اوريو حلال ام حرام؟ جدل يتجدد ولكن بقوة اكبر هذه المرة

تاريخ النشر: 29 ديسمبر 2022 - 08:55 GMT
اوريو حلال ام حرام؟ جدل يتجدد ولكن بقوة اكبر هذه المرة

اوريو حلال؟ اوريو حرام؟ هل تحتوى مكونات اوريو على دهن خنزير وكحول؟.. هي ذات الاسئلة التي صاحبت جدلا واسعا كان تفجر في دول عربية واسلامية في سنوات سابقة، وها هو يعود من جديد على اعتاب 2023، وبقوة هذه المرة.

كيف ولماذا الان؟ لا اجابة يمكن ان تقدم معلومة شافية. ولكن بالمقدور تتبع بعض الخيوط، والتي تشير الى ان ما نكش القصة هو منشوران في فيسبوك كتبهما رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك زبدي مصطفى الاحد قبل الماضي.

في المنشور الاول، يوجه مصطفى سؤالا الى متابعي صفحته في فيسبوك: "هل تعلمون ان بسكويت OREO (اوريو) المستورد ليس حلالا؟"، مضيفا ان "المعلومة موضحة في موقعهم الرسمي" ويعني الشركة المنتجة.

ويعرب رئيس منظمة حماية المستهلك الجزائرية عن اسفه في المنشور بسبب ما وصفه من عدم تحري المستوردين والتجار في المغرب لأمر هذا المنتج وغير من المنتجات الاخرى.

وتزامن ذلك مع تاكيد صحيفة “بيان اليوم” انها اكتشفت وجود صنف اسباني المنشأ من بسكويت أوريو وهو "غير حلال"، ويختلف تركيبة وشكلا عن المنتج المصنع من قبل شركة اوريو المغرب.

 

وفي المنشور الثاني، ارفق مصطفى نص رد جاءه من جمعية حماية المستهلك لولاية سطيف شمال شرقي الجزائر، والتي ابلغته بتواصلها مع شركة "مونديليز" Mondelēz الأم "في فرنسا" بخصوص الضجة حول بسكويت اوريو.

وقالت الجمعية في الرد ان الشركة ابلغتها عبر رسالة الكترونية بانها لا تأخذ بعين الأعتبار علامة "حلال" في منتجاتها.

العدوى تنتشر والسؤال يتضخم: اوريو حلال ام حرام؟ 

لم يلبث الجدل ان انتقل الى المغرب، والتي تساءل رئيس جمعية حماية المستهلك فيها بوعزة الخراطي عن دور الاجهزة الرقابية ووزارة الاوقاف من بسكويت اوريو في ضوء المعلومات التي نشرتها منظمة حماية المستهلك في "الجارة الشرقية" على حد تعبيره.

وبينما لم يرد المكتب المغربي لمراقبة سلامة المنتجات الغذائية على سؤال الخراطي، فقد سارعت وزارة الاوقاف الى النأي بنفسها عن الجدل الدائر، داعية الى عدم "حشرها" في هذا الامر، باعتبار انه من اختصاص الجهات المكلفة مراقبة الاسواق.

وما هي سوى ايام حتى تلقفت صفحات وحسابات مواقع التواصل وروادها في المشرق العربي القصة، وبدات تنسج على نول نظيراتها في المغرب العربي، محذرة في المجمل من منتج اوريو وداعية الى مقاطعته.

برز في السياق مقطع جرى تداوله على نطاق واسع في موقع تويتر وتطبيق تيك توك يؤكد فيه شخص لم يتسن معرفة هويته، ان اوريو يحوي دهن خنزير وكحولا، ويدعو مشاهديه الى مقاطعة هذا البسكويت الذي تنتجه فرنسا "الوسخة".

ويقول ناشر الفيديو ان الشركة المنتجة "لا تبالي اساسا بما اذا كان منتجها متوافقا مع الشريعة الاسلامية او حلالا"، فيما هو يشير الى ان "دولا اجرت تحاليل لمكونات اوريو ولاحظوا ان فيها نسبة من الكحول اضافة الى نسبة من دهن الخنزير".

