المناطق الامنة: فخ ترامب لاطالة عمر الحرب السورية

تاريخ النشر: 27 فبراير 2017 - 03:34 GMT
 خطوة لا يمكن تفسيرها الا بـ طيش سياسي ينم عن عدم المعرفة بالواقع السوري
خطوة لا يمكن تفسيرها الا بـ طيش سياسي ينم عن عدم المعرفة بالواقع السوري

بعد موقف تخلله تصريحات سياسية لزيادة وقود الحرب والدعم المالي والعسكري لاطراف ضد اطرف، وسياسة صهيونية مارستها ادارة اوباما امتدت لـ 6 سنوات من عمر الازمة السورية، خرج الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب بخطط ونوايا لاقامة مناطق آمنة في سورية في محاولة منه لاثيات الحضور من جديد في المنطقة.

منذ تولي اوباما الحكم في البيت الابيض بدأ بالانكفاء من الشرق الاوسط مخليا ساحات رئيسية للتواجد العسكري الاميركي كأفغانستان والعراق وامتنع عن التدخل في سورية رغم تجاوز الرئيس السوري الخطوط الحمراء، على اساس ان التوجه هو للسلم وليس الحرب وتماشيا مع الازمة الاقتصادية العالمية.

لكن الرئيس الجديد اعلن عن قرار عد بداية لتحول أميركي إزاء الأزمة السورية وهو اقامة منطقة آمنة في خطوة لا يمكن تفسيرها الا بـ طيش سياسي ينم عن عدم المعرفة بالواقع السوري ومتابعة المجريات والتطورات في هذا البلد.

تمكنت روسيا وتركيا بدعم الامم المتحدة من وضع حد ولو جزئي للحرب والقتل والتدمير ووضعت النظام والمعارضة بغالبية اطيافها على طاولة واحدة في عدة جولات تفاوضية في جنيف واستانا وتم التوافق على خطوط عريضة لاعادة السلم والبناء الى هذا البلد ووصلت المباحثات في التفاصيل الى مرحلة متقدمة، وتم التوافق على محاربة الارهاب واصطفاء المعارضة المعتدلة التي تسعى الى دولة علمانية ديمقراطية .

لقد خرج جميع المتفاوضون بقناعة ان الحل السياسي فقط وليس غيره هو الطريق الوحيد للقضاء على الازمة السورية وحماية الاهالي والسكان وهو ما نوى الجميع السير نحوه.

لذلك فان الاقتراح الاميركي اليوم جاء في الوقت الضائع والمطالب بتخصيص مناطق آمنة يأتي في ظل اعتبار غالبية الاراضي السورية مناطق آمنة، والمؤكد ان اقتراح ترامب ما هو الا للتشويش على السلام ولفتح المجال لايواء المتطرفين والمتشددين المدعومين اميركيا بعد ان اتفق الجميع على محاربتهم ودعمت الامم المتحدة في قرارات رسمية هذا التوجة.

المنطقة الآمنة المقترحة ليست نذير شؤوم على السوريين بل على الدولة التركية حيث تبرز التناقضات التركية الكردية وتأثيراتها على الخطة الأميركية الجديدة، ترفض أنقرة إقامة هذه المنطقة في الأراضي الخاضعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" في الشمال الشرقي، لأن مثل هذه المنطقة ستحول الأرض إلى منطقة خارج النزاع، وبالتالي تصبح منطقة مغلقة للهيمنة الكردية.

قد تتلاقى هنا الرؤية الكردية مع الرؤية التركية، فالأكراد لا يفضلون أيضا إقامة منطقة آمنة في مناطق سيطرتهم، خشية من تغير الميزان الديمغرافي بشكل حاد، ويصبح العرب أكثرية مطلقة، الأمر الذي يضعف قبضت الأكراد.

الاردن بدوره يسعى للتهرب من حماية وادارة المنطقة الامنة المقترحة في الجنوب

يقول فيليبو غراندي رئيس مفوضية اللاجئين "بصراحة.. لا أرى في سوريا الظروف" المواتية لإقامة مناطق آمنة فعالة وناجحة.

وتابع قائلا "في ظل التشظي وعدد الأطراف المتقاتلة ووجود جماعات إرهابية فهو ليس المكان الصحيح للتفكير في مثل هذا الحل".

ان المعوق الأبرز الذي يُطرح مع إقامة المنطقة الآمنة هو عدم وجود قوة برية ممكن ان تحمي هذه المنطقة في ظل تناحر المعارضين المسلحين وكثرة الدول الداعمة وعناصر الحرب وقواعد عسكرية قريبة فيما المطلوب ايضا حظر للطيران لانجاح المنطقة التي تحتاج الى قرار من مجلس الامن

تقول النظرية الاسرائيلية انه يجب خلق المبررات لاطالة امد الحرب بين السوريين لتاكيد تدمير البلاد نهائيا والسعي الى تقسيمها في النهاية لعدم الوصول الى دولة قوية في المستقبل قد تطالب بمرتفعات الجولان والحقوق السورية الاخرى وهو ما مارسته ادارة اوباما فيما يسعى ترامب لتكريس هذه النظرية لكن بطريقة اخرى.