باكستان تأمر جيشها بالرد على هجمات الأطلسي

تاريخ النشر: 03 ديسمبر 2011 - 07:47 GMT
جنود باكستانيون
جنود باكستانيون

أصدرت باكستان توجيهات لقادة مواقعها الحدودية بالرد على أي هجوم تنفذه قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنتشرة في أفغانستان في المستقبل، يأتي ذلك بعد أيام من هجوم جوي نفذته مروحيات تابعة للحلف أسفر عن تدمير موقعين حدوديين باكستانيين، /الاسبوع الماضي، وراح ضحيته 24 جنديا باكستانيا.

وذكرت صحيفة (إكسبريس تريبيون) الباكستانية ووسائل إعلام وطنية أخرى أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق برفيز كاياني أرسل تعميما بمراجعة التسلسل القيادي في هذا الشأن هذا الأسبوع.

ونقل عن جنرال متقاعد ومحلل عسكري يدعى عبد القيوم قوله إن الأوامر الجديدة تلغي أوامر سابقة بضرورة طلب الضباط إذنا من القيادة قبل الرد على إطلاق نار من طائرات حلف الأطلسي في حال نفذت تلك الطائرات مناورات عدائية على الأراضي الباكستانية.

وصعدت الغارات الجوية للحلف التوتر في العلاقات بين باكستان وحلفائها في الغرب.

وقال الكابتن جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) "اعتقد أن بوسعنا أن نقول إن هذا الحادث كان له تأثير سلبي على علاقتنا مع الجيش الباكستاني، لا شك في ذلك.. الجانبان يعتبران الحادث خطيرا وقد كان كذلك بالفعل".

وتابع كيربي ردا على التقارير التي أفادت بأن المراكز الحدودية حصلت على إذن للرد على النيران قائلا إن كل دولة لها الحق في الدفاع عن النفس.

وأضاف "هذا ما أفهمه مما فعله: لقد أكد حقهم في الدفاع عن النفس. بالتأكيد نحن نحترم حقه هذا. ونحن كذلك لدينا نفس الحق".

واحتجاجا على الحادث، قاطعت إسلام أباد مؤتمرا دوليا مقررا الاثنين المقبل في بون حول الشأن الأفغاني.

كما أغلقت مساري إمداد تستخدمهما قوات الحلف في نقل الإمدادات لأفغانستان التي لا تطل على أي منفذ بحري، وطلبت من الولايات المتحدة إخلاء قاعدة جوية باكستانية جنوب غربي البلاد.

وأصر المسئولون الباكستانيون على أن الهجوم لم يسبقه استفزاز. فيما يقول مسئولون أمريكيون وآخرون من الناتو إن الهجوم حدث بطريق الخطأ ووعدوا بإجراء تحقيق مفصل في تلك المأساة.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الجمعة عن مسئولين أمريكيين، لم تذكر أسمائهم، مطلعين على التحقيقات الأولية بشأن ذلك القصف الجوي، إن مسئولا عسكريا باكستانيا في مركز تنسيق حدودي أعطى الضوء الأخضر للهجوم.

ورفض مسئولو البنتاجون التعليق بشكل مباشر على هذا الاتهام مؤكدين أن هذا الأمر يخضع للتحقيق.

وتجدر الإشارة إلى أنه من المفترض إخطار مراكز التنسيق التي تديرها القوات الأمريكية والأفغانية والباكستانية بشكل مشترك، بأي تحرك مخطط له من قبل القوات في المنطقة الحدودية لتجنب حدوث تضارب.

وذكر التقرير أن المركز لم يتم إخطاره بأن قوات باكستانية متواجدة في المنطقة، ومن ثم افترض أن إطلاق النار الذي جرى الإبلاغ عنه جاء من جانب متمردين وعليه وافق على الغارة.

وأضاف تقرير الصحيفة أن القوة الأفغانية- الأمريكية لم تخطر مركز التنسيق بشأن تحركاتها أيضا، لذا فمن المحتمل أن تكون القوات الباكستانية أخذت على حين غرة.

وذكرت الصحيفة إن المسئولين الأمريكيين عارضوا في الماضي تبادل مثل تلك المعلومات مع باكستان خشية تسربها.

ونقل عن مسئول قوله "كانت هناك الكثير من الأخطاء..لم يكن هناك وعي كاف بالموقف حيث لم تضح هوية المتواجدين هناك والعمليات التي كانوا يقومون بها".

كان مسئول في الجيش الباكستاني قال في وقت سابق إن طلبات إلغاء هجوم الناتو تم تجاهلها لمدة ساعتين.

غير أن الجيش أصدر بيانا في وقت لاحق قال فيه إن تعطل نظام الاتصالات في المواقع الحدودية تسبب في حدوث حالة من عدم الوضوح على مستويات عديدة.

وتعرض الجيش الباكستاني لضغوط متزايدة من الشعب لكي يعطى تفسيرا لعدم قيام القوات الجوية الباكستانية بحماية المواقع الحدودية.

وقال بيان عسكري صدر الجمعة "رد الفعل كان من المحتمل أن يكون أكثر قوة إذا انضمت القوات الجوية الباكستانية".

"غير أن الخطأ لم يكن خطأ القوات الجوية الباكستانية.. (إذ) لم يتسن اتخاذ القرار في التوقيت المناسب بسبب تعطل الاتصالات في المواقع التي تعرضت للهجوم".