بدأ المركز الاميركي التركي المشترك بشأن إقامة وإدارة المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا عملياته السبت، في وقت تعهّد أكراد سوريا السبت ببذل كافة الجهود لإنجاح مساعي واشنطن وأنقرة بشأن إقامة هذه المنطقة.
نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله يوم السبت إن مركز العمليات المشتركة مع واشنطن بشأن إقامة وإدارة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا بدأ عملياته بشكل كامل.
وطبقا للوكالة التي تديرها الدولة قال أكار إن من المقرر أن تتم أول طلعة مشتركة بطائرات هليكوبتر يوم السبت.
وتوصلت الولايات المتحدة وتركيا الشهر الحالي بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على انشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي.
وبحسب بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السابع من الشهر الحالي، أعلنت أنقرة أنه ستتم إقامة مركز عمليات مشترك في تركيا، بهدف "تنسيق وإدارة تطبيق منطقة آمنة" بالتعاون مع واشنطن.
وأكد وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار والأميركي مارك إسبر خلال اتصال هاتفي الأربعاء "عزمهما اتخاذ خطوات فورية ومنسّقة" للبدء بتنفيذ الاتفاق، وفق بيان عن وزارة الدفاع الأميركية.
وقد تعهّد أكراد سوريا السبت ببذل كافة الجهود لإنجاح مساعي واشنطن وأنقرة بشأن إقامة المنطقة الآمنة.
وقال القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي السبت في كلمة خلال المؤتمر السنوي لقواته في مدينة الحسكة (شمال شرق)، "نعلن أننا سنبذل كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية والجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية" من أجل انشاء المنطقة الآمنة.
وتابع "اليوم هناك نوع من التفاهم واتفاق مبدئي حول ترسيخ الأمن والاستقرار على حدودنا.. ومن جهتنا كقوات سوريا الديموقراطية سنكون طرفاً ايجابياً لنجاح هذه العملية".
وفي تغريدة على تويتر، قالت القيادة المركزية الأميركية في المنطقة إن "قوات سوريا الديموقراطية دمرت تحصينات عسكرية الخميس" وهو ما "يبرهن التزام قوات سوريا الديموقراطية بدعم تطبيق" إقامة المنطقة الآمنة.
وقال العميد نيكولاس بوند، ممثّل التحالف الدولي في مؤتمر قوات سوريا الديموقراطية السبت للصحافيين إن من شان تنفيذ الاتفاق أن "يحد من اي عمليات عسكرية غير منسقة".
وتابع "نؤمن بأن هذا الحوار هو الطريقة الوحيدة لضمان أمن الحدود بطريقة مستدامة".
ولم يتضح بعد ما سيكون عليه حجم هذه المنطقة وكيف ستعمل، إلا أن أنقرة تحدّثت عن نقاط مراقبة ودوريات مشتركة.
وكانت دمشق سارعت إلى ابداء رفضها "القاطع" للاتفاق التركي الأميركي، محملّة الأكراد المسؤولية.
وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا بعد اندلاع النزاع في العام 2011 وإنشائهم إدارة ذاتية في شمال شرق البلاد، الأمر الذي أثار مخاوف تركيا من إقامتهم حكماً ذاتياً قرب حدودها.
وشنّت تركيا عمليتين عسكريتين في سوريا، الأولى عام 2016 وسيطرت بموجبها على مدن حدودية عدة بينها جرابلس، والثانية في العام 2018 وانتهت بسيطرتها مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين في محافظة حلب.