ويضيف ان "اوريو عمرها 110 سنوات انتجت خلالها 500 مليار حبة اكثر من نصفها بيع في الدول المسلمة"، معتبرا ان هذا الامر "يدعونا لأن نفتح اعيننا ونعيد حسابات الرقابة لدينا على كل ما يأتينا من الخارج" .

ويرى ناشر الفيديو ان هذا الامر يكشف كم هي فرنسا "وسخة"، مؤكدا في الخلاصة ان "اوريو فرنسي، واوريو ليس حلالا".

استهتار وسذاجة ام ثقة بالنفس؟

"شكراً لتواصلك، بسكويت أوريو ليس حلالا"، كان هذا نصا ردت فيه الشركة على سؤال وجهه اليها احد رواد تويتر عبر حسابها الرسمي عام 2019، وكان كفيلا حينها باشعال الجدل في العالمين العربي والاسلامي حول بسكويت اوريو.

لم يطل الامر حتى اختفى السؤال والرد من حساب الشركة، والتي اكتشفت على ما يبدو كم هي ساذجة من حيث انها ظنت نفسها تخاطب مستهلكين غربيين لا يلقون بالا للاشتراطات الدينية في طعامهم!.

ولاحقا، حاول حساب الشركة تجاهل فيضان اسئلة المستخدمين العرب والمسلمين من حول العالم، على امل ان ينجلي غبار الزوبعة التي اثارها ردها السابق من تلقاء نفسه، ولكن عبثا.

 

واخيرا، لم تجد بدا من اعطاء بعض التوضيحات، فنشرت عبر حساباتها جملة مقتضبة تبين فيها ان منتجاتها من بسكويت اوريو غير حائزة على "شهادة حلال" في كل من أميركا وكندا.

وعندما استشعرت الشركة ان الرد لم يكن كفيلا باطفاء نار الاسئلة والانتقادات، عمدت الى تضمين حساباتها نصا طويلا موجود اصلا في موقعها الالكتروني الرسمي، ويشرح موقفها من منتجات "الحلال".

ويقول النص أن شهادة الحلال تعتمد على البلد الذي تباع فيه منتجاتها، وداعية كل زبائنها إلى التحقق دائماً من المكونات الموضحة على ملصق المنتجات لضمان ملاءمتها لنظامهم الغذائي.

ولم يكن هذا كافيا ايضا، فعادت واكدت ان منتجاتها من أوريو المصنوعة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان متوافقة مع المتطلبات التنظيمية لبلدان هذه المناطق، وحاصلة على شهادة الحلال التي تؤكد خلوها من الكحول ودهن الخنزير.

دعك من كل هذا و"فكها.. دوقها.. غرقها"

استشعارا منها الى ان الضجة قد تكون لها انعكاسات على اعمالها في الدول العربية والاسلامية، فقد حرصت مونديليز على تاكيد ان كافة الشركات التابعة لها في تلك البلدان ملتزمة بتقديم منتجات حلال "ومتوافقة مع القوانين واللوائح المحليّة".

""اوريو حلال ام حرام؟ جدل يتجدد كل بضع سنوات
اوريو حلال ام حرام؟ جدل يتجدد كل بضع سنوات

 

ويشمل ذلك كلا من شركات "نابيسكو ارابيا" السعودية، ومونديليز إيجيبت فودز المصرية، ومونديليز المغربيّة وكونتيننتال بسكويت ليمتد شريكة مونديليز الدولية التي يشمل نطاق بيع منتجاتها باكستان والعديد من الدول الإسلامية.

وتعد مونديليز واحدة من كبريات الشركات العالمية والاولى في مجال تصنيع البسكويت (الكعك والمقرمشات)، والتي تصل ارباحها السنوية الى نحو 29 مليار دولار سنويا.

ويمتد نطاق عمليات الشركة، ومقرها الولايات المتحدة، الى 80 دولة، وتوظف اكثر من 80 الف شخص.

وفيما لا تزال تطعى نبرة التنديد الممزوجة بدعوات لمقاطعة بسكويت اوريو على وسائل التواصل، لكن معلقين خلصوا الى ان الخوض في مثل هذه القصة ينطوي على "مغامرة"، وان هناك جهات تريد اظهار المسألة وكان فيها "مؤامرة".

واكتفى احدهم بالتعليق قائلا، عزيزي دعك من هذا كله و"فكها.. دوقها.. غرقها".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن