قال المرشد العام الجديد لجماعة الاخوان المسلمين محمد مهدي عاكف امس ان الجماعة تمد يدها الى الحكومة المصرية وتفتح قلبها وعقلها من أجل بدء حوار غير مشروط، وطالب بألا "ينفرد أحد بالسلطة" بل بالوقوف "صفا واحدا".
وكرر مطلب الجماعة الدائم بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وبإلغاء قانون الطوارئ، كما نفى حصول انقسام داخل الجماعة بين الحرس القديم وجيل الوسط.
وفي مقابلة مع "رويترز" قال عاكف "نحن علينا أن نعلن هذا. ونعلن أن أيدينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة وعقولنا مفتوحة وهم يعلمون هذا. الكرة الآن في ملعب الحكومة". أضاف "أهم شيء كيف نتصالح مع الحكومة ونتعاون معها من أجل النهضة المصرية. وليس عندي شروط لذلك وانما التفاهم والحوار اللذان أرى (أنهما) الوسيلة الصحيحة لخدمة هذه الامة".
وسئل عاكف إن كانت الحكومة تتوجس من الجماعة فقال "من جانبنا لا نخيف وليس لنا أهواء ولا أغراض. حتى عندما يحدثوننا عن أغراضنا في الحكم نقول، وأنا أقولها بصدق، ان الذي يصارع الحكومة الآن انسان فاقد عقله. فمن يسعى للسلطة الآن ويصارع الحكومة... المفروض أن كل القوى السياسية تتعاون لانقاذ الشعب من ورطاته الاقتصادية والتعليمية والخلقية".
أضاف "في هذا الوقت الظروف صعبة داخليا وخارجيا. المفروض ألا ينفرد أحد بالسلطة. المفروض أن كل القوى تتعاون لكي تقف صفا واحدا في وجه الهجمة الخارجية والانحدار الداخلي". وسئل: ألا يسعى الاخوان للسلطة فقال "الآن لا. لكن حين تقف الامة على قدميها في هذا الوقت نفكر (أن) نغتنم السلطة أو لا نغتنمها".
وسئل عاكف عن حضور وزراء مصريين للعزاء في المرشد الراحل مأمون الهضيبي، وهل يرى في ذلك اشارة ايجابية في العلاقات بين الجماعة والحكومة، فقال "نرجو ذلك. أشعر بأن كل من جاء لأداء واجب يجب أن يقوم به. شيخ الازهر والمفتي السابق وبعض الوزراء وبعض الشخصيات المهمة المسؤولة. نحن نرحب بأي انفتاح بيننا وبين الحكومة". اضاف "لا توجد وسيلة للاتصال بيننا وبين الحكومة. لم يتصلوا بنا".
وألقت وفاة الهضيبي الضوء على توترات داخل الجماعة بين الحرس القديم مثل عاكف (76 عاما) وجيل الوسط من الاعضاء البارزين، الذين يتردد أنهم يؤيدون دورا نشطا للجماعة في السياسات الحزبية. لكن عاكف نفى الامر وقال "ما يقال عن جيل الوسط أنه صاحب فكر ورأي، هذا كلام. كلنا أصحاب فكر وكلنا أصحاب رأي. الاخوان المسلمون ليس فيهم هذا الاصطلاح. هذا الاصطلاح دخيل. الاخوان المسلمون اخوان مسلمون (سواء) من عنده خمسة عشر عاما أو صاحب التسعين عاما. الذين اختاروني هم جيل الوسط".
وقال عاكف ان "النظام السياسي المثالي (الذي نريده) في مصر يقوم على أمرين. الامر الاول هو انتخابات حرة نزيهة وفقا للدستور والقانون والمقومات الاساسية للمجتمع. ولن يكون هذا (ممكنا) في ظل قانون الطوارئ (المفروض منذ العام 1981). لا بد من الغاء قانون الطوارئ حتى يُحترم القانون والدستور"—(البوابة)—(مصادر متعددة)
