اوباما يبرر عدم استئذان باكستان في عملية اغتيال بن لادن ويسخر من رومني

تاريخ النشر: 23 أكتوبر 2012 - 08:16 GMT
المناظرة الثانية/ا.ف.ب
المناظرة الثانية/ا.ف.ب

في كلمات تعد من أكثر كلماته صراحة قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة كان سيهرب لو أن الولايات المتحدة سعت للحصول على إذن من باكستان قبل الغارة التي شنتها على منزله هناك.

وكان مسؤولون في إدارة أوباما قد برروا من قبل قرار عدم إشراك باكستان في العملية باحتمال أن يبلغ شخص ما بن لادن بالمعلومة مما يتيح له فرصة الهرب من منزله في أبوت اباد قبل وصول فريق قوات البحرية الأميركية الخاصة إلى المكان.

وقال ليون بانيتا الذي كان مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية وقت العملية ووزير الدفاع حاليا في مقابلة مع مجلة تايم بعد قليل من العملية التي وقعت في آيار / مايو عام 2011 وأسفرت عن مقتل بن لادن إنه كانت هناك مخاوف إزاء احتمال قيام باكستانيين "بتنبيه الأهداف".

لكن في المناظرة التي جرت يوم الإثنين بين أوباما ومنافسه الجمهوري في انتخابات الرئاسة ميت رومني أشار أوباما إلى هذا الاحتمال على أنه حقيقة واقعة.

وقال "لو كنا طلبنا إذنا من باكستان لما تمكنا منه."

والعملية التي أجهزت على بن لادن واحدة من عدة موضوعات يروج لها أوباما باعتبارها من إنجازاته.

وخلال حملته التي أخفق فيها في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له لخوض انتخابات الرئاسة عام 2008 وجه رومني انتقادات لأوباما لأنه حذر باكستان علنا من أنه سيدخلها لضرب أهداف مهمة مثل بن لادن ما لم تتحرك هي. وأشار رومني إلى أن مثل هذه التصريحات لا تفيد في بناء العلاقات.

لكن رومني قال في مناظرة يوم الإثنين إنه كان أيضا ليأمر بهذه الضربة.

وقال المرشح الجمهوري "كان علينا أن ندخل باكستان. كان علينا أن ندخلها للنيل من أسامة بن لادن. هذا هو الشيء الصحيح الذي كان ينبغي فعله."

أما السؤال عمن كان في باكستان يعلم بمكان بن لادن فلا يزال بلا جواب قاطع.

وقال حسين حقاني الذي كان سفير باكستان لدى الولايات المتحدة وقت العملية في مؤتمر في واشنطن في آب / أغسطس الماضي إنه يعتقد أن شخصا ما في مكان ما في باكستان كان يعلم بمكان بن لادن وهي تصريحات عبر عنها بانيتا أيضا.

ففي كانون الثاني / يناير قال بانيتا لبرنامج "60 دقيقة" الذي تذيعه قناة سي.بي.إس "ليس لدي أي دليل ملموس لذا لا أملك أن أقر الأمر على أنه حقيقة واقعة. ما من شيء يؤكد المسألة لكن شعوري الشخصي كما قلت من قبل هو أن شخصا ما في مكان ما كان على علم بالأمر على الأرجح."

ويسخر من أفكار رومني القديمة عن معارك "الخيول والحراب"

,في المناظرة الثالثة والأخيرة قبل اسبوعين من انتخابات الرئاسة الأميركية كانت عبارة "الخيول والحراب" هي العبارة اللافتة للنظر حين استخدمها الرئيس الأميركي الديمقراطي باراك أوباما ليبرز ان أفكار السياسة الخارجية لمنافسه الجمهوري ميت رومني قد عفا عليها الزمن.

وطوال حملته الانتخابية ركز رومني هجومه على السياسة العسكرية لأوباما واتهم الرئيس الديمقراطي بتقتير الانفاق على الجيش مشيرا إلى ان البحرية الأميركية تملك الان عددا أقل من السفن مما كانت تملكه في عشرينيات القرن الماضي.

وكرر رومني حاكم ماساتشوستس السابق نفس النقطة خلال المناظرة الرئاسية الثالثة والاخيرة مساء الاثنين وسارع أوباما بالانقضاض عليه.

وقال أوباما "ذكرت البحرية على سبيل المثال وانه لدينا الان سفنا أقل مما كنا نملك عام 1916 ... حسنا سيدي الحاكم لدينا الان أيضا خيولا وحرابا أقل لان طبيعة الجيش تغيرت."

واستطرد أوباما ساخرا "لدينا الان أشياء تسمى حاملات طائرات التي تهبط عليها الطائرات. ولدينا تلك السفن التي تغوص تحت الماء.. غواصات نووية."

ولم يكتف أوباما بهذا القدر بل استعان في تشبيهاته بلعبة الكترونية للاطفال اسمها (بارجة) وقال "المسألة ليست لعبة بارجة نحصي فيها عدد السفن."

