انقسام أوروبي يؤخر توريد الدبابات العسكرية إلى أوكرانيا

تاريخ النشر: 22 يناير 2023 - 09:35 GMT
AFP
تتناسب دبابة ليوبارد مع طبيعة الجغرافيا في أوكرانيا وقدرتها على العمل بكفاءة في المعارك

إلى السطح يطفو الخلاف داخل حلف الناتو، على تزويد أوكرانيا بالدبابات والأسلحة الاستراتيجية، وسط تصاعد العمليات العسكرية الروسية في سوليدار، واعلان موسكو نشر منظومة اس 300 في عدة مناطق في روسيا.

لا يتوقف الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينكسي عن التصريح في كافة المحافل التي يخرج بها عبر شاشات الفيديو، عن مطالبة اوروبا والولايات المتحدة بتزويد كييف بالدبابات وصورايخ طويلة المدى، لإحداث تغيير على قواعد الحرب، ودعم كييف بالقول ‘’في مقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر’’.

وانتقد ميخائيل بودولياك المستشار بالرئاسة الأوكرانية، تأخر الدول الغربية بإمداد أوكرانيا بالدبابات، قائلاً إن التردد في هذه المرحلة يقتل المزيد من مواطنينا.

منذ اندلاع الحرب، تستمر زيارات المسؤولين الغربيين إلى كييف، أمام كاميرات الصحفيين، لإبراز الدعم والحديث عن الوقوف إلى جانب أوكرانيا في الحرب مع روسيا، واعلان إرسال الأسلحة والذخيرة وإمداد كييف بالمنظومات المتطورة، إلا أن الخلاف على ارسال الدبابات كان جلياً بين دول الناتو والولايات المتحدة ولكل دولة أسبابها.

الولايات المتحدة التي تساند أوكرانيا، أعلنت عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية زادت عن 3.75 مليار دولار إلى الجيش الأوكراني، شملت ناقلات الجنود المدرعة، وصواريخ أرض جو والذخائر ومعدات أخرى، وهي أكبر حزمة مساعدات عسكرية تقدم لأوكرانيا، بالإضافة إلى الاعلان عن تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل منظومات صاروخية متطورة كمنظومة "باتريوت" للدفاع الجوي، وراجمة الصواريخ هايمارس، وناقلات الجند ومدافع الهاوتزر.

واشنطن لن ترسل دبابة أبرامز لأوكرانيا

إعلان صريح من وزارة الدفاع الأمريكية حول إرسال الدبابات، تبرره واشنطن بأن المسألة معقدة جداً، وأن الدبابة الأمريكية تحتاج إلى صيانة باهظة الثمن، وتحتوي معدات معقدة يصعب التدرب عليها.

تتردد ألمانيا بإرسال الدبابات إلى الجيش الأوكراني، رداً على اعلان واشنطن عدم ارسال الدبابات الأمريكية إلى أرض المعركة، يقول المستشار الألماني أولاف شولتس إن برلين لن ترسل الدبابات إلى أوكرانيا، ولن تتخذ خطوات أحادية الجانب بشأن دعم كييف عسكرياً.

وتحرص كييف، على طلب دبابات ليوبارد 2 الألمانية، التي تتناسب بشكل كبير مع طبيعة الجغرافية والأرض في أوكرانيا وقدرتها على العمل بكفاءة عالية في المعارك، بالإضافة إلى كونا قادرة على اختراق الدروع الأمامية للدبابة السوفيتية، ومنح حماية شاملة للطاقم من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات.

برلين لن ترسل الدبابات إلى أوكرانيا ولن تتخذ خطوات أحادية الجانب

يقول المحلل السياسي والاستراتيجي حازم عياد في حوار مع ‘’البوابة’’ إن الخلاف بين دول الناتو على تزويد أوكرانيا بالدبابات يشير إلى انقسام حول استمرار الحرب والبحث عن حل سياسي، بدلاً من العمل العسكري، مشيراً إلى صعوبة تعامل الجيش الأوكراني مع الدبابات سواء الأمريكية أو الألمانية لنقص الخبرة وحاجتها الماسة إلى الصيانة والتدريب المتواصل.

وأضاف أن واشنطن تخشى خسارة دباباتها في الحرب من قبل القوات الروسية، أو اعلان أسرها في المعارك، مبيناً أن تقديم الدبابات يتطلب مزيداً من الدعم في مجال الصيانة وقطع الغيار والتدريب والتزويد بالقذائف الخاصة بالدبابات على اختلافها.

وفي ظل اعلان كل من الولايات المتحدة وألمانيا تعليق إرسال الدبابات إلى أوكرانيا، أعلنت بريطانيا عن دعم عسكري بإرسال 14 دبابة من نوع تشالنجر2، بالإضافة إلى إرسال 30 مدفعاً ذاتية الدفع من طراز إيه إس 90، بالإضافة إلى بولندا التي أعلنت أنها سترسل 14 دبابة.

في الوقت ذاته، تدعو دول البلطيق (لاتفيا وإستونيا وليتوانيا)، ألمانيا لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2، وأن كييف بحاجة إلى لوقف العدوان الروسي، ومساعدتها في استعادة السلام في أوروبا، كما يتحدث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل أن الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، وأن كييف بحاجة إلى المزيد من الأسلحة أكثر من أي وقت مضى.

ماذا قدمت واشنطن والغرب عسكرياً إلى أوكرانيا؟

روسيا التي تراقب التصريحات الغربية عن كثب، حول دعم كييف بالدبابات والأسلحة، تعلق بالقول إن الدول الغربية التي تزود أوكرانيا بدبابات إضافية لن تغير مسار الصراع بل ستزيد من مشاكل الشعب الأوكراني، في الوقت ذاته تواصل عملياتها العسكرية في عدة مناطق أبرزها منطقة سوليدار في إقليم دونباس، ويعلن مؤسس ميليشا فاغنر يفغيني بريغوجين إن قواته سترسل 20 شاحنة محملة بجثث قتلى الجيش الأوكراني إلى ذويهم.
أحمد شاهين