اقر النواب الارجنتينيون الخميس اتفاقا بين حكومتهم وايران على تشكيل "لجنة لكشف الحقيقة" للتحقيق في الهجوم على المركز اليهودي في بوينوس ايرس عام 1994 الذي اسفر عن سقوط 85 قتيلا و300 جريح.
وانتقدت اسرائيل والجالية اليهودية الارجنتينية والمعارضة في الارجنتين بشدة الاتفاق الذي اقر بشكل قانون.
وحصل القانون الذي ينص على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، على موافقة الكتلة المؤيدة للحكومة اي 131 صوتا مقابل 113 للمعارضة. وكان مجلس الشيوخ اعطى موافقته الاسبوع الماضي.
ويتهم القضاء الارجنتيني طهران بالضلوع في الهجوم الدامي على المركز اليهودي في بوينوس ايرس في 1994 الذي يأتي بعد عامين من هجوم مماثل تعرضت له السفارة الاسرائيلية. ونفت طهران اي تورط لها فيه.
وينص الاتفاق على تشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم الذي تقول الحكومة الارجنتينية انه سيمهد الطريق لتسليم ثمانية مسؤولين ايرانيين ليستمع القضاء الارجنتيني الى اقوالهم.
وبين المسؤولين الثمانية وزير الدفاع احمد وحيدي والرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني ووزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية منذ 2006.
ونفت ايران موافقتها على استجواب اي من المتهمين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست في 12 شباط/فبراير ان "مسالة التحقيق مع عدد من المسؤولين الايرانيين هي محض كذب".
وجاء الرد الايراني على تصريح لوزير الخارجية الارجنتيني هيكتور تيمرمان الذا قال ان وحيدي سيخضع للاستجواب في طهران في اطار اتفاق ابرم بين ايران والارجنتين.
واضاف مهمنبراست "يبدو ان الذين يقلقهم الاتفاق الحقيقي هم الذين ينشرون هذه الانباء".
ووقع وزيرا الخارجية الارجنتيني تيمرمان والايراني علي اكبر صالحي الاتفاق الذي ينص على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة وذلك على هامش اجتماع دول افريقية في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.
واتفق البلدان على الاجازة للقاضي الارجنتيني رودولفو كانيكوبا كورال والمدعي العام البرتو نيسمان المسؤولين عن التحقيق في الهجوم، باستجواب المشتبه بضلوعهم فيه في طهران.
ولدى الاعلان عن الاتفاق في 27 كانون الثاني/يناير قالت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر ان اللجنة ستؤلف من خمسة قضاة مستقلين غير ايرانيين او ارجنتينيين.
وحينها وصفت الاتفاق بانه "تاريخي" وانه "يضمن تطبيق المبدأ الرئيسي للقانون الجنائي الدولي".
لكن الاتفاق كان موضع انتقاد من قبل اسرائيل والجالية اليهودية الارجنتينية التي تضم 300 الف شخص، الاكبر في اميركا اللاتينية والتي اصرت على توقيف المتهمين واحالتهم على القضاء.
وتجمع مئات من اليهود احتجاجا امام الكونغرس الارجنتيني رافعين يافطات كتب عليها "لا".
وقال المشرع من المعارضة ريكاردو جيل لافيدرا خلال نقاش حول مشروع القانون "اي تعاون يمكن ان نقيمه (مع ايران)؟ التفجير موضع نقاش مع الحكومة الايرانية التي امرت بتنفيذه".
وانتقدت وزارة الخارجية الاسرائيلية بشدة الاتفاق في حين شككت واشنطن في التوصل الى اي حل بموجبه.
ولا يزال يتعين على مجلس الشورى الايراني الموافقة على الاتفاق.
وفي 18 تموز/يوليو 1994 فجرت شاحنة محشوة بمواد متفجرة امام المركز اليهودي في بوينوس ايرس ودمرت المبنى المؤلف من سبع طبقات بكامله.
وكان الهجوم على السفارة الاسرائيلية في بوينوس ايرس قبل عامين اسفر عن سقوط 29 قتيلا و200 جريح.