وقوة البحرية الأميركية لها أهمية خاصة لولاية فرجينيا التي تجري بها بعض العمليات الكبرى لبناء السفن واصلاحها وهي من الولايات المتأرجحة التي قد تحسم السباق على البيت الابيض في انتخابات السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر.

ويوجد في فرجينيا في منطقة هامبتون رودز أكبر تجمع للقواعد والمنشآت العسكرية مقارنة بأي منطقة حضرية في العالم.

وتمسك رومني بموقفه المطالب بزيادة عدد السفن وقال "البحرية تقول انها بحاجة الى 313 سفينة للقيام بمهامها."

وأنتشرت على الفور عبارة أوباما "الخيول والحراب" على مواقع التواصل الاجتماعي وظهرت بقوة على تويتر وبسرعة عجيبة ظهر الاسم المستعار "الخيول والحراب".

واستحدث موقع على الانترنت تظهر به صور لأوباما وهو يقول "لدينا أيضا رماح وسهام ومجانيق أقل" وصور لرومني وهو يمتطي حصانا ويحمل بندقية وحربة.

وهاجم أوباما السياسة الخارجية لرومني لكن أيا منهما لم يتمكن من توجيه الضربة القاضية للاخر ولم تحدث في المناظرة التي جرت بينهما في جامعة لين في بوكا راتون زلات لسانية رغم اشتباكهما حول إسرائيل وإيران وروسيا.

وفي الفرصة الاخيرة للرجلين لاجتذاب ملايين الناخبين الذين شاهدوا المناظرة علي شاشات التلفزيون اتخذ أوباما موقف الهجوم من البداية. وانتقد منافسه الجمهوري لمقترحاته بشأن الشرق الاوسط وسخر وقال إن رومني يريد ان يعيد الولايات المتحدة إلى موقف الحرب الباردة الذي نبذته منذ فترة طويلة.

وقال أوباما ايضا إن المرشح الرئاسي الجمهوري باعلانه ان روسيا "خصم جيوسياسي" للولايات المتحدة يريد أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.

واضاف قائلا "الحرب الباردة انتهت قبل 20 عاما" موجها حديثه إلى رومني بينما كانا يجلسان إلى طاولة نصف دائرية امام بوب شيفر الذي أدار المناظرة. وقال أوباما "فيما يتعلق بسياستك الخارجية.. يبدو انك تريد أن تستورد السياسات الخارجية لعقد الثمانينات."

وقال رومني إن سياسات أوباما تجاه الشرق الاوسط وشمال افريقيا لا تمنع اعادة ظهور التهديد الذي تشكله القاعدة في المنطقة.

ورد عليه أوباما قائلا "الهجوم علي ليس برنامجا سياسيا يمكننا من التعامل مع تحديات الشرق الاوسط."

واتفق المرشحان على انه ينبغي للولايات المتحدة ان تدافع عن إسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط إذا هاجمتها ايران لكن رومني قال انه سيشدد العقوبات التي تؤثر بالفعل على الاقتصاد الإيراني.

وأعاد المرشح الجمهوري -الذي جعل من وعده اعادة بناء الاقتصاد الأميركي الضعيف القضية المحورية طوال الحملة الانتخابية- مرارا المناقشة الي المسائل الاقتصادية قائلا ان الامن القومي للولايات المتحدة يعتمد على اقتصاد قوي.

لكن أوباما رد عليه بقوة قائلا ان خطة رومني الاقتصادية ترتكز إلى تخفيضات في الضرائب لم يكن لها تأثيرها المرغوب في السابق. واضاف أن رومني لن يكون بمقدوره موازنة الميزانية وزيادة الانفاق العسكري بمثل هذه الخطة.

وقبل المناظرة أظهرت معظم استطلاعات الرأي تعادل كفتي المرشحين مع حصول كل منهما على نسبة تأييد قدرها 46 بالمئة.

وجاء أوباما إلى المناظرة وهو يتمتع بميزة قيادة الامن القومي والشؤون الخارجية للولايات المتحدة على مدى الاعوام الثلاثة والنصف الماضية. وينسب اليه الفضل ايضا في انهاء حرب العراق وقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في 2011 .

لكن رومني كان لديه فرص كثيرة لتحويل دفة المناقشة إلى الاقتصاد الأميركي الضعيف وهو موضوع يرى الناخبون انه يحظى فيه بمصداقية أكبر.

وبعد المناظرة أظهر استطلاعان للرأي أن أوباما تفوق على رومني في المناظرة الثالثة والاخيرة التي استمرت 90 دقيقة قبل اسبوعين من انتخابات الرئاسة. وسجل أوباما عددا من النقاط كان كافيا لاعلانه الفائز في استطلاعات الرأي الاولى.

واشار استطلاع لمحطة تلفزيون (سي.بي.اس نيوز) إلى أن 53 بالمئة عبروا عن اعتقادهم بأن أوباما هو الفائز في المناظرة بينما اعطى 23 بالمئة الفوز لرومني وقال 24 بالمئة انهما خرجا متعادلين.

وأظهر استطلاع لشبكة تلفزيون (سي.إن.إن) أن اوباما فاز على رومني بفارق 48 الي 40 بالمئة.