قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن مسيحيي حلب ، من العرب والأرمن، باشروا حمل السلاح دفاعا عن كنائسهم في وجه "الجيش الحر".
وبحسب تقرير الصحيفة الذي حمل عنوان"المسيحيون في سوريا يحملون السلاح للمرة الأولى"، فإن "المجتمع المسيحي (في سوريا) حاول تجنب الانحياز إلى أحد طرفي النزاع في الحرب الأهلية . لكنه قرر في حلب تجنيد شبان الكشافة لحماية الكنائس ، وبدأ يقبل السلاح من الجيش السوري بعد أن انتقلت الحرب إلى المدينة وضواحيها ، حيث انضمت مجموعات أرمنية لصد (هجمات) المسلحين على أحيائهم.
وكانت المعلومات الواردة من حلب أفادت بأن مسلحو " كتائب التوحيد" الأخوانية المتحالفة مع "جبهة النصرة" بدأت مهاجمة الأحياء التي تقطنها أغلبية مسيحية ودخولها عنوة ، وفق ما أفاد به "تلفزيون الخبر"، بعد أن كان الجيش أخرجهم منها الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مواطن من حلب يدعى "جورج" قوله "الجميع يقاتل الجميع"، مضيفا"إن الأرمن يقاتلون لأنهم يعتقدون أنه جرى إرسال عصابات الجيش الحر من قبل تركيا التي اضهطدتهم من أجل الهجوم عليهم ، والمسيحيون يريدون الدفاع عن أحيائهم ، فيما الجيش يقاتل عصابات الجيش الحر، وحزب العمال الكردستاني لديه الميليشيا الخاصة به".
وبحسب الصحيفة، فإن "حوالي 150 مقاتلا من المسيحيين العرب والأرمن انضموا إلى القتال خلال الأسابيع الستة الأخيرة من أجل منع "الجيش الحر" من دخول المناطق المسيحية في حلب".
وكان الجيش السوري قال الشهر الماضي إنه دحر عصابات "الجيش الحر" من أحد الأحياء المسيحية، لكن المقاتلين المسيحيين أبلغوا الصحيفة بأنهم هم من قام بدحر تلك العصابات. وأوضح جورج بالقول" إن مسلحي عصابات الجيش الحر (لواء التوحيد) اختبأوا (تحصنوا) في ساحة فرحات في حي الجديدة (المسيحي)، وقد قامت اللجان الشعبية (المسيحية) بدحرهم عن المنطقة وطهرت الكنيسة منهم ، وبعد ذلك انضم الجيش السوري إلينا".
وأكد جورج، الذي كغيره من المسيحيين الذين يخافون إعطاء أسمائهم الكاملة خشية تعرضهم لانتقام المسلحين، إن مسلحي عصابات الجيش الحر"تهدد الكنائس". وبحسب الصحيفة، فإن المنطقة ، التي تميزها محلات "البوتيك" والأزقة الضيقة المرصوفة بالحجارة وأبراج وقباب الكنائس المارونية والأرثوذوكسية والأرمنية، أصبحت خلال الأسابيع الماضية مكانا لتسلل العصابات المسلحة وقناصتهم ونقاط تفتيشهم. "فقناصة الجيش الحر احتلوا أسطح المنازل ، وهاجموا الكنيسة المارونية والسكان الأرمن المقيمين هناك"، وفق ما أفاد به رجل دين مسيحي يدعى" جون"، يقيم الآن في بيروت ، وكان في حلب خلال المعركة قبل أن يغادرها إلى لبنان.
وتقول الصحيفة إن "معركة حلب أصبحت مريرة بعد أن أصبحت الجماعات الجهادية المسلحة تلعب دورا أكثر وضوحا مما كانت عليه في أي مدينة أخرى . وكان آخر ما قامت به هذه الجماعات من فظائع هو قتلها 20 جنديا من جنود النظام جرت تصفيتهم بعد اختطافهم، قبل عرضهم في شريط فيديو على شبكة الإنترنت".
وبحسب الصحيفة، فإن سكان حلب من المسيحيين أبلغوها بأن"الأقليات في المدينة تخشى أن تلاقي المصير نفسه الذي لاقاه مسيحيو العراق الذين استهدفهم العنف الطائفي الذي اندلع بعد العام 2003" نتيجة للغزو الأميركي. ونقلت الصحيفة عن أم أرمنية لأربعة أولاد فروا أخيرا إلى بيروت قولها"المسلحون يهتفون : العلوي ع التابوت والمسيحي ع بيروت" ، وهو ما أكده لاجئون مسيحيون آخرون للصحيفة فروا إلى لبنان.
وقال الأب "جون" إنه ، وعلى النقيض مما قالته تقارير إعلامية، "إن الأثرياء في مدينة حلب لم يكونوا من أنصار النظام ، لكنهم شعروا بأنهم اضطروا إلى حماية أنفسهم من الفلاحين المهاجرين (من الريف) الذين لجأوا إلى الحرب لتدمير قلب المدينة المتطور والحديث". وأضاف " أنا لا أدعم الحكومة، ولكن الجيش الحر عبارة عن حفنة من البلطجية واللصوص ، وقد شاهدت بأم عيني كيف سرقوا مصنع النسيج. لقد سرقوا كل شيء : اسطوانات الغاز والمواد، وحتى الديكور"!
وكان مسلحو "لواء التوحيد " الأخوانية و"جبهة النصرة"، هاجمت يوم الإثنين سيارة مبيت لأساتذة محاضرين في "أكاديمية الأسد للهندسة الحربية" وقتلت ركابها الستة ومن بينهم امرأة برتبة ملازم أول ، وهم : العقيد الدكتور سهيل شاهين، النقيب الدكتور وسيم خضر، النقيب الدكتور مرهف العيسى، المقدم الدكتور فادي زيود، الملازم الأول المعيد سهيل بلول، الملازم الأول المعيدة لينا مرزي.