أفاد النائب العام الفرنسي المكلّف قضايا الإرهاب أن أستاذ التاريخ الذي قُطع رأسه قبل يوم في إحدى ضواحي باريس تلقى تهديدات عبر الإنترنت قبل قتله على خلفية عرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذه في الصف.
وقال النائب العام جان-فرانسوا ريكار في مؤتمر صحافي متلفز إن والد إحدى التلميذات طالب بإقالة المدرّس صامويل باتي (47 عاما) وأطلق دعوة عبر الإنترنت "للتحرّك" ضده بعد الحصة الدراسية التي تناولت حرية التعبير.
وذكر النائب العام أن المدرسة تلقّت تهديدات بعد الحصة التي جرت مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وعرض المدرّس خلالها الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل والتي أظهرت إحداها النبي عارٍ. واتهم والد التلميذة باتي بنشر "الإباحية".
النائب ريكارد قال ان الجاني تحدث إلى تلاميذه في الشارع وطلب منهم أن يحددوا له ضحيته. وأردت الشرطة المهاجم المولود في موسكو قتيلا بالرصاص بعد قتله مدرس التاريخ صمويل باتي (47 عاما) في وضح النهار في ضاحية كونفلانس سانت أونورين يوم الجمعة 16 تشرين الأول .
وقال ريكارد إنه تم العثور على صورة لجسد المدرس نشرها المهاجم على تويتر مرفقة برسالة يقر فيها بقتله على هاتف بجوار جثته بعدما قتلته الشرطة. وأضاف أن الحساب يخص المهاجم.
وسارع موقع تويتر بحذف المنشور وقال إنه أغلق الحساب لانتهاكه سياسة الشركة.
وجاء في الرسالة حسبما قال ريكارد "بسم الله الرحمن الرحيم. إلى (الرئيس إيمانويل) ماكرون زعيم الكفار، أعدمت أحد كلاب الجحيم التابعين لك الذي تجرأ واستخف (بالنبي) محمد".
باشرت الشرطة التونسية إجراء تحريات أولية بعد نشر نائب في البرلمان تدوينة برر فيها قتل الأستاذ الفرنسي، معتبرا أنه يجب تحمل "تبعات" الاساءة للرسول محمد.
وأثارت تدوينة النائب راشد الخياري المستقل والذي أُنتخب كمرشح لحزب "ائتلاف الكرامة" الاسلامي، جدلا واسعا في البلاد بين من دعمها ومن انتقدها بشدة.
وكتب راشد الخياري في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك السبت "الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعظم الجرائم وعلى من يقدم عليها تحمل تبعاتها ونتائجها، دولة كانت أو جماعة أو فرداً".
وقال الخياري في تدوينة أخرى "أتنازل عن الحصانة والبرلمان، و لكن لن أتنازل عن إدانتي لجريمة الإساءة لرسول الله محمد صلى الله عليه و سلم"، كما انتقد تراجع قناة تلفزيونية خاصة عن بث جزء من برنامج شارك فيه إثر التدوينة.
وقال نائب وكيل الجمهورية محسن الدالي لوكالة فرانس برس الاثنين إن "النيابة العمومية بالقطب القضائي تعهدت بموضوع التدوينة وأذنت لفرقة مختصة في مكافحة الارهاب باصدار الأبحاث اللازمة وعند استكمالها ستُحال على النيابة العمومية لاتخاذ في شأنها ما تراه".
وقدم رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي لرئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس "تعازي" الشعب التونسي خلال مكالمة هاتفية، وفق بيان صدر السبت عن رئاسة الحكومة التونسية.
عرّفت السفارة الروسية في باريس المهاجم على أنه عبدالله أنزوروف الذي وصلت عائلته إلى فرنسا عندما كان في السادسة من عمره وطلبت اللجوء.
وذكرت السفارة أن المهاجم البالغ 18 عاما حصل على الإقامة هذا العام ولا صلة له بروسيا.
وقُطع رأس باتي خارج المدرسة التي يدرّس فيها في كونفلان سانت أونورين، شمال غرب باريس، بينما لقي منفّذ الاعتداء حتفه بعدما هاجمته الشرطة.وتم توقيف تسعة أشخاص بينهم والد الطالبة وإسلامي متشدد كان على قائمة أجهزة الاستخبارات الفرنسية للأفراد الخاضعين إلى الرقابة.
وأفاد النائب العام أن المهاجم كان يحمل سكينا وبندقية هوائية وذخيرة. وأطلق النار على الشرطة وحاول طعن العناصر لدى تحرّكهم لمحاصرته قبل أن يطلقوا النار عليه تسع مرّات.