يقع السودانيون بين فكّي الافتراس، فمن جهة تدقّ المجاعة ناقوس الخطر بإعلان تسجيل عشرات الوفيات، فيما ينتظر الناجين، مرض الكوليرا والقصف الذي تمارسه قوات الدعم السريع.
وأعلنت شبكة أطباء السودان تسجيل 23 وفاة بسبب سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء في مدينة الفاشر المحاصرة مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد خلال سبتمبر/أيلول الجاري.
وقالت في بيان إن ما يحدث في الفاشر ليس مجرد أزمة إنسانية، "بل جريمة ممنهجة تتمثل في حرمان المدنيين من حقهم في الحياة، واستهداف مواطني الفاشر بالمجاعة كسلاح حرب"، وأشارت إلى أن بين ضحايا المجاعة 5 نساء حوامل.
وحملت الشبكة الطبية قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن هذه الكارثة، وأن الصمت الذي يمارسه "المجتمع الدولي والأمم المتحدة يجعلهما شركاء في الجريمة بصمتهم وتقاعسهم عن التدخل رغم وضوح حجم المأساة".
وحذرت شبكة أطباء السودان من أن استمرار هذا الوضع يعني "دخول الفاشر في مرحلة إبادة جماعية صامتة بحق عشرات الآلاف من النساء والأطفال"، وأن كل يوم تأخير في رفع الحصار وإدخال الغذاء والدواء "هو حكم بالإعدام الجماعي على مواطني الفاشر".
وبحسب بيانات الشبكة فإن 239 طفلا بمدينة الفاشر توفوا منذ يناير/كانون الثاني 2025 جراء نقص الغذاء والدواء.
وفي سياق متصل، أفادت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بأن إقليم دارفور سجل يوم أمس 3 وفيات و102 من الإصابات بالكوليرا.
وقالت في بيان لها، إن إجمالي عدد الحالات اليومية المسجلة منذ تفشي المرض في البلاد ارتفع إلى 13200، إضافة إلى 557 وفاة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
المصدر: وكالات