الوقائع: الارهاب لم يكون موجودا في العراق قبل الحرب. اليوم هذا البلد هو احد ابرز مراكز الارهاب العالمي.
الا ان باول قال في المقابل، لقد شهدنا اعتداءات ارهابية عبر العالم لم تكن لها اي صلة بالعراق، مشيرا الى ان الاعتداءات التي وقعت في السعودية واندونيسيا وكولومبيا والمغرب وامكنة اخرى في العالم، لا يمكن تفسيرها بالحرب في العراق. واضاف ان هذه الاعتداءات تفسر بواقع ان هناك ارهابيين في هذا العالم يسعون الى الحاق الاذى بالدول التي تحاول بناء مستقبل افضل لشعوبها.
واكد وزير الخارجية الاميركي ان الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق لا يزال متينا رغم عزم اسبانيا سحب جنودها من هذا البلد. وقال باول اعتقد ان الائتلاف ما زال متينا وهناك ثلاثون دولة ما زالت هنا وهي تقوم بعملها بشكل جيد وقد اكدت بلدان عديدة استمرار التزامها بعد التصريحات الاسبانية بشان الانسحاب من العراق.
واعرب باول في بداية مؤتمره الصحافي عن اسفه لمقتل مراسل ومصور عراقيين يعملان لحساب قناة العربية التلفزيونية الخميس بنيران اميركية. وقامت مجموعة من الصحافيين العراقيين بمغادرة قاعة المؤتمر احتجاجا على مقتل زميليهما في العربية الخميس في بغداد.
وقال باول آشعر بالاسف من اجل هؤلاء القتلى. ولا بد من تحديد المسئولية عن موت هذين الاخيرين. وتوفي المراسل العراقي لقناة العربية التلفزيونية علي الخطيب اليوم الجمعة متأثرا بجروح اصيب بها مساء الخميس في العاصمة العراقية بعد تعرضه لنيران اميركية. وكان مصور العربية العراقي علي عبد العزيز قتل الخميس في الحادث نفسه.
وانهى وزير الخارجية الاميركي زيارة مفاجئة لبغداد اليوم في ذكرى مرور عام على الغزو الاميركي الذي اطاح بصدام حسين,ورفض مسؤولون اميركيون الكشف عن تفاصيل زيارته التي جاءت بعد موجة هجمات للمقاومة على القوات الاميركية والعراقيين المرتبطين بالاحتلال ومدنيين—(البوابة)—(مصادر متعددة